عادل حوشان

رسالة إلى السيد خامنئي.. جيش جحش السيد المرشد!

الأربعاء - 28 سبتمبر 2016

Wed - 28 Sep 2016

قبل أيام كنت أراجع بعض الرسائل التاريخية، تلك التي كتبها رجالات نجد في بدايات القرن العشرين، رسائل بالكاد تقرأ نظرا لقدمها وسوء حفظ بعضها.



الخطوط كانت أيضا رديئة نسبيا، لكنها كانت دليلا واضحا على العزة والمجد والشجاعة والرغبة الكبيرة بالحياة. (النسبي والمطلق) يمكن أن تسأل عنه أي شخص في معتقلاتك بسبب نشاطه الفيزيائي السلمي الذي قاده ليكون معارضا لسياستكم، أو أحد العلماء الذين تمت تصفيتهم في العراق العظيم على أيدي أخس السياسيين (مندوبيك الدائمين في ساحة الفوضى) وتعرف أنت أسباب حدوث ذلك.



هذه الرسالة تكتب بواسطة جهاز آلي، أي أن خطوطه واضحة وربما قد تتغير أو تتطور مستقبلا، وهي بين خيارين إما أن تبقى للتاريخ أو يرمينا التاريخ في أقرب مزبلة، أنت بصفتك أكبر رعاة الإرهاب وأنا بصفتي مواطن عربي لم يستطع سوى كتابة الرسائل للدفاع عن وطنه وعن ضحايا الإرهاب، وهي أداتي الوحيدة للأبد.



أهنئكم أولا السيد المرشد على «كعباتكم» التي حججتم لها في الأماكن التي «عممتم» الفوضى بها، وإن لم يأت من حسناتها إلا أن حجاج بيت الله حجوا بسلام، كما نتمنى أن لا يتم افتتاح «كعبات» جديدة لأن ذلك يعني المزيد من نشر الفوضى واحتلال بلدان الآمنين واستبدال أمنهم برعاة الخسة والفساد.



السيد المرشد، نحن لا نعرف حتى الآن كيف يعمل جهازك الإعلامي، نعرف فعلا كيف يعمل جهاز الاستخبارات وأجهزة الأمن والجيوش والأحزاب الدينية، لكن الجهاز الإعلامي عصي على الفهم.



مليارا مسلم في العالم يريدون فهم كيف يمكن لرجل جالس أن يغير أركان الإسلام، دون أن يعلن بأنه إله جديد وأداته الوحيدة هي الكراهية الممزوجة بالدم والفضائح والقتلى والمشردين والجوعى والسجون والتعذيب.



إله يتبعه الخائفون والمرتزقة وصناع القهر والفوضى، وأغبياء السياسة وعديمو الضمير، دون أن يرف لهم جفن ما داموا في رعاية الإرهاب.



نتابع أحيانا السيد المرشد قناة العالم، ونضحك، لا توجد وسائل إعلامية كثيرة في العالم الإسلامي قادرة على أن تسخر من نفسها بنفسها عبر تقاريرها الإخبارية التي تقدمها بطابع شديد الجدية، لكن استطاع القائمون على قنوات محددة تتبع لسيادتكم تقديم الضحك بصيغة إعلامية، بالتأكيد نعتذر لفخامتكم لأننا نضحك بينما في الصفحة التالية تنتشر رافعات الإعدام في شوارع طهران.



لا أريد أن أطيل عليك السيد المرشد، ولم أعتد الإطالة في الحديث إلى شخص بمكانة جنابكم، ولا أريد أن أستعرض ماذا قدمتم للعالم وللحضارة غير العمائم التي تسوق دينا جديدا ومشينا ونموذجا لأبشع حملة تبشيرية لما يمكن أن يكون عليه الدين حين يختلط بالسياسة، لينتج كل هذه السخرية المريرة.



السيد المرشد أذكركم أنني أكتب وأنا جالس مثلما تقدم نموذجك وأنت جالس، وأذكرك بكتاب لرجل مات بشكل طبيعي لكنه أعطانا أعظم أدب في العالم حين كتب «خطبة لاذعة ضد رجل جالس» وأعني بالأعظم كتبه العديدة في الرواية والمسرح والقصة والكتابة.



وأذكركم بمصيري ومصير رسالتي ومصيركم، لكن قبل أن أنتهي سمعت في الأخبار أن جماعة إسلامية جديدة، بالتأكيد لديك علم بها واختصرها الخبر تحت اسم «جفش»!



لذا حين أقرأ وأسمع عن جيوشك التي تقود فيها السلام مقلوبا رأسا على عقب باسم الدبابات والمدافع والأسلحة والدمار ليعم السلام الإيراني مكشوف العورة والرأس، فاقترح أن يتم ضم هذه الجيوش تحت اختصار واحد يليق بما يفعله مخ الطاغية حين يقبل العالم ببقائه لتعديل كفة السلام.



طرأ على بالي أن تضم هذه الجيوش تحت راية «جيش الحشد الشعبي» وأن ترعى قناة العالم تسويق هذه الجيوش تحت مسمى «جحش» وأنت تختار برعايتك أكبر غائب ضمير إنساني في العالم، أعني القناة السيد المرشد، ليكون أكبر الجحوش وقائدها.



سيكون هذا الاسم تاريخيا وعصريا وقديما وحديثا يناسب خلطتك العجيبة ويسهل علينا وصف ما يمكن أن تقوموا به مستقبلا. سلمت السيد المرشد من السلام والسلامة ورعاك الإرهاب ورعيته فأنت عصي على الدعاء وعلى الشفاء وعار على الضمير الإنساني.



[email protected]