تركي سعد الحربي

وفي الختام انتصرت رزان!

الاثنين - 25 يونيو 2018

Mon - 25 Jun 2018

بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، ظهر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في فيديو على قناة الجزيرة يترحم فيه على منفذي الاعتداء، في إشارة منه إلى تبني هذه العملية، ثم جاء الرد من الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش بتصريح أعلن فيه عزم بلاده مع حلفائها القضاء على الإرهاب والدول التي تدعم الإرهاب عبر حملة عسكرية أطلق عليها «الحرب على الإرهاب».

في هذه الأثناء برز الدور الإعلامي لقناة الجزيرة التابعة لحكومة قطر، والتي كانت قبل هذا مهمتها إطلاق الأكاذيب والتلفيق على شعب وحكومة جارتها العظمى مملكتنا الحبيبة، وقد كان بروزها الإعلامي من خلال هذه الحرب التي قامت ضد الإرهاب، في إخراج الفيديوهات والمقاطع المرئية والمسموعة لتنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن، وكذلك في البرامج الوثائقية التي تبث عن هذا التنظيم الإرهابي. ومن خلال هذه البرامج يدس السم بالعسل، ويشار إلى أن بن لادن يحمل الجنسية السعودية، ومن هذا القبيل، ولا يذكر أن أول من توجه إليه هذا التنظيم بالعمليات الإرهابية هي المملكة العربية السعودية في عملية تفجير العليا سنة 1995، وقبل هذا أيضا عندما تزعم بن لادن طابورا خامسا ضد المملكة إبان حرب الخليج.

الحقيقة أن أفضل خدمات قدمت لتنظيم القاعدة هي من قناة الجزيرة، عن طريق بثها لرسائل زعيم التنظيم والبرامج التي توضح بشكل غير مباشر أن هذا التنظيم على حق ويطالب بمطالب عادلة. ولا ننسى أبدا عندما بثت قناة الجزيرة خطاب بن لادن الشهير الذي كان مصورا بتصوير احترافي، لم يأت من قبل مصورين هواة، بل على قدر كبير من الاحترافية، خاصة وهو يظهر لك الاستوديو الذي قال فيه هذا الخطاب على أنه كهف من كهوف تورا بورا!

قال بن لادن جملة شهيرة في ذاك الخطاب، وأتوقع أن المخرج أعادها أكثر من مرة حتى تظهر الجملة في هذا الشكل والصوت المتحشرج الذي يعطي المشاهد انطباعا وشعورا بأن المتكلم إنسان مظلوم ويطالب بقضية عادلة.

الجملة التي أشرت لها هي قوله: أقسم بالله العظيمِ الذي رفع السماء بلا عمد!، لن تهنأ أمريكا ولا من يعيش في أمريكا بالأمن! قبل أن نعيشه واقعا في فلسطين وقبل أن تخرج جميع الجيوش الكافرة من أرض محمد صلى الله عليه وسلم.

بغض النظر عن تناقض قوله هذا في جملته مع أفعاله ضد أرض الحرمين وشعبها، وتناقضه مع خيانة حليفه السابق الولايات المتحدة، ومن شاهد صور وفيديو المجاهدين الأفغان في منتصف الثمانينات الميلادية وهم في المكتب البيضاوي داخل البيت الأبيض مع الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان سيعي ما أعنيه.

بل سنسلط الضوء على مدى اهتمام قناة الجزيرة بأدق هذه التفاصيل في خطاب زعيم القاعدة، كأني أرى المخرج بعد انتهاء الخطاب يرفع قبعته ويصفق قائلا: يا سلام عليك، أداء رائع، عظيم يا زعيم التنظيم.

في العام نفسه وعلى النقيض تماما، أخرجت لنا قناة MBC الإعلامية «رزان مغربي» التي ظهرت على شاشة MBC عبر برنامج منوعات خفيف سمه «ألو رزان».

وهذا ما جعل أمرا غريبا وفريدا يحدث! ويجعلنا نعيد حساباتنا ونفكر بالأمر من زاوية أخرى، وما حدث هو الزيادة الملاحظة في اسم «أسامة» للمواليد الذكور، وعلى النقيض من تلك الزيادة الملاحظة في اسم «رزان» للمواليد الإناث! وشتان بين ما قدمته قناة الجزيرة وبين ما قدمته MBC!

الإعلام رسالة قبل أن يصبح مهنة! فهذه القناة المسماة بالجزيرة كانت وما زالت مسيسة وتخدم أجندة جماعات وتنظيمات وحكومات هدفها زعزعة أمن مملكتنا الغالية، ولكن بتلاحم الشعب السعودي العظيم مع حكومته الرشيدة وإحساسهم النابع من دواخلهم بالشعور بالمسؤولية تجاه هذا الوطن العظيم وما قدم أجدادهم من بطولات مع المؤسس طيب الله ثراه لتوحيد وتأسيس هذا الوطن، خلد عندهم مبدأ لا حياد عنه هو أن ملكنا المفدى هو رمز الوطن وعزه ووالد الشعب وحبيبه.