90 ضحية لانتحاريي حرازات جدة

الثلاثاء - 24 يناير 2017

Tue - 24 Jan 2017

أزاحت وزارة الداخلية أمس النقاب عن هوية الانتحاريين اللذين لقيا حتفهما في حي الحرازات في جدة السبت الماضي، خلال مداهمة قوى الأمن لهما، حيث اتضح أنهما خالد السرواني ونادي عنزي، وكلاهما ينتمي لتنظيم داعش الإرهابي، فيما كشفت عن المضبوطات التي تم العثور عليها في موقع الاستراحة التي كانا يتحصنان فيها، وتشير في مجملها إلى اتخاذ ذلك الموقع كمعمل لصناعة المتفجرات والأحزمة الناسفة، ليرتفع عدد المصانع المضبوطة إلى 6 تم ضبطها في عمليات أمنية نفذت خلال الـ28 شهرا الماضية.



وقائع التحقيقات أظهرت تورط الانتحاريين السرواني وعنزي في 8 عمليات إرهابية شهدتها 6 مدن (الرياض، الدلم، الأحساء، الدوادمي، أبها، نجران)، فاق عدد ضحاياها الـ90 شخصا، ويرتبط الاثنان بشكل مباشر مع الموقوف عقاب العتيبي الذي يعد حلقة وصل بين خليتين عنقوديتين تم الكشف عنهما أخيرا.



وأعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية اللواء منصور التركي في مؤتمر صحفي أمس إيقاف 16 متهما على خلفية هذه القضية، في مقدمتهم حسام الجهني الذي تم ضبطه في حي النسيم بجدة برفقة امرأة زعم أنها زوجته، حيث اعترف بأنه من تولى عملية نقل الانتحاريين من شارع قريش في جدة إلى الموقع الذي لقيا فيه حتفيهما متنكرين بزي نسائي.



ومن بين الموقوفين على ذمة القضية 3 سعوديين و13 آخرون يحملون الجنسية الباكستانية، منهم المرأة التي تم القبض عليها مع الجهني وتدعى فاطمة رمضان (20 عاما).



ويبدو من اللافت اتساع رقعة مشاركة من يحملون الجنسية الباكستانية في أعمال تنظيم داعش الإرهابي داخل السعودية. وعلق مسؤول ملف التحقيقات بوزارة الداخلية اللواء بسام عطية على ذلك بالقول «من المبكر أن نضع هذه الأرقام في حيز المخاوف.. داعش يتحرك في أكثر من اتجاه وفي كل المساحات».



وبمراجعة السجلات الإجرامية للانتحاريين السرواني (عاطل) وعنزي (موظف)، يتضح أنهما من أرباب السوابق في الانضمام إلى الجماعات الإرهابية المسلحة، فالأول اقتحم عالم الإرهاب في عام 2008 بشكل رسمي من خلال تأثره بأحداث العراق وأفغانستان، فيما سبقه الثاني إلى هذا العالم في 2007 بتأثير من شخصية تدعى «أبوسعدون»، تطفلت على إحدى حلقات تحفيظ القرآن، حيث تم إيقافه مرتين، وكلاهما تم اعتقاله وتم إطلاق سراحهما بعد انتهاء محكوميتهما.



متحدث الداخلية:

أطحنا برؤوس داعش ونشاطه ينحسر وإرهاب الحج سيناريو متوقع

أعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية أن الجهات المختصة تمكنت من الوصول إلى الكثير من الرؤوس المدبرة لخلايا داعش الإرهابية، وأهمها تلك المرتبطة بمصانع تحضير المتفجرات والأحزمة الناسفة. وقال إنه لولا توفيق الله، ثم يقظة الأجهزة الأمنية وتعاون المواطنين لكنا شهدنا عملية إرهابية في كل يوم.



ولم يستبعد اللواء منصور التركي أن يكون تنظيم داعش يخطط لاستهداف الحجاج أو المعتمرين والزوار، مستدلا بضلوع التنظيم في المحاولة الفاشلة التي كانت تستهدف المسجد النبوي الشريف، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية سبق أن تعاملت مع مخططات إرهابية استهدفت مواسم الحج ولكن لم يعلن عنها، مبديا قناعته بأن التنظيم لا يتوانى عن استهداف المقدسات، بدليل تنفيذه 9 عمليات إرهابية ضد مساجد داخل المملكة.

