من (النفس الزكية) إلى ملالي طهران!!
بعد النسيان
بعد النسيان
الجمعة - 09 سبتمبر 2016
Fri - 09 Sep 2016
في مثل هذا اليوم، (التروية) الموافق (8 ذي الحجة 144هـ) أتيحت الفرصة التي لم تتكرر أبدًا لـ(محمد بن عبدالله) ـ المعروف بـ(النفس الزكية) ـ وكان محرمًا بالحج خفية؛ ليقتل غريمه السياسي المهيب (أبا جعفر المنصور) ـ الخليفة وأمير الحج الرسمي ـ ويعلن نفسه خليفةً (شرعيًا)؛ إذ كان هو المبايع بها من عموم (آل البيت) أثناء الثورة السرية على (بني أمية)، بقيادة والده (عبدالله الكامل) الذي كان تلك الليلة أسيرًا مكبلًا بالأغلال عند (المنصور)، الذي خلع البيعة هو وشقيقه (السفاح) للنفس الزكية، وقتلا القائد العسكري (أبا مسلم الخراساني)، وأعلنا قيام الدولة (العباسية) سنة (132هـ)! وظل (النفس الزكية) طريدًا مهدر الدم منذ ذلك المنعطف (السياسي) الخطير!
تخيل كل ما مرَّ به من عذاب، وهو يرى سببه الوحيد أمامه، وأعوانه ينتظرون إشارته فقط؛ ليجهزوا على (المنصور)، ويقطعوا رأسه ليرفعه على رمحه غدًا في قمة عرفات، ويخطب والده في الحشود المؤيدة له (سرّاً)، ببلاغته المؤثرة التي ورثها عن جده الأعظم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعلن عودة الحق لصاحبه الحقيقي؟!
هل كان التاريخ سيلومه لو فعل وأصبح (الخليفة العلوي) الراشد؛ امتدادًا لجده الضخم (علي بن أبي طالب)؟ ولكن هل سيكون (النفس الزكية) لو فعلها؟ و.. وسط هذا الجحيم الأليم، التفت إلى أعوانه وقال بحزم: «والله لا يقولون إن سِبْط رسول الله سفك الدم الحرام، في اليوم الحرام، في المشعر الحرام»!
وأكمل مناسكه تحت إمرة (الخليفة المنصور)؛ وكان على وشك أن يستسلم ويسلم نفسه؛ رحمةً بوالده وأعوانه، لكن الوالد العظيم (عبدالله الكامل) حسم تردده للأبد، حين التقيا (سرّاً) لآخر مرة في (الرَّبَذة) بمقولته الشهيرة: «لم تعش حياةً كريمة، فلا تمت ميتةً غير كريمة»!
وما تورّع عنه (النفس الزكية) لم يتردد في ارتكابه (المنصور)؛ حيث أرسل له جيشًا كبيرًا من (الفُرْس) بقيادة (علي بن موسى) من (آل البيت)، وقتلوه (وحيدًا) على مقربة من قبر سيد الخلق ـ فداه كل من خان رسالته وشوَّه تعاليمها العظمى ـ وهو صائم ظهر يوم (15 رمضان 145هـ)!
وتحققت فراسة الإمام (جعفر الصادق) الذي فضل (أبا جعفر المنصور) منذ البداية؛ لأنه خُلق للدنيا، وخلقت (النفس الزكية) للدين فقط!!!
[email protected]
تخيل كل ما مرَّ به من عذاب، وهو يرى سببه الوحيد أمامه، وأعوانه ينتظرون إشارته فقط؛ ليجهزوا على (المنصور)، ويقطعوا رأسه ليرفعه على رمحه غدًا في قمة عرفات، ويخطب والده في الحشود المؤيدة له (سرّاً)، ببلاغته المؤثرة التي ورثها عن جده الأعظم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويعلن عودة الحق لصاحبه الحقيقي؟!
هل كان التاريخ سيلومه لو فعل وأصبح (الخليفة العلوي) الراشد؛ امتدادًا لجده الضخم (علي بن أبي طالب)؟ ولكن هل سيكون (النفس الزكية) لو فعلها؟ و.. وسط هذا الجحيم الأليم، التفت إلى أعوانه وقال بحزم: «والله لا يقولون إن سِبْط رسول الله سفك الدم الحرام، في اليوم الحرام، في المشعر الحرام»!
وأكمل مناسكه تحت إمرة (الخليفة المنصور)؛ وكان على وشك أن يستسلم ويسلم نفسه؛ رحمةً بوالده وأعوانه، لكن الوالد العظيم (عبدالله الكامل) حسم تردده للأبد، حين التقيا (سرّاً) لآخر مرة في (الرَّبَذة) بمقولته الشهيرة: «لم تعش حياةً كريمة، فلا تمت ميتةً غير كريمة»!
وما تورّع عنه (النفس الزكية) لم يتردد في ارتكابه (المنصور)؛ حيث أرسل له جيشًا كبيرًا من (الفُرْس) بقيادة (علي بن موسى) من (آل البيت)، وقتلوه (وحيدًا) على مقربة من قبر سيد الخلق ـ فداه كل من خان رسالته وشوَّه تعاليمها العظمى ـ وهو صائم ظهر يوم (15 رمضان 145هـ)!
وتحققت فراسة الإمام (جعفر الصادق) الذي فضل (أبا جعفر المنصور) منذ البداية؛ لأنه خُلق للدنيا، وخلقت (النفس الزكية) للدين فقط!!!
[email protected]