عبدالغني القش

تفجيرات المدينة.. وضرورة التجديد والتجنيد!

الاثنين - 11 يوليو 2016

Mon - 11 Jul 2016

خبر مفجع، وأمر محزن، كان محل الاندهاش ومبعث التعجب، بل كان موضع اهتمام العالم أجمع، فهو يمس بقعة طاهرة، ووقع بجوار مسجد سيد المرسلين، وفي وقت إفطار المسلمين في شهر رمضان الفضيل، ومفاده قتل أربعة من رجال الأمن وجرح خمسة آخرين عندما فجر انتحاري نفسه بالقرب من المسجد النبوي الشريف في المدينة المنورة بحسب الناطق الأمني لوزارة الداخلية.

وقد فجرت هذه العملية الانتحارية التي كانت تستهدف زوار المسجد النبوي الشريف سخطا عربيا وإسلاميا واسعا، صحبته دعوات بفضح الفقه الذي يقف وراء الأعمال الإجرامية التي ينفذها إرهابيون بناء على فتاوى غير مسؤولة تجيز قتل المسلمين في كل زمان ومكان بدعوى أنهم كفار.

وكانت خطبة العيد في المسجد النبوي الشريف والتي ألقاها الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي قد ركزت على هذا الموضوع، حيث حذر فضيلته من الإرهاب في عصرنا وأكد أنه يعد قضية عالمية وهو حديث الساعة وهو لا يرتبط بدين ولا وطن ولا أمة، واصفا إياه بالنبتة الشيطانية التي تزرع في فكر من ظل سعيه وخاب عمله.

وكم كانت رائعة كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حيث توعد في كلمة له بمناسبة عيد الفطر المبارك بالضرب بيد من حديد على يد المتطرفين الذين يستهدفون عقول الشباب، وأكد أيده الله أن المملكة عاقدة العزم بإذن الله على القضاء على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي وأن على المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال.

وبودي أن يلتفت إعلامنا لهذا الفكر ويجدد خطابه وبرامجه ليفند معتقداته ويعري توجهاته، فليس لعاقل أن يتصور أن إنسانا يقتل والدته ويهم بقتل أبيه وشقيقه ويعتبر ذلك قربة لله، وليس لمؤمن أن يقدم على عمل إجرامي بجوار مسجد خير البرية وهادي البشرية لقتل المسلمين ويعتقده جهادا، فالنفس المعصومة أعظم حرمة عند الله من الكعبة المشرفة.

لكن المتابع يجد أن الجهود الإعلامية لا تواكب الطموح ولا ترقى لمستوى التطلعات، وبرامجها لا زالت قاصرة وتغطياتها لم تنجح في فضح هذا الفكر الإجرامي الإرهابي بالشكل المطلوب.

وأرجو أن ترتقي وسائل إعلامنا في طرحها بحيث يتم تنويعه، لمواجهة تلك الحملات التي يقوم بها هؤلاء المارقون ونشرهم لمقاطعهم التي لا تمت للإسلام بصلة بل وتأباها الإنسانية وتلفظها الفطرة السوية.

أما المجتمع، فكما ذكر قائدنا ووالدنا الملك سلمان رعاه الله هو شريك في محاربة الفكر الضال، فمن المشاهد نشره لصور منفذ الهجوم التي اتضح فيما بعد أنها لرجل من رجال أمننا البواسل، وهكذا نشر الإشاعات والأكاذيب التي أرجو أن تقوم وزارة الداخلية بسن عقوبات صارمة كتلك التي انتشرت قبل أيام وأرجو أن تكون صحيحة، غرامات وسجن لا تقبل الهوادة، فالوقت لا يسمح بنشر الأكاذيب والأراجيف التي ربما زعزعت المجتمع ونالت من أمنه واستقراره.

وختاما، فإن تفعيل المقولة الرائعة والتي تؤكد أن المواطن هو رجل الأمن الأول قد حان أوانها، وأتمنى فتح المجال لكل من أراد للتعاون مع رجال أمننا في كل ما يسهم في ديمومة الأمن والاستقرار، كما وقع سابقا في حرب الخليج من إقامة دورات في الإسعافات الأولية أرجو أن يتم فتح المجال لدورات في الأعمال الأمنية بالاستعانة بالنخب من المجتمع وتجنيدهم كرجال أمن لينالوا شرف خدمة هذه البلاد، فهل يتحقق ذلك؟