مؤتمر جروزني.. ﴿فأما الزبد فيذهب جفاء﴾
الأربعاء - 14 سبتمبر 2016
Wed - 14 Sep 2016
في خضم الأزمات التي يعيشها العالم الإسلامي فوجئ الجميع بانعقاد مؤتمر جروزني لتحديد هوية أهل السنة والجماعة، وكان عنوانه «من هم أهل السنة والجماعة»، برعاية الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، وتولى تنظيم المؤتمر وتمويله مؤسسة طابة الصوفية، وقد دعيت له فئات معينة تمثل جماعات وطرقا معروفة على خلاف في التوجهات مع الفكر السلفي، وتم تجاهل علماء المملكة العربية السعودية وكل من يمت بصلة للفكر السلفي، واللافت في هذا المؤتمر مكان انعقاده وتوقيته، فمكان انعقاده جمهورية الشيشان المرتبطة بالنظام الروسي، وعلى وجه التحديد الرئيس بوتين الذي يخوض حربا بلا هوادة على أهل السنة في سوريا، متحالفا مع كل من النظام الصفوي الإيراني ونظام بشار الأسد النصيري، وأعوانهما وقبل ذلك واجه المقاومين لاحتلال بلدهم الشيشان من قبله وبكل عنف وقساوة.
أما من حيث التوقيت، فنجد أنه كان مقصودا لانشغال المملكة بموسم الحج، وقبل ذلك تصديها للتمدد الصفوي الإيراني بالمنطقة في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن وقيادتها لتحالف عربي لإعادة الشرعية باليمن.
وأتت نتائج المؤتمر وتوصياته مواكبة لما سبق وأن ذكرناه، حيث حصرت أهل السنة والجماعة بالتوجهات الفكرية لمن حضر، وكانت ردود الفعل تجاه هذا المؤتمر قوية من قبل علماء الفكر السلفي في أنحاء العالم الإسلامي وهو أمر طبيعي في ظل هذا التجاهل لهم من قبل المنظمين للمؤتمر ورعاته.
ومهما يكن من أمر فإن الواجب يقتضي ونحن نعيش وفي ظل ظروف استثنائية الابتعاد عن ردود الفعل التي تؤدي إلى التأجيج والتصعيد والمستفيد منها في المقام الأول النظام الصفوي الإيراني، الذي لعب دورا كبيرا ـ من خلف الكواليس ـ في انعقاد هذا المؤتمر والخروج بهذه التوصيات، ويجب تغليب جانبي التجاهل والحكمة أولا بعدم إقامة مؤتمرات مضادة، وثانيا: تنشيط العمل الدبلوماسي للتأثير على توصيات مؤتمر جروزني بغرض جعلها حبيسة الرفوف.
وفي المقابل على الجهات الشرعية في العالم الإسلامي وعلى وجه الخصوص في بلادنا الغالية توسيع دائرة التعاون مع جميع أطياف المذهب السني انطلاقا من وسطية هذا الدين وعدم الدخول في مستنقع الاختلافات والخلافات العقدية والفكرية، وأن يكون الشعار هو الاعتصام بحبل لله ووسطية هذه الأمة، وأن نتذكر جهود المغفور له بإذن الله الملك فيصل في جمع كلمة المسلمين من خلال دعوته لتضامن المسلمين ووحدة صفهم ونجاحه الكبير في هذا الشأن، وما نجم من قيام كثير من الدول الآسيوية والأفريقية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وأيضا تحقيق انتصار عسكري عليها خلال حرب العاشر من رمضان عام 1393 الموافق السادس من أكتوبر عام 1973.
وأقترح في هذا الصدد قيام رابطة العالم الإسلامي بدور فاعل في جمع كلمة علماء المسلمين وتوحيد صفوفهم وعدم إقصاء أحد منهم بلقاءات وندوات ومؤتمرات، وأن يعد لها إعدادا جيدا بعيدا عن إثارة النعرات والخلافات العميقة بين أرباب الفكر في العالم الإسلامي، والرابطة مؤهلة للقيام بهذا الدور لا سيما بعد تولي معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى أمانتها العامة، فنجاحاته السابقة في وزارة العدل والمجلس الأعلى للقضاء تشهد له بذلك، والله الهادي إلى سواء السبيل.
[email protected]
أما من حيث التوقيت، فنجد أنه كان مقصودا لانشغال المملكة بموسم الحج، وقبل ذلك تصديها للتمدد الصفوي الإيراني بالمنطقة في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن وقيادتها لتحالف عربي لإعادة الشرعية باليمن.
وأتت نتائج المؤتمر وتوصياته مواكبة لما سبق وأن ذكرناه، حيث حصرت أهل السنة والجماعة بالتوجهات الفكرية لمن حضر، وكانت ردود الفعل تجاه هذا المؤتمر قوية من قبل علماء الفكر السلفي في أنحاء العالم الإسلامي وهو أمر طبيعي في ظل هذا التجاهل لهم من قبل المنظمين للمؤتمر ورعاته.
ومهما يكن من أمر فإن الواجب يقتضي ونحن نعيش وفي ظل ظروف استثنائية الابتعاد عن ردود الفعل التي تؤدي إلى التأجيج والتصعيد والمستفيد منها في المقام الأول النظام الصفوي الإيراني، الذي لعب دورا كبيرا ـ من خلف الكواليس ـ في انعقاد هذا المؤتمر والخروج بهذه التوصيات، ويجب تغليب جانبي التجاهل والحكمة أولا بعدم إقامة مؤتمرات مضادة، وثانيا: تنشيط العمل الدبلوماسي للتأثير على توصيات مؤتمر جروزني بغرض جعلها حبيسة الرفوف.
وفي المقابل على الجهات الشرعية في العالم الإسلامي وعلى وجه الخصوص في بلادنا الغالية توسيع دائرة التعاون مع جميع أطياف المذهب السني انطلاقا من وسطية هذا الدين وعدم الدخول في مستنقع الاختلافات والخلافات العقدية والفكرية، وأن يكون الشعار هو الاعتصام بحبل لله ووسطية هذه الأمة، وأن نتذكر جهود المغفور له بإذن الله الملك فيصل في جمع كلمة المسلمين من خلال دعوته لتضامن المسلمين ووحدة صفهم ونجاحه الكبير في هذا الشأن، وما نجم من قيام كثير من الدول الآسيوية والأفريقية بقطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل وأيضا تحقيق انتصار عسكري عليها خلال حرب العاشر من رمضان عام 1393 الموافق السادس من أكتوبر عام 1973.
وأقترح في هذا الصدد قيام رابطة العالم الإسلامي بدور فاعل في جمع كلمة علماء المسلمين وتوحيد صفوفهم وعدم إقصاء أحد منهم بلقاءات وندوات ومؤتمرات، وأن يعد لها إعدادا جيدا بعيدا عن إثارة النعرات والخلافات العميقة بين أرباب الفكر في العالم الإسلامي، والرابطة مؤهلة للقيام بهذا الدور لا سيما بعد تولي معالي الشيخ الدكتور محمد العيسى أمانتها العامة، فنجاحاته السابقة في وزارة العدل والمجلس الأعلى للقضاء تشهد له بذلك، والله الهادي إلى سواء السبيل.
[email protected]