وفي الوقت الذي لا يرى فيه التركي ترابطا بين زيادة أعداد المقبوض عليهم من أفراد التنظيم في المنطقة الغربية ومخططات استهداف الحج، قال «لقد استفاد داعش من دروس تنظيم القاعدة، فأصبح يعتمد أسلوب الخلايا العنقودية المنتشرة في جميع المناطق ليصعب من مهام رجال الأمن في عملية القبض عليهم، لكننا لهم بالمرصاد».



ولا يجد المتحدث الأمني بوزارة الداخلية ربطا بين الضربات التي وجهت لتنظيم داعش في سوريا والعراق وانخفاض نشاط التنظيم داخل السعودية. وقال «التنظيم لا يزال يمارس نشاطاته ولم يقض عليه بالصفة التي ينتظرها الجميع، وإن كان هناك من انحسار فهو بتوفيق الله، ثم بجهود رجال الأمن وتعقبهم لتلك العناصر. نعم هناك مؤشرات إيجابية عن انحسار التنظيم داخل المملكة».



ورفض التركي تنازل وزارة الداخلية عن برنامج المناصحة، قائلا إنه بات عنصرا مهما في مكافحة التطرف. وعلق على بعض الانتكاسات التي تحدث في عقليات بعض من ينخرطون في برامجه بالقول «لا يمكن أن تضمن لكل مريض يدخل إلى المستشفى أن يخرج وهو بكامل عافيته، وكذلك الأمر في المناصحة، غير أن الأكيد أن 85% ممن خضعوا لبرامجه عادوا أسوياء في المجتمع»، فيما نوه بقوة التنظيم المالي المتبع في مكافحة تمويل الإرهاب، والذي أشار إليه بفخر بأنه لا يضاهيه مثيل في أي من دول العالم.



«أبو سعدون» يعيد تجنيد حلقات التحفيظ إلى الواجهة

أعادت الشخصية التي تمت تسميتها بـ«أبوسعدون»عمليات اختراق حلقات تحفيظ القرآن في مساجد البلاد وتجنيد طلابها إلى الواجهة من جديد، وذلك عقب أن كشفت التحقيقات تورطه في تجنيد انتحاري جدة الثاني نادي عنزي في عام 2007، وما تلا ذلك من خروجه من الرياض إلى عرعر باتجاه الأردن ودخوله الأراضي السورية ومنها إلى العراق، حيث كان يقف على أعتاب تنفيذ عملية انتحارية هناك لولا فشل العملية وعودته من جديد إلى داخل السعودية ليلقى حتفه منتحرا في استراحة بحي الحرازات في جدة عام 2017، حيث بقيت فكرة العملية الانتحارية تلازمه لمدة 10 سنوات.



ورفض مسؤول ملف التحقيقات بوزارة الداخلية اللواء بسام عطية تعميم هذا النموذج على كل حلقات تحفيظ القرآن الكريم، حيث أفاد بأن «أبوسعدون» وسيط التجنيد تطفل على تلك الحلقة ولم يكن من أساتذتها أو من سكان الحي الذي تقع بداخل مسجده. وقال «هناك أشخاص يتحركون في المساجد وحلقات تحفيظ القرآن والجمعيات لاصطياد الشباب وتجنيدهم».



الإيقاف الثالث لحسام الجهني في 13 عاما

لم يكن حسام الجهني المتورط بنقل وإيواء انتحاري جدة جديدا على عالم الإرهاب، حيث يعد الإيقاف الحالي له هو الثالث خلال الـ13 عاما الماضية.

• أوقف في 2004 لخروجه إلى العراق والمشاركة في القتال، وأطلق سراحه في 2006

• أوقف في 2007 لتنسيقه خروج عدد من الأشخاص إلى العراق للمشاركة في العمليات القتالية هناك، وأطلق سراحه في 2015

• أوقف في 2017 لحيازته حقيبة مشركة، وحيازته هاتفا جوالا في حالة تشريك، وإيوائه عددا من الإرهابيين.



