تثليث.. قصص التاريخ لغز على صخور مهملة

تقع محافظة تثليث شمال شرق منطقة عسير، وتعتبر بوابة الجنوب الشرقية، وتتميز بموقعها الجغرافي حيث تعتبر آخر حدود منطقة عسير مع منطقة الرياض

تقع محافظة تثليث شمال شرق منطقة عسير، وتعتبر بوابة الجنوب الشرقية، وتتميز بموقعها الجغرافي حيث تعتبر آخر حدود منطقة عسير مع منطقة الرياض

السبت - 21 يونيو 2014

Sat - 21 Jun 2014



تقع محافظة تثليث شمال شرق منطقة عسير، وتعتبر بوابة الجنوب الشرقية، وتتميز بموقعها الجغرافي حيث تعتبر آخر حدود منطقة عسير مع منطقة الرياض.

وسبب تسميتها بهذا الاسم لأنها نقطة التقاء لثلاثة طرق هي: نجران ونجد والحجاز، وقيل لثلاثة أودية هي بيشة وتثليث ووادي الدواسر.

التقت «مكة» بعدد من المواطنين ذكروا معلومات عدة قالوا فيها إن تثليث قديما لبني زبيد، وفيها مسكن عمرو بن معد يكرب الزبيدي، وقد ذكرها عمرو رضي الله عنه في عدد من أشعاره، حيث يجد المتمعن بها أن أسماء المواضع التي وردت جميعها تقع بالقرب من تثليث، وما تزال تعرف بأسمائها القديمة، كما أن هناك نقوشا صخرية وقلاعا أثرية تدل على مواطن عدة، وقدم تاريخ ساكني تثليث، وقد ذكرها عدد من المؤرخين في كتبهم، ولا شك أن محافظة تثليث تحتوي على كثير من الآثار التي تحتاج إلى اهتمام مضاعف من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار.



طريق الفيلة



قبل عدة سنوات ذكر أحد الباحثين المصريين أن محافظة تثليث كانت إحدى المحطات التي مرت بها فيلة أبرهة الأشرم، حيث ذكر أن الفيلة لم تمر بسراة عبيدة كما تذكر الروايات نظرا لوعورة المنطقة.

وأضاف أن الفيلة مرت بطريق مركز الزرق التابع لمحافظة تثليث، وارتوت من آبار الزرق الموجودة في قرية مريغان، علما بأن هذه الآبار موجودة حتى الآن، حيث يتزود منها أهالي مركز الزرق بالماء يوميا، وتعتبر مصدرا أساسيا للمياه المحلاة، كما أن لفظة الزرق تطلق في الأساس على الآبار، وبعد ذلك أصبحت اسما للمركز نفسه، بحسب رواية أهالي المركز.



قرية نعام والنقوش الأسرية



يذكر أن قرية نعام التابعة لمركز الزرق التي تنتشر فيها الجبال الرسوبية مليئة بالرسوم التي تمتد لبضعة كيلومترات، فلا تكاد تمر بجبل إلا وتجده مليئا بالنقوش والرسومات التي لا يمكن إحصاؤها لكثرتها، وقد كان كثير من أهالي تثليث قديما يزاولون مهنتي الرعي والزراعة، وقد عمروا أراضيهم ومزارعهم بأنفسهم حتى دبت الحياة في المحافظة.

وقد بدأ تعليم الناس أمور دينهم قديما في تثليث، عندما أرسل الشيخ عيسى من قبل الملك عبدالعزيز لأهالي محافظة تثليث ومراكزها وقراها، وبدأ العلم ينتشر في محافظة تثليث وتأخذ مكانها في العلم والمعرفة.



أسواق شعبية



وقد امتازت محافظة تثليث بأسواقها الشعبية العريقة وعرفت على مر تاريخها بعدد من التحولات التجارية والبيئية إذ كانت تنتعش أسواقها يومي الاثنين والثلاثاء من كل أسبوع، وقد بدأت الحياة في تثليث ضعيفة كما هو الحال في جميع مدن ومناطق المملكة، وذلك عندما كان سوقها على ضفاف واديها العريق، ومكاتب مسؤوليها تحت أشجارها العملاقة التي ما زال التاريخ يذكرها.

وقد تنوعت الأسواق في تثليث بتنوع سلعها المعروضة، فقد كان هناك سوق شعبي لجميع مستلزمات الحياة اليومية من مأكولات ومشروبات وغيرها، وكان سوق الماشية يجذب كثيرا من أهالي المحافظات والقرى المجاورة، فقد كان مرتعا وتجارة لمن أراد أن يعمل في هذا المجال، كما أن هناك سوقا للأقمشة والملابس بأنواعها الرجالية والنسائية.

وتطور السوق على مدى الأعوام والسنين الماضية ليتفرع إلى عدة أسواق مستقلة، فسوق الماشية أصبح يربض في جنوب المدينة، بينما أنشأت بلدية محافظة تثليث سوقا للخضار واللحوم بوسط المدينة، وبقيت الأسواق الشعبية للملابس والأقمشة على الطرق المعتادة قديما في سوق اعتمد حديثا لم يشهد سوى تخطيط أرضي للبسطات التجارية، وتحتاج المحافظة إلى سوق نسائي مصمم على الطراز الحديث يحوي بسطات النساء التي ما زالت على أشكالها القديمة التي تنافي التطور الحاصل في المحافظة.