غزوة غروزني الخائبة
الاثنين - 26 سبتمبر 2016
Mon - 26 Sep 2016
يوم الخميس الماضي تناول الصديق والكاتب في عكاظ محمد الساعد البيك مؤتمر غروزني من جانب «احتكار الاجتهاد الفقهي» (حسب قراءتي الخاصة)، في حين أني سأكتب متناولا مدلولاته السياسية والمكانية، فكلنا يعي ما تعنيه الشيشان في المعادلة السياسية الروسية من القرم إلى سوريا، فإن كانت تلك مخرجات ذلك النظام وثقافته فما هي القيمة المضافة لانعقاد ذلك المؤتمر فيه؟
نقر بضرورة وجدوى مثل هذه المؤتمرات بشرط ألا يكون ذلك تعميدا سياسيا لنظام مارق تتجاوز مواقفه التعاطف السياسي إلى التواطؤ العضوي مع الاتحاد الروسي في جرائمه في سوريا بتقديمه مرتزقة باعتراف أحد رجالات الاتحاد الروسي، وهو فاتسلاف ماتزوف عبر إحدى القنوات الإخبارية العربية، بالإضافة لاشتراكها في جريمتي احتلال واغتصاب شبه جزيرة القرم واحتلال شرق أوكرانيا. ثانيا رسالة ذلك المؤتمر السياسية والتي تتمحور حول أن «شخصيتنا» الإنسانية هي طائفية دينية أولا لتكريس ما يسوق سياسيا واجتماعيا بأن «مدارس الفقه السني» متواطئة إن لم تكن متعاطفة مع العنف السياسي المصنف «إرهابا»، والدليل على ذلك انعقاد ذلك المؤتمر على أرض نظام سياسي مارق.
قد لا نعتب على مشاركة الأزهر في تلك الفعالية، لأنه لطالما وظف مصريا كأحد أدوات سياساتها الداخلية والخارجية، وذلك الاختلال يجب أن يعالج مصريا. إما المعضلة الأخرى لراعي أو رعاة ذلك المحفل فتتجلى فيمن حضر، فقد كان أشبه بتخليق «فرنكشتاين» جديد. فالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مثل في شخص رئيسه القرضاوي وآخرين قد يقرأ حضورهم إما لضبابية رؤيتهم السياسية أو لتسويق مشروع داخلي، وكلاهما يمثل إفراطا في الموضوعية والبراجماتية، فمن لم يدرك أن هدف ذلك المؤتمر هو إعادة تأهيل «منظومة» مدارس الإسلام المسيس الفاشلة بمحرك روسي بدل الأمريكي فهو فاقد لأهلية الإدراك.
أصابع رعاة المؤتمر الظاهرة منها والمستترة واضحة للجميع، وهي لم تكن محاولتهم الأولى أساسا، فقد سبق أن تقدم هؤلاء بمشروع «التحالف السني» بعد اعتلاء الملك سلمان بن عبدالعزيز عرش المملكة العربية السعودية، وفشلوا رغم اجتهاد صفوفهم الأولى والمستترة في تسويقه، لذلك يجري استهداف المملكة العربية السعودية عبر تخليق مرجعية إسلامية منافسة لرابطة العالم الإسلامي تكون أكثر مواءمة لأهداف الديمقتاتوريات الرباعية.
ما تقدم يقود للشق السياسي المتمثل في الموقف المبدئي للمملكة العربية السعودية الرافض لطأفنة الصراع السياسي في منطقة الشرق الأوسط ورده إلى أصله في كونه سياسيا في كل مفاصله. وبالطبع فإن تلك الثابتة من ثوابت المملكة العربية السعودية هي ما يرهق هؤلاء في كل مراوغاتهم السياسية العبثية، وإلا فما سر تزامن مؤتمر غروزني والاستهداف غير المسبوق للمملكة العربية السعودية إعلاميا وسياسيا لقيادتها العالم الإسلامي والعربي سياسيا؟
المحرك الروسي لن يقدم جديدا أو ينجح في تخليق أدوات ضغط قادرة على استخلاص تحولات نوعية في الموقف السعودي من الملفات الرئيسة السياسية منها والاقتصادية، والمراهنة على استنزاف السعودية سياسيا مشروع قد كتب له الفشل منذ فبراير 2011. أما المشككون في ذلك فما عليهم إلا مراجعة مقال دنيس روس الأخير في الواشنطن بوست 8 سبتمبر الجاري «في السعودية ثورة تحت عباءة الإصلاح»، وعلى من لا يدرك شخص السفير روس من معادلة الشرق الأوسط حاضرا ومستقبلا اعتزال قراءة السياسة.
