كيف نستفيد من مؤتمر غروزني؟
الجمعة - 16 سبتمبر 2016
Fri - 16 Sep 2016
كالعادة يستثار أغلبيتنا عند كل حدث جديد، وتهب صفوف منا، وممن يحضرون من الغيب لينجدونا، مستنكرين شاجبين ورادين الكيد بكيد أعظم منه، وبخطب عصماء، ومهاترات منبرية تشعل قنوات الإعلام بالندب والكره والتفريق، وفي تأكيد مواطن الخلاف، والعداء، وكأننا مخلوقون من تكبر وغضب وخوف وشدة.
وهذا حقيقة أمر لا يليق بمركز العالم الإسلامي، وبدولة هي الحاضن الأعظم لكل مسلم على وجه الأرض، مهما كان معتقده مختلفا، ومهما تحزب، أو أساء.
مهبط الوحي وبلاد الحرمين الشريفين يجب أن تكون نظرتها أبعد من نظرات الجميع، وأن يكون قلبها أرحم من خناجر الغادرين، وعقلها أكثر تعقلا ممن يسعى للتقسيم، والتجريح، والإقصاء والعداء.
ومؤتمر غروزني بصرف النظر عن نوايا من قام به، وعن توصياته، التي حددت أهل السنة والجماعة بالأشاعرة والماتريدية، عقيدة، وبأهل المذاهب الأربعة فقها، وأضافت إليهم «أهل التصوف الصافي»، لا يجب أن يستثيرنا، ولا أن يجعلنا نستشيط غضبا ونخطط، ونرد كيد أفكارهم، ولا أن نقصيهم، ولا أن نقوم بعمل مؤتمرات مقابلة، لإثبات فشلهم.
هم يريدون أن يكونوا أهل السنة والجماعة؛ فليكونوا كذلك، والماء يكذب الغطاس، والزمن كفيل بأن يظهر معدن الحقائق، وينهي عمليات التنطع، والكره، والبغض، والتحوصل.
الحقيقة أن العالم الإسلامي ككل يعاني منذ فترات طويلة من أفكار ومظاهر وأعمال التشدد، والسعودية لم تنكر أن الداء موجود لديها، كما هو موجود لدى أغلبية دول العالم الإسلامي، وكم تكلمنا في ذلك بحرية، وكم حددنا مناطق التشدد، التي صبغت صورة الإسلام بالإرهاب، وبينا طرق علاجها.
والسعودية كانت ممعنة في معالجة كل ذلك، ولا يجب أن يثنيها مثل هذا المؤتمر عن متابعة العلاج، كونها تعرف الخلل بجلاء وعمق، وأنها تمتلك ثمن الدواء وطرق العلاج.
لذلك فإني أرى طرق الاستفادة من مؤتمر غروزني بالآتي:
1. أن تتسامح المملكة مع كل الأطياف، وألا تضخم العداء بينها وبين أي طيف أو مذهب إسلامي.
2. أن تترك كامل الحرية لمن يريد تسمية نفسه بأي مسمى يشتهيه، وفي النهاية فإن المسميات تحتاج للمصداقية والعمل على إثباتها، وليكن هم السعودية هو كيف تضم جميع الأطياف بصدرها الأرحب والأرحم.
3. أن تستمر في معالجة ما يوجد لديها من علامات تشدد، وأن توطن الحب في المناهج وعلى المنابر، فلا نعود نسمع لعانا أو سبابا أو إقصاء لأي مسلم مهما اختلف معنا، ومهما كانت نواياه.
4. أن تستمر في نشر الحب للبشرية كافة، وأن يتوقف دعاء المنابر على أي مخالف لنا في الفكر والمعتقد.
5. أن ترسم لها خطوطا مؤدية للوسطية المثلى، لتدوم مكانتها، وتستمر في موقع جليل كتبه الله لها بين أمة الإسلام.
6. أن توطن السلام من أوسع أبوابه، لإخماد نيران من يريد أن يقصيها، فلا تواجهه بنفس صنيعه، بل تفتح له أبوابها للوصول إلى الحرمين الشريفين، وتخلق من عدائه ولاء مستقبليا.
