أصحاب العمائم وحكومة العراق
الأربعاء - 14 سبتمبر 2016
Wed - 14 Sep 2016
في زيارته الأخيرة، استقبل وفد عصابات الحوثيين استقبالا رسميا من القيادة العراقية وسط أنباء عن اعتراف هذه القيادة بما يسمى بالمجلس السياسي الذي أعلنه الحوثيون والمخلوع صالح مؤخرا.
هذا الموقف من الحكومة العراقية لا يدعو إلى الاستهجان، بل إلى الإدانة أيضا لأنه يعدُّ انتهاكا لكل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية التي تجرِّم هذه العصابات لمصادرتها للشرعية في اليمن بقوة السلاح.
لكن قرار الاستقبال الرسمي لوفد هذه العصابات لم يأتِ من فراغ بل له مسبباته ومراميه الخبيثة، وفي كل هذا لا يمكن استبعاد اليد الإيرانية المتآمرة.
لقد أصبح واضحا منذ استيلاء عملاء طهران على السلطة بمباركة ودعم من القوات الغازية وسلطة بريمر أن هؤلاء قد باعوا العراق العربي لإيران ورهنوا قراره السياسي لها وأصبحوا خاضعين لمرجعيات العمائم في قم. وقد لخصت إيران الوضع على لسان أحد مسؤولي مخابراتها السابقين عندما قال إن العراق أصبح ولاية إيرانية ضمن مشروع التمدد الفارسي، وتبع ذلك دخول مئات الآلاف من «الحجاج» للعراق من دون المرور على حواجز الجوازات.
لذلك فإن رؤساء الوزارات لم يكونوا ليستمروا في الحكم من دون مباركة أصحاب العمائم لهم، فأول شيء يفعله هؤلاء بعد وصولهم للسلطة هو الحج إلى قم للحصول على بركة خامنئي وزمرته. أما الذين حاولوا الاحتفاظ بشيء من كرامتهم وقوميتهم، رغم انتمائهم المذهبي، فقد حوربوا وأبعدوا عن السلطة.
كان غزو العراق تحت ذرائع شتى تبيّن أنها كاذبة، حتى باعتراف عرّاب الغزو جورج بوش الابن، هدية مجانية لإيران التي وجدت فرصتها للتغلغل في أجهزة البلاد والثأر لحرب الثماني سنوات أيام صدّام حسين.
فمن خلال ما يسمى حزب الدعوة وتشكيل الميليشيات المسلحة بدعم من السلطة أو بتواطؤ منها، أصبحت إيران هي الحاكم الفعلي للعراق من خلال وكلائها حتى بلغت الوقاحة بأحد قادة هذه الميليشيات أن قال «لقد أصبحنا أقوى من الجيش العراقي».
ومن المؤكد أن هذا الجيش سوف ينهك من خلال الحروب السينمائية مع «داعش» التي صنعتها إيران، وسوف يصبح من السهل على هذه الميليشيات الاستيلاء على السلطة، مثلما فعلت ميليشيات الحوثي العميلة لإيران.
إيران، القلقة جدا من تصريحات وزير الخارجية عادل الجبير، التي تصاعدت مؤخرا في أثناء جولة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في باكستان والصين واليابان، أظهرت بما لا يدع مجالا للشك بأنها صاحبة القرار في العراق من خلال الزيارة التي قام بها وفد إيراني عالي المستوى إلى إقليم كردستان العراق لفرض حل على الأطراف الكردية المتنازعة.
يحدث هذا والاستفزازات الإيرانية لم تتوقف وقد أخذ التهديد الإيراني للمملكة يتضح أكثر من خلال التقارير التي تحدثت عن «تطوير» الحوثيين لصواريخ باليستسة طويلة المدى لتهديد أمن المملكة، وهذه نكتة لا تنطلي على أحد، لأن هذه الصواريخ إيرانية الصنع في الأساس ولم يبلغ الحوثيون القدرة والمهارة لتطوير هذه الصواريخ بين ليلة وضحاها.
لقد تباكت قيادات عراقية في يوم من الأيام على ما قالت إنه خذلان العرب لهم وطلبت إعادة السفراء إلى بغداد لإضفاء الشرعية على هذا النظام الذي أوغل في سنة العراق قتلا وتشريدا وتهجيرا.
وقد استجابت قيادة المملكة لهذه النداءات على أمل إصلاح ما يمكن إصلاحه، لكن المضايقات والتهديدات التي تعرّض ويتعرّض لها السفير ثامر السبهان تدل على النوايا المبيتة تجاه المملكة، وأعتقد أنه قد آن الأوان لسحب السفير وإغلاق السفارة إلى أن يستعيد العراق سيادته واستقلال قراره السياسي، هذا إذا استعادها في يوم من الأيام.
