القرآن واللغة السريانية

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض المقاطع على برنامج السناب شات لشخص يدعى لؤي الشريف حول موضوع الحروف المقطعة في القرآن الكريم ومعانيها باللغة السريانية، ولقد أثارت هذه السنابات جدلا كبيرا بين مؤيد لها ومعارض، فهناك من يراه قد أجاد وأبدع وتوصل للمعنى الصحيح الذي غاب عن كثير من مفسري القرآن الكريم، وهناك من يرى أن ما قام به نوع من الزندقة والافتئات على دين الله، حتى إن البعض قد رماه بالكفر بسبب ذلك

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض المقاطع على برنامج السناب شات لشخص يدعى لؤي الشريف حول موضوع الحروف المقطعة في القرآن الكريم ومعانيها باللغة السريانية، ولقد أثارت هذه السنابات جدلا كبيرا بين مؤيد لها ومعارض، فهناك من يراه قد أجاد وأبدع وتوصل للمعنى الصحيح الذي غاب عن كثير من مفسري القرآن الكريم، وهناك من يرى أن ما قام به نوع من الزندقة والافتئات على دين الله، حتى إن البعض قد رماه بالكفر بسبب ذلك

السبت - 17 أكتوبر 2015

Sat - 17 Oct 2015

انتشرت في الآونة الأخيرة بعض المقاطع على برنامج السناب شات لشخص يدعى لؤي الشريف حول موضوع الحروف المقطعة في القرآن الكريم ومعانيها باللغة السريانية، ولقد أثارت هذه السنابات جدلا كبيرا بين مؤيد لها ومعارض، فهناك من يراه قد أجاد وأبدع وتوصل للمعنى الصحيح الذي غاب عن كثير من مفسري القرآن الكريم، وهناك من يرى أن ما قام به نوع من الزندقة والافتئات على دين الله، حتى إن البعض قد رماه بالكفر بسبب ذلك.

وما بين هذا الرأي والرأي الآخر دعونا نقف وقفة تأمل مع هذا الموضوع.

في الحقيقة أن مفهوم تفسير القرآن الكريم عن طريق اللغة السريانية أو اللهجات العربية المختلفة ليس جديدا فلقد سبق أن قام ابن عباس بتفسير طه باللغة السريانية على أنها تعني يا رجل! كذلك كان يقول ما كنت أدري ما قوله: (ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق) حتى سمعت ابنة ذي يزن تقول: "تعال أفاتحك"، تعني: أقاضيك.

وفي الوقت الحاضر كان هناك محاولات غربية للربط بين القرآن واللغة السريانية نذكر منها كتاب العالم الألماني كرستوف لوكسنبرغ قراءة آرامية سريانية للقرآن، وبغض النظر عن محاولات النصارى استخدام هذا الأسلوب من أجل الطعن في القرآن والإسلام ومحاولة نشر أكاذيبهم حول أن القرآن من تأليف النصارى وأن الهدف منه تجديد ديانتهم وليس إنشاء دين جديد.
وكذلك محاولات بعض المسلمين محاربة هذا الأسلوب من دافع حرصهم الشديد على دينهم وخشيتهم من إثارة الشبهات أو الابتداع فيه إلا أن وجهة نظري حول هذا الموضوع أن يتم التعامل معه بتوازن، بمعنى الاستفادة منه في محاولة فهم أوسع لمعاني وحكم القرآن الكريم ومعرفة بعض المعاني التي تسببت في حيرة بعض المفسرين للقرآن، وهذا هو عين ما فعله ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيره لمعنى (طه) ومعنى (افتح بيننا) بشرط التوقف عن بعض المعاني إذا خالفت نصا صريحا أو حديثا صحيحا، وكذلك استخدامها في غير النصوص المتعلقة بالعقيدة والعبادات، لأنها أمور توقيفية ومن غير المعقول أن يكون هناك معان تفسيرية للعقيدة أو للعبادات ولم يوضحها النبي صلى الله عليه وسلم للأمة، أو أن يكون هناك أمور تمس العقيدة أو العبادة وينزلها ربنا عز وجل بشكل غامض أو مثير للالتباس.

وبالنسبة لما ذكره من تفسير للحروف المقطعة في القرآن فقد أعجبني طريقة تعاطيه مع الموضوع بشكل علمي لغوي بحت، ولقد كان مقنعا في تفسير معاني الحروف المقطعة وأقرب ما يكون للمنطق.