الاستعانة بزملاء مزيفين في الزواجات طلبا لـ "الهياط"

يلجأ بعض العرسان في يوم زواجهم لاستحداث حيلة بهدف الظهور أمام عائلاتهم وأبناء قبيلتهم بحضور مشرف، وذلك من خلال استئجار فرقة من الشبان لحضور الحفل وإعلانهم على الملأ أنهم أصدقاء العريس

يلجأ بعض العرسان في يوم زواجهم لاستحداث حيلة بهدف الظهور أمام عائلاتهم وأبناء قبيلتهم بحضور مشرف، وذلك من خلال استئجار فرقة من الشبان لحضور الحفل وإعلانهم على الملأ أنهم أصدقاء العريس

الاثنين - 11 أغسطس 2014

Mon - 11 Aug 2014



يلجأ بعض العرسان في يوم زواجهم لاستحداث حيلة بهدف الظهور أمام عائلاتهم وأبناء قبيلتهم بحضور مشرف، وذلك من خلال استئجار فرقة من الشبان لحضور الحفل وإعلانهم على الملأ أنهم أصدقاء العريس، وأنهم جاؤوا ليقدموا معونة له وليشاركوه الفرحة، حيث إن أكثر ما يحرج بعض العرسان في حفلات زواجهم الحضور الهش من الوفود المهنئة لهم، مما يضعهم في موقف محرج أمام أبناء قبيلتهم ليلة زفافهم، الأمر الذي استدعاهم إلى استحداث تلك الحيلة بهدف الرفع من شأنهم والثناء عليهم.





دور تمثيلي



وتقوم فكرة الفرقة على مجموعة من الشبان الذين يرتدون زيا رسميا تزينه الخناجر ويتناسب مع طقوس مناسبات الزواج، ويحضرون في صف واحد إلى موقع الزواج المتفق عليه، حاملين في أيديهم مغلفا ورقيا بزعم أن فيه معونة للمتزوج، وأنهم زملاؤه وأصدقاؤه وحضروا لتقديم المعونة له ومشاركته فرحته.

ويعود سبب ظهور مثل هذه الفرق المزيفة إلى أن كثيرا من مناسبات الزواجات يقوم فيها الشاب المقرب من العريس بدعوة أكبر عدد من أصدقائه للحضور معه في زفاف صديقه وأداء نفس الدور الذي تؤديه الفرق المستأجرة من دون مقابل، مما أدى إلى ظهور فكرة تشكيل فرق تقوم بهذا الدور ولكن بمقابل مادي، حتى باتت الفرق معروفة في أوساط الشباب وتؤدي الدور التمثيلي في المناسبات وتحصل على مبالغ مجزية.





مبالغ مالية



وتأتي الفرقة المستأجرة لمثل هذه المناسبات بطلب من العريس أو أحد أقاربه، ويتوسط الفريق شاب مفوّه ينطق بعبارات الثناء إلى درجة أن أقارب العريس يراودهم الشك فيما إذا كان المقصود ابنهم أم إن المقصود أحد فرسان القبيلة، لكثرة ثنائه وإفراطه في ذلك.

وتصل تكاليف الفرقة المستأجرة إلى ثمانية آلاف ريال كأقصى حد، وتقل تدريجيا بحسب بعد المسافة، بينما في الغالب تبلغ تكلفتها ثلاثة آلاف ريال.

وتحرص الفرقة على حضور أكثر من مناسبة زواج في نفس الليلة، وتكون مهمتهم الحضور والقيام بمشهد تمثيلي أمام الحضور في الحفل، مما يوهم الحضور أنهم زملاء العريس وجاؤوا لتقديم مبلغ مالي له في زفافه نظير ما يحمله من صفات الرجل الكامل والصديق الكفء.





ظهور مشرف



ويحرص بعض العرسان على إحضار الفرقة بحجة وجوب ألا يكونوا أقل من أقرانهم المتزوجين الذين تحضر مناسبات زواجاتهم الوفود المهنئة والمشاركة من كل مكان، فهم يبحثون عن ذات المجد عبر هذه البوابة ليكونوا كغيرهم من الشباب ويظهروا بالمظهر المشرف أمام قبيلتهم وأقاربهم وخاصة أمام أسرة العروس.

وعدّ كثير من الناس هذه الظاهرة جريمة اجتماعية يقترفها العريس أولا بإحضار زملاء مزيفين، فقط لنيل مجد في محفل جماعي هو لا يستحقه، وتزييفا لحقيقته أمام أسرته وقبيلته، مما يعتبره البعض قلبا للحقائق لا يقبله أي عاقل.





أخطاء فاضحة



وباتت هذه الفرق في الآونة الأخيرة شبه مكشوفة، أو على الأقل يدور حولها الشك لاعتبارات عدة، أبرزها حداثة سن المشاركين فيها، إذ إن أعمارهم تتراوح بين 15 و25 عاما، حتى أصبح المجتمع يشك في معظم هذه الفرق من خلال الزي الذي يرتدونه وبعض الممارسات التي تحصل منهم، خاصة ملاحظة بعض الأخطاء التي تحصل لحظة ارتجال الكلمة التي يلقونها وقت وصولهم إلى الحفلة.

وأوضح فواز الشهري أن إحدى هذه الفرق ألقى خطيبها المفوه كلمة يثني فيها على العريس لكنه أخطأ في اسمه وارتبك وقام من حوله بتعديل بعض الأخطاء، ومن ثم تقدموا وشربوا القهوة ثم غادروا المكان، بحجة أنهم ملتزمون بمناسبة زواج أخرى.