[email protected]
نقر بضرورة وجدوى مثل هذه المؤتمرات بشرط ألا يكون ذلك تعميدا سياسيا لنظام مارق تتجاوز مواقفه التعاطف السياسي إلى التواطؤ العضوي مع الاتحاد الروسي في جرائمه في سوريا بتقديمه مرتزقة باعتراف أحد رجالات الاتحاد الروسي، وهو فاتسلاف ماتزوف عبر إحدى القنوات الإخبارية العربية، بالإضافة لاشتراكها في جريمتي احتلال واغتصاب شبه جزيرة القرم واحتلال شرق أوكرانيا. ثانيا رسالة ذلك المؤتمر السياسية والتي تتمحور حول أن «شخصيتنا» الإنسانية هي طائفية دينية أولا لتكريس ما يسوق سياسيا واجتماعيا بأن «مدارس الفقه السني» متواطئة إن لم تكن متعاطفة مع العنف السياسي المصنف «إرهابا»، والدليل على ذلك انعقاد ذلك المؤتمر على أرض نظام سياسي مارق.
قد لا نعتب على مشاركة الأزهر في تلك الفعالية، لأنه لطالما وظف مصريا كأحد أدوات سياساتها الداخلية والخارجية، وذلك الاختلال يجب أن يعالج مصريا. إما المعضلة الأخرى لراعي أو رعاة ذلك المحفل فتتجلى فيمن حضر، فقد كان أشبه بتخليق «فرنكشتاين» جديد. فالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مثل في شخص رئيسه القرضاوي وآخرين قد يقرأ حضورهم إما لضبابية رؤيتهم السياسية أو لتسويق مشروع داخلي، وكلاهما يمثل إفراطا في الموضوعية والبراجماتية، فمن لم يدرك أن هدف ذلك المؤتمر هو إعادة تأهيل «منظومة» مدارس الإسلام المسيس الفاشلة بمحرك روسي بدل الأمريكي فهو فاقد لأهلية الإدراك.
أصابع رعاة المؤتمر الظاهرة منها والمستترة واضحة للجميع، وهي لم تكن محاولتهم الأولى أساسا، فقد سبق أن تقدم هؤلاء بمشروع «التحالف السني» بعد اعتلاء الملك سلمان بن عبدالعزيز عرش المملكة العربية السعودية، وفشلوا رغم اجتهاد صفوفهم الأولى والمستترة في تسويقه، لذلك يجري استهداف المملكة العربية السعودية عبر تخليق مرجعية إسلامية منافسة لرابطة العالم الإسلامي تكون أكثر مواءمة لأهداف الديمقتاتوريات الرباعية.
ما تقدم يقود للشق السياسي المتمثل في الموقف المبدئي للمملكة العربية السعودية الرافض لطأفنة الصراع السياسي في منطقة الشرق الأوسط ورده إلى أصله في كونه سياسيا في كل مفاصله. وبالطبع فإن تلك الثابتة من ثوابت المملكة العربية السعودية هي ما يرهق هؤلاء في كل مراوغاتهم السياسية العبثية، وإلا فما سر تزامن مؤتمر غروزني والاستهداف غير المسبوق للمملكة العربية السعودية إعلاميا وسياسيا لقيادتها العالم الإسلامي والعربي سياسيا؟
المحرك الروسي لن يقدم جديدا أو ينجح في تخليق أدوات ضغط قادرة على استخلاص تحولات نوعية في الموقف السعودي من الملفات الرئيسة السياسية منها والاقتصادية، والمراهنة على استنزاف السعودية سياسيا مشروع قد كتب له الفشل منذ فبراير 2011. أما المشككون في ذلك فما عليهم إلا مراجعة مقال دنيس روس الأخير في الواشنطن بوست 8 سبتمبر الجاري «في السعودية ثورة تحت عباءة الإصلاح»، وعلى من لا يدرك شخص السفير روس من معادلة الشرق الأوسط حاضرا ومستقبلا اعتزال قراءة السياسة.
[email protected]