صالح العبدالرحمن التويجري

أوامر ملكية في الصميم

الجمعة - 08 يونيو 2018

Fri - 08 Jun 2018

لا شك أن من يطلع على الأوامر الملكية التي صدرت أخيرا يجد أنها واقعة في الصميم، فهي تجديد في المفاهيم وتحريك للأجساد الخاملة وتنشيط للأفكار، بل هي اختيار لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وتذكير لمن يعتريه الكسل والخمول من المسؤولين بأنه لن يطول وجودهم على كرسي الوزارة أو الإدارة.

وأكيد أن هناك عيونا ترى وتقدر ما يفعلونه وما يغفلون عنه أو يتجاوزونه، فالعمل من أجل الوطن والمواطن لا شك أنه واجب على المسؤول القيام به على أكمل وجه، ومن المفروض على كل مسؤول سواء كان أميرا أو زيرا أو نائبا أو أمين مؤسسة أو منظمة أو مديرا عاما، أن يتشرب ماهية العمل الذي أوكل إليه، وأن ينظر إليه ليس من الأمام فقط بل ومن الخلف، أي أن يضيف إلى عينيه عينين أخريين تنظران من الخلف من أجل أن يطمئن على سير عمله الذي أوكل إليه، وأنه وفق ما رسم له، بمعنى ألا يكون اتكاليا على غيره لينام هو، فينطبق عليه المثل الشعبي «من لا يروس ماءه تتقطع سواقيه» أي تتقطع مجاري الماء فيكون لا هو أتم سقيا زرعه ولا هو احتفظ بمائه في منبعه، ومن ثم فمليكنا حفظه الله حريص أشد الحرس على أن يضع الإنسان المناسب في المكان المناسب طمعا بحسن النتيجة والقيام بالواجبات وتحملا للأمانة العظيمة التي عجزت السماوات والأرض والجبال عن حملها فحملها هذا الإنسان الضعيف.

ومليكنا المفدى لا شك أنه يسبر غور من يختاره لشغل المنصب الشاغر فعلا أو ما هو في حكم الشاغر، وأن حرصه حفظه الله على التجديد والتنويع سواء في تحويل الوزارة أي وزارة إلى وزارتين أو إنشاء هيئات أو إدارات جديدة لم تكن على الوجود من ذي قبل، يصب في صميم الحاجة والمصلحة الوطنية، ولذا أقول لمن أعفي من منصبه: تذكر تقصيرك فيما سبق أن أوكل إليك من عمل، واندم على ذلك وأعد نفسك للمستقبل فقد تدعو الحاجة إليك لوضعك فيما بعد بمكان يناسبك أكثر مما سبق، وقد يكون إعفاؤك لتأخذ فترة للراحة والتفكير وتجديد النشاط ولتعلم أن لكل جواد كبوة، وأقول لمن عين في منصب جديد إن عليه أن يراقب الله وأن يتحمل الأمانة التي أوكلت إليه وأن ينفذ مضمون كلمات اليمين التي نطق بها أمام خادم الحرمين وشاهده وشهد عليه ملايين المواطنين عبر القنوات المرئية والمسموعة وعبر الصحف الورقية والكترونية.

وفق الله ولي الأمر وولي عهده إلى كل ما فيه خير البلاد والعباد، وأتمنى لإخوتي المعينين التوفيق والنجاح في مهامهم. وبالله التوفيق.