دق الخشب عادة لمنع الحسد

«امسك اﻟﺧﺷب» تحذير شهير، يقال عادة عند التحدث عن نجاحات أحد الأشخاص أو عند ذكر حصيلته التي لا تحصى من الأموال، أو حتى عند الإشارة إلى تمتعه بصحة جيدة، وحياته العائلية السعيدة، فقبل أن يهم أحدهم بالشروع في خوض نقاشات عن أشخاص يتمتعون بكل هذه النعم، ليس عليه إلا أن يصب غريزته الحاسدة بجوف الخشب، فبدق الخشب يمحى الحسد

«امسك اﻟﺧﺷب» تحذير شهير، يقال عادة عند التحدث عن نجاحات أحد الأشخاص أو عند ذكر حصيلته التي لا تحصى من الأموال، أو حتى عند الإشارة إلى تمتعه بصحة جيدة، وحياته العائلية السعيدة، فقبل أن يهم أحدهم بالشروع في خوض نقاشات عن أشخاص يتمتعون بكل هذه النعم، ليس عليه إلا أن يصب غريزته الحاسدة بجوف الخشب، فبدق الخشب يمحى الحسد

الثلاثاء - 06 مايو 2014

Tue - 06 May 2014



«امسك اﻟﺧﺷب» تحذير شهير، يقال عادة عند التحدث عن نجاحات أحد الأشخاص أو عند ذكر حصيلته التي لا تحصى من الأموال، أو حتى عند الإشارة إلى تمتعه بصحة جيدة، وحياته العائلية السعيدة، فقبل أن يهم أحدهم بالشروع في خوض نقاشات عن أشخاص يتمتعون بكل هذه النعم، ليس عليه إلا أن يصب غريزته الحاسدة بجوف الخشب، فبدق الخشب يمحى الحسد.

فجميع الحضارات يعلقون الإطراء أو الاستحسان بعبارة «امسك الخشب» فهاجس الحسد إلى وقتنا هذا ما زال يطارد الكثيرين، والبعض يقولها من باب التعود أو المداعبة، دون التثبت من صحتها.

ولأن بعض الأشخاص لا يعرفون أن العبارة الآنفة الذكر، رفيقة الخشب القاضي بامتصاص كافة موجات الحسد الصادرة عن الإنسان، ما هي إلا خرافة، لها جذور تاريخية واسعة تعود إلى آلاف السنين.

فهي خرافة شائعة في أوروبا وفي الدول العربية أيضًا، حيث يعود أصلها للعصور الوسطى، حين كانوا يعتقدون أن الأرواح الشريرة تسكن في الأشجار، وتظل قابعة داخل الشجرة حتى لو تم قطعها أو اقتلعت من أرضها، واستخدم خشبها في تصنيع أشياء مختلفة، سواء كانت على هيئة أثاث أو أعمدة أو غيرها، ولهذا فهم يربطون بين الدق على الخشب والحس، لأنه في اعتقادهم حائز على العلامة الحمراء «الخطر» لارتباطه بالأرواح الشريرة، فالدق على الخشب يزعج تلك الشريرة، فتخرج وتبتعد عنهم وتكف عن مضايقتهم وإصابتهم بالحسد.

لكن السؤال هنا، لماذا يعتقد البعض أن الخشب يمتلك قوى خارقة وقدرة فولاذية على التحكم في أقدارهم؟ مع العلم أن هناك الكثيرين ممن لا يؤمنون بمثل هذه الابتداعات، ويعتبرونها ضربا من ضروب الخرف والجنون، لكنها تسترق التقمص واقتحام عقولهم وذاكرتهم، فنراهم يلفظونها على حين غفلة، لتأخذ عندهم مكانتها كونها «العادة العنيدة» لا أكثر.