عبدالله المزهر

في الحقيقة نعم.. أنا طائفي!

سنابل موقوتة
سنابل موقوتة

الاثنين - 28 نوفمبر 2016

Mon - 28 Nov 2016

ماذا لو أقر برلمان دولة ما أن داعش جيش نظامي؟ وعينت أبو بكر البغدادي «العراقي» وزيرا لدفاعها؟!



أظن ظنا يشبه اليقين أن هذا الأمر لن يمر مرور الكرام ولا مرور «اللئام»، وسيجتمع مجلس الأمن وستقلق الأمم المتحدة قلقا بالغا لم تقلق مثله من قبل، وستتشكل التحالفات بين أمم الأرض لتصحيح هذا الخطأ.



وهذه ردة فعل منطقية حين تصبح عصابة مجرمة جزءا من دولة يفترض أنها دولة حقيقية.



لكن الحشد الشيعي وهو «الفردة» الثانية للإرهاب أصبح جيشا نظاميا بعد إقراره من البرلمان الإيراني ـ فرع العراق ـ ولم يحدث أي شيء ولم يقلق أحد في هذه المعمورة لشرعنة الإرهاب والإجرام.



دعونا نتخيل أمرا آخر بما أن الخيال متاح دون رسوم ـ حتى الآن على الأقل، ولنتخيل أن مجموعة من المتشددين السلفيين يقيمون مخيمات على مد البصر على حدود دولة ما بهدف مناصرة عصابة إجرامية في بلد مجاور. وأظن أننا حين نتخيل حدوث هذا الأمر فإن الخيال سيأخذنا إلى النتيجة المنطقية، وهي القلق والاستنفار وبقية هذا «البكج» كاملا.



لكن هذا يحدث من المتشددين الشيعة على الحدود الكويتية العراقية ولا أحد يعد الأمر جريمة في طور التشكل، ولا إرهابا ينتظر الفرصة ليعبر عن نفسه. ولم يقلق أحد أيضا من متخصصي القلق في هذا الكوكب المريض.



الخوف من تهمة «الطائفية» أصبح يشبه إلى حد بعيد تهمة معاداة السامية، ولذلك يتجنب الكثيرون الحديث عن مثل هذه الظواهر التي أصبحت مكشوفة بشكل فج حتى لا يتهم بأنه طائفي.



الأمر لا علاقة له بالتسامح ولا بالتعايش ولا بطائفة العبارات المشابهة، الأمر في حقيقته إجرام مكتمل العناصر يجب أن يوصف بأنه كذلك أيا كان مذهب وملة ودين من يفعله.



وعلى أي حال..



هذا العالم يدفع الأسوياء دفعا إلى أن يكونوا طائفيين، ويدفع المسالمين ليكونوا إرهابيين رغما عنهم، وهذا العالم لن يكون قادرا على تحمل تبعات نفاقه!



[email protected]