عبدالله المزهر

حلم يحمل مشعابا!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الخميس - 16 مارس 2017

Thu - 16 Mar 2017

أعترف وأنا بما تيسر من قواي العقلية أنني إنسان خال من المواهب الاستثنائية أو حتى العادية، ولذلك شملت أحلام طفولتي كل شيء يمكن أن يكون متاحا للحلم.



يقول درويش: «يحمل الحلم سيفا ويقتل شاعره حين يبلغه»، أما أحلامي فكانت تحمل «مشاعيب» ترضخ بها رأسي قبل أن تأتي.

حلمت أن أصبح أشهر لاعب كرة قدم في العالم، ولفرط إيماني بأحلامي فقد كنت أتابع مارادونا وأنا أنظر إليه شزرا وأقول له: المسألة مجرد وقت أيها المنحرف وسأزيحك من على عرش كرة القدم.



لكن الواقع أن هذه الأحلام بالكاد أقنعت فريق قريتنا ليقبلوا بي لاعبا في فريقهم على مضض.



ثم تغيرت أحلامي وأردت أن أكون مطربا عظيما تتوقف الحياة كلها حين يغني، وتتقافز الذكريات كشياطين حزينة أمام العشاق حين يصلهم صوتي.

ثم تكسر هذا الحلم على صراخ أهلي وهم يطلبون مني في حزم أن أكف عن الغناء في الحمام رحمة بالناس وبالذوق وبالحياة وبالثروة المائية.



فكرت بعدها أن أصبح داعية مشهورا، يتزاحم حوله الناس الذين يحبونه وليسوا مثله. لكنني فشلت في هذا لأني لم أتخلص من الحلمين الآخرين بشكل نهائي فكان آخر أحلام طفولتي أن أصبح داعية مشهورا يغني للناس ويقود المنتخب للفوز بكأس العالم.



كانت أحلامي العتيقة كلها تتعلق بالمال، وبالمهن التي تدر أرباحا كثيرة.



والحقيقة التي عرفتها هذا الأسبوع أنها كانت أحلاما بلهاء، فحين قرأت عن مسابقة للشيلات قيمتها خمسة ملايين ريال للفائز الأول وثلاثة للثاني ومليون للثالث عادت أحلامي بشكل أكثر منطقية، فليس مطلوبا مني أي موهبة على الإطلاق. كل ما هو مطلوب أن أصرخ – كما كنت أفعل – وأرد أبياتا تمدح أناسا وتشتم آخرين وستكون أحلامي في طريقها الصحيح للمرة الأولى.



وعلى أي حال..

هذه الجوائز أعلى من جائزة نوبل في أي فرع من فروعها وأكبر قيمة مالية من جائزة الملك فيصل في أي مجال، وهذا ليس أمرا سيئا بالطبع، بل على العكس تماما فمن المهم أن نحدد أهدافنا ونعرف ماذا نريد ثم ننطلق، ومن الواضح أننا عرفنا طريقنا الذي سنسلك وليست مشكلة كبيرة أننا لا نعرف أين سينتهي بنا هذا الطريق.