ما هي الهجمات الإرهابية التي تورط بها الانتحاريان؟

1
تفجير مسجد الطوارئ في عسير

2 تفجير مسجد المشهد في نجران

3 تفجير عبوة ناسفة بمركز شرطة الدلم

4 جريمة الدالوة – الأحساء

5 تفجير عبوة ناسفة بمركز أمن الطرق بحي محاسن في الأحساء

6 تفجير أنبوب نفط شرق الدوادمي

7 اغتيال العميد كتاب الحمادي العتيبي في الدوادمي

8 اغتيال العريف ماجد الغامدي في الرياض

عدد الضحايا: أكثر من 90 شخصا



الفترة الزمنية للهجمات: من 3 نوفمبر 2014 حتى 22 يناير 2017



خالد غازي السرواني

الانتحاري الأول.. بماذا تورط؟


• يعد من المطلوبين الخطرين أمنيا لتنوع أدواره وتعدد ارتباطاته بعناصر وحوادث إرهابية

• ناشط في الدعاية للفكر الضال ومحرض على القتال بمناطق الصراع

• استجابته لإملاءات تنظيم داعش في الخارج بتقديم الدعم والمساندة لمنفذي العملية الإرهابية التي استهدفت المصلين بمسجد قوات الطوارئ الخاصة بمنطقة عسير

• تولى مسح الطريق للانتحاري الذي نفذ العملية الإرهابية بمسجد المشهد بمنطقة نجران

• ارتباطه بأنشطة الموقوف عقاب معجب العتيبي المتورط في مقتل العميد كتاب ماجد الحمادي وجرائم أخرى

• توفيره مأوى لأربعة من الإرهابيين في استراحة استأجرها بوادي نعمان بمنطقة مكة المكرمة هم (سعيد آل دعير، عادل المجماج، محمد العنزي، مبارك الدوسري)

• تصنيع الأحزمة الناسفة والعبوات المتفجرة داخل معمل تم تجهيزه باستراحة حي الحرازات



كيف تأثر؟

• دخل عالم الإرهاب في 2008 من خلال تأثره بمجريات الأحداث في العراق وأفغانستان، فيما كان تأثره الأكبر بعد وفاة شقيقه بدر في 2006 في العراق.

• كانت له رغبة ذاتية في الخروج إلى مناطق الصراع، وتم إلقاء القبض عليه وقضى عقوبة في السجن انتهت في 2012 .



نادي مرزوق عنزي

الانتحاري الثاني.. بماذا تورط؟

• يعد من أرباب السوابق بتدأ نشاطه المنحرف مع قناة تبث من الخارج موجهة ضد السعودية

• غادر لاحقا إلى مناطق الصراع التي استعيد منها، وبعد أن قضى العقوبة المقررة بحقه شرعا لم يكف عما يمليه عليه فكره الضال، واستمر في غيه فارتبط

بأنشطة إرهابية مع الموقوف عقاب معجب العتيبي، ومع الموقوف سويلم الهادي الرويلي والموقوف عبدالملك البعادي الذي تورط بمقتل الجندي ماجد عائض الغامدي أثناء قيامه بواجبه في حراسة الخزن الاستراتيجي بالرياض.



كيف تأثر؟

• لمشاركته في قناة بالخارج تضمر العداء للسعودية. التحق بحلقة تحفيظ للقرآن في 2006 ، واستطاع شخص يسمى أبوسعدون تجنيده في 2007 بعد تطفله على الحلقة، حيث اقتنع وتوجه إلى سوريا ومنها إلى العراق، وكاد ينفذ عملية انتحارية هناك.



• تم القبض عليه في 2007 وأطلق سراحه في 2013 بعد انتهاء محكوميته.



تعرف على مضبوطات حي الحرازات

• 3 قنابل يدوية.

• 8 قوالب متفجرة، 6 منها بشظايا، واثنتان بدون.

• 48 كيسا تحتوي مواد كيميائية تستخدم في تصنيع المواد المتفجرة.

• 3 موازين الكترونية.

• 2 أنبوب حديدي أسطواني.

• 10 عبوات متفجرة حديدية مربعة الشكل مصنعة محليا.

• 2 عبوة حديدية لاصقة، إحداهما مجهزة بمادة متفجرة ومغناطيس بدون صاعق.

• 6 أكياس بها قطع حديدية بكميات كبيرة تستخدم كشظايا عند التفجير.

• مجموعة من الأدوات والأجهزة الكهربائية والإبر الطبية لتحضير المواد المتفجرة.

• مجموعة ألواح الكترونية لتشريك العبوات.

• 3 أسطوانات غاز.

• 2 رشاش.

• مسدس واحد.

• 165 طلقة حية.

• 6 طلقات مسدس.