رسالتي هذه أوجهها لحكومتنا الرشيدة، التي تعرف أين يجب أن تكون خطواتها القادمة، وكيف يمكن أن نجتاز بمعطياتنا كل منعرج وكل أزمة، ونحن أكثر وعيا وقوة، وأكثر احتواء للمستجدات، وبرؤية مستقبلية تؤكد مكانتنا، وجدارتنا بعظيم ما حبانا الله به.
[email protected]
وهذا حقيقة أمر لا يليق بمركز العالم الإسلامي، وبدولة هي الحاضن الأعظم لكل مسلم على وجه الأرض، مهما كان معتقده مختلفا، ومهما تحزب، أو أساء.
مهبط الوحي وبلاد الحرمين الشريفين يجب أن تكون نظرتها أبعد من نظرات الجميع، وأن يكون قلبها أرحم من خناجر الغادرين، وعقلها أكثر تعقلا ممن يسعى للتقسيم، والتجريح، والإقصاء والعداء.
ومؤتمر غروزني بصرف النظر عن نوايا من قام به، وعن توصياته، التي حددت أهل السنة والجماعة بالأشاعرة والماتريدية، عقيدة، وبأهل المذاهب الأربعة فقها، وأضافت إليهم «أهل التصوف الصافي»، لا يجب أن يستثيرنا، ولا أن يجعلنا نستشيط غضبا ونخطط، ونرد كيد أفكارهم، ولا أن نقصيهم، ولا أن نقوم بعمل مؤتمرات مقابلة، لإثبات فشلهم.
هم يريدون أن يكونوا أهل السنة والجماعة؛ فليكونوا كذلك، والماء يكذب الغطاس، والزمن كفيل بأن يظهر معدن الحقائق، وينهي عمليات التنطع، والكره، والبغض، والتحوصل.
الحقيقة أن العالم الإسلامي ككل يعاني منذ فترات طويلة من أفكار ومظاهر وأعمال التشدد، والسعودية لم تنكر أن الداء موجود لديها، كما هو موجود لدى أغلبية دول العالم الإسلامي، وكم تكلمنا في ذلك بحرية، وكم حددنا مناطق التشدد، التي صبغت صورة الإسلام بالإرهاب، وبينا طرق علاجها.
والسعودية كانت ممعنة في معالجة كل ذلك، ولا يجب أن يثنيها مثل هذا المؤتمر عن متابعة العلاج، كونها تعرف الخلل بجلاء وعمق، وأنها تمتلك ثمن الدواء وطرق العلاج.
لذلك فإني أرى طرق الاستفادة من مؤتمر غروزني بالآتي:
1. أن تتسامح المملكة مع كل الأطياف، وألا تضخم العداء بينها وبين أي طيف أو مذهب إسلامي.
2. أن تترك كامل الحرية لمن يريد تسمية نفسه بأي مسمى يشتهيه، وفي النهاية فإن المسميات تحتاج للمصداقية والعمل على إثباتها، وليكن هم السعودية هو كيف تضم جميع الأطياف بصدرها الأرحب والأرحم.
3. أن تستمر في معالجة ما يوجد لديها من علامات تشدد، وأن توطن الحب في المناهج وعلى المنابر، فلا نعود نسمع لعانا أو سبابا أو إقصاء لأي مسلم مهما اختلف معنا، ومهما كانت نواياه.
4. أن تستمر في نشر الحب للبشرية كافة، وأن يتوقف دعاء المنابر على أي مخالف لنا في الفكر والمعتقد.
5. أن ترسم لها خطوطا مؤدية للوسطية المثلى، لتدوم مكانتها، وتستمر في موقع جليل كتبه الله لها بين أمة الإسلام.
6. أن توطن السلام من أوسع أبوابه، لإخماد نيران من يريد أن يقصيها، فلا تواجهه بنفس صنيعه، بل تفتح له أبوابها للوصول إلى الحرمين الشريفين، وتخلق من عدائه ولاء مستقبليا.
رسالتي هذه أوجهها لحكومتنا الرشيدة، التي تعرف أين يجب أن تكون خطواتها القادمة، وكيف يمكن أن نجتاز بمعطياتنا كل منعرج وكل أزمة، ونحن أكثر وعيا وقوة، وأكثر احتواء للمستجدات، وبرؤية مستقبلية تؤكد مكانتنا، وجدارتنا بعظيم ما حبانا الله به.
[email protected]