شعارنا بالصيف باحة الحفرة والمطب والغدرة

الاحد - 05 يونيو 2016

Sun - 05 Jun 2016

قبل أن أحكي ما حدث لي اليوم أحببت تبيان معنى كلمة غدرة وهي دلالة على الظلام الشديد. بداية الإجازة الصيفية دار خيالي في التفكير عن مكان أسافر إليه، ومن الطبيعي السفر والترحال للبحث عن الراحة والاستجمام، ولأني من أهل الباحة الباردة صيفا قررت أن يكون استجمامي داخل منطقتي بين الأمطار والغابات والجو اللطيف، ولكن بين سرحان خيالي وخطوات قراري اتصل بي أحد أصدقائي الذي يزور الباحة للمرة الأولى، وفي أول مكالمته عاتبني بقوله «ليش شوارعكم كلها حفر ومطبات»؟ هنا توقفت كل كلمات المدح والتبجيل التي خزنتها في ذاكرتي لقولها إلى أي شخص يبحث عن مكان للراحة بين حنايا مدينتي العزيزة ولم يتحرك لساني إلا بقول الله يعين على الفساد وأهله، واستمررت أحاول تلطيف الجو ببعض معالم الجمال في المدينة وأين يذهب صاحبي في سياحته الداخلية وكيف له أن يقضي أيامه في الباحة، وبمنتصف المكالمة صاح صاحبي «يا رجل خاف الله كيف تقول إن الباحة مدينة وهي تفتقر إلى أبسط أبجديات المدن قبل أساسيات السياحة»! طبعا أنا أخذتني الحمية والنخوة والشجاعة ووقفت في وجه صرخات صاحبي بكلمات لعلها تخفف هجومه على مدينتي الجميلة، ووضحت له أن أهم ميزة عندنا هي روعة الغابات وتناسق المتنزهات، حينها قال:

«كلها غدررره والنفايات بكل مكان ولا حس أو خبر لعمال النظافة غير العمل في وسط الباحة خارج الدوام»، أصابني ذهول وحيرة كيف علم أن الكهرباء عندنا تنقطع بالساعات، وكيف استطاع أن يعرف تسيب عمال النظافة وهو لم يكمل إلا يوما واحدا أو يومين! صبرت نفسي ودافعت عن مدينتي بأن كل المدن في المملكة قد تجد فيها الصالح والطالح وأن أصابع اليد الواحدة ليست سواء، وصحيح أن الباحة ينقصها بعض الأشياء إلا أنها بعيني كاملة الوصوف، ضحك صاحبي وقهقه حتى كاد أن يفقع طبلة أذني بقوة ضحكاته وقال «ما شفت عندكم غير المطبات والحفر والغدرة وسوء التنظيم الذي يجعلها أشبه بغابة يأكل فيها القوي الضعيف، لذلك أنصحكم غيروا شعار السياحة من «باحة الكادي مصيف بلادي» إلى «باحة الحفرة والمطب والغدرة» عندها لم أرد عليه وأقفلت الخط وأنا أردد باحة الحفرة والمطب والغدرة..