هذا الموقف من الحكومة العراقية لا يدعو إلى الاستهجان، بل إلى الإدانة أيضا لأنه يعدُّ انتهاكا لكل الأعراف والقوانين والقرارات الدولية التي تجرِّم هذه العصابات لمصادرتها للشرعية في اليمن بقوة السلاح.
لكن قرار الاستقبال الرسمي لوفد هذه العصابات لم يأتِ من فراغ بل له مسبباته ومراميه الخبيثة، وفي كل هذا لا يمكن استبعاد اليد الإيرانية المتآمرة.
لقد أصبح واضحا منذ استيلاء عملاء طهران على السلطة بمباركة ودعم من القوات الغازية وسلطة بريمر أن هؤلاء قد باعوا العراق العربي لإيران ورهنوا قراره السياسي لها وأصبحوا خاضعين لمرجعيات العمائم في قم. وقد لخصت إيران الوضع على لسان أحد مسؤولي مخابراتها السابقين عندما قال إن العراق أصبح ولاية إيرانية ضمن مشروع التمدد الفارسي، وتبع ذلك دخول مئات الآلاف من «الحجاج» للعراق من دون المرور على حواجز الجوازات.
لذلك فإن رؤساء الوزارات لم يكونوا ليستمروا في الحكم من دون مباركة أصحاب العمائم لهم، فأول شيء يفعله هؤلاء بعد وصولهم للسلطة هو الحج إلى قم للحصول على بركة خامنئي وزمرته. أما الذين حاولوا الاحتفاظ بشيء من كرامتهم وقوميتهم، رغم انتمائهم المذهبي، فقد حوربوا وأبعدوا عن السلطة.
كان غزو العراق تحت ذرائع شتى تبيّن أنها كاذبة، حتى باعتراف عرّاب الغزو جورج بوش الابن، هدية مجانية لإيران التي وجدت فرصتها للتغلغل في أجهزة البلاد والثأر لحرب الثماني سنوات أيام صدّام حسين.
فمن خلال ما يسمى حزب الدعوة وتشكيل الميليشيات المسلحة بدعم من السلطة أو بتواطؤ منها، أصبحت إيران هي الحاكم الفعلي للعراق من خلال وكلائها حتى بلغت الوقاحة بأحد قادة هذه الميليشيات أن قال «لقد أصبحنا أقوى من الجيش العراقي».
ومن المؤكد أن هذا الجيش سوف ينهك من خلال الحروب السينمائية مع «داعش» التي صنعتها إيران، وسوف يصبح من السهل على هذه الميليشيات الاستيلاء على السلطة، مثلما فعلت ميليشيات الحوثي العميلة لإيران.
إيران، القلقة جدا من تصريحات وزير الخارجية عادل الجبير، التي تصاعدت مؤخرا في أثناء جولة سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في باكستان والصين واليابان، أظهرت بما لا يدع مجالا للشك بأنها صاحبة القرار في العراق من خلال الزيارة التي قام بها وفد إيراني عالي المستوى إلى إقليم كردستان العراق لفرض حل على الأطراف الكردية المتنازعة.
يحدث هذا والاستفزازات الإيرانية لم تتوقف وقد أخذ التهديد الإيراني للمملكة يتضح أكثر من خلال التقارير التي تحدثت عن «تطوير» الحوثيين لصواريخ باليستسة طويلة المدى لتهديد أمن المملكة، وهذه نكتة لا تنطلي على أحد، لأن هذه الصواريخ إيرانية الصنع في الأساس ولم يبلغ الحوثيون القدرة والمهارة لتطوير هذه الصواريخ بين ليلة وضحاها.
لقد تباكت قيادات عراقية في يوم من الأيام على ما قالت إنه خذلان العرب لهم وطلبت إعادة السفراء إلى بغداد لإضفاء الشرعية على هذا النظام الذي أوغل في سنة العراق قتلا وتشريدا وتهجيرا.
وقد استجابت قيادة المملكة لهذه النداءات على أمل إصلاح ما يمكن إصلاحه، لكن المضايقات والتهديدات التي تعرّض ويتعرّض لها السفير ثامر السبهان تدل على النوايا المبيتة تجاه المملكة، وأعتقد أنه قد آن الأوان لسحب السفير وإغلاق السفارة إلى أن يستعيد العراق سيادته واستقلال قراره السياسي، هذا إذا استعادها في يوم من الأيام.