آثار انخفاض أسعار النفط

خلال الأشهر القليلة الماضية، هبط سعر النفط بما يزيد على 30% حيث وصل سعر البرميل عند كتابة هذا المقال إلى ما بين 55-60 دولارا. الأهم من ذلك أن الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك قررت مؤخرا ألا تخفض حجم الإنتاج للحفاظ على أسعار النفط.

خلال الأشهر القليلة الماضية، هبط سعر النفط بما يزيد على 30% حيث وصل سعر البرميل عند كتابة هذا المقال إلى ما بين 55-60 دولارا. الأهم من ذلك أن الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك قررت مؤخرا ألا تخفض حجم الإنتاج للحفاظ على أسعار النفط.

السبت - 20 ديسمبر 2014

Sat - 20 Dec 2014



 



 



خلال الأشهر القليلة الماضية، هبط سعر النفط بما يزيد على 30% حيث وصل سعر البرميل عند كتابة هذا المقال إلى ما بين 55-60 دولارا. الأهم من ذلك أن الدول المنتجة للنفط في منظمة أوبك قررت مؤخرا ألا تخفض حجم الإنتاج للحفاظ على أسعار النفط. إذا بقي سعر النفط على السعر الذي وصل إليه الآن أو هبط أكثر من ذلك فسيكون لذلك آثار مهمة على السياسة والاقتصاد في العالم.

الانخفاض الحالي في أسعار النفط يعود إلى انخفاض الطلب واستقرار العرض عليه. انخفاض الطلب يعود إلى تراجع الوضع الاقتصادي في أوروبا والغرب، وكذلك تراجع الاقتصاد في دول مجموعة البريكس. معدل النمو في الصين تراجع نقطتين على سبيل المثال، وتواجه روسيا مواقف عدائية من الغرب بسبب الأزمة في أوكرانيا، مما سبب زيادة اضطراب السوق النفطية. والأهم من ذلك أن الاهتمام العالمي بدأ يتركز على التكنولوجيا الخضراء الصديقة للبيئة التي تخفض استهلاك النفط وبالتالي تؤثر على الطلب عليه. توقع زيادة العرض يستند إلى اكتشاف النفط الصخري في العالم. ثورة النفط الصخري في الولايات المتحدة، وتطوير الرمال النفطية في كندا، وقرار المكسيك بتطوير موارد الطاقة لديها غير توقعات السوق النفطية. كما أن التركيز على الطاقة التي تعتمد على الشمس والرياح وغيرها من مصادر الطاقة المتجددة يسهم في انخفاض الطلب على النفط.

قرار منظمة أوبك بعدم تخفيض إنتاجها من النفط يعتمد أيضا على أن أي انخفاض في إمدادات النفط يعني ترك المجال أمام موردين جدد في الولايات المتحدة وكندا. سعر النفط يرتبط أيضا بمعدلات الفائدة. إذا استمرت معدلات الفائدة على العقود طويلة الأجل كما هي حاليا على مدى السنوات المقبلة، سيجد المنتجون أن من الأفضل زيادة إمدادات النفط واستثمار الدخل في معدلات أعلى. لذلك فإن زيادة أسعار الفائدة ستؤثر على أسعار النفط في المستقبل.

انخفاض أسعار النفط جيد من أجل تعافي الاقتصاد العالمي في الدول المتقدمة والنامية على حد سواء لأنه يؤدي إلى تحسين ميزان المدفوعات وزيادة الدخل لدى المستهلك، وهذا بدوره سيؤدي إلى تعافي الاقتصاد. لكن بعض الدول سوف تخسر بالتأكيد، وهذه الدول تشمل فنزويلا وروسيا وإيران. هذه الدول تعتمد كثيرا على دخلها من النفط لدعم حكوماتها، وفي حال استمرار انخفاض أسعار النفط قد يؤثر ذلك على مستقبل هذه الحكومات السياسي.

هذا المنطق لا ينطبق على دول الخليج لأن انخفاض أسعار النفط لن يؤثر كثيرا على الاقتصاد فيها، حيث إن سعر 70 دولارا للبرميل يعد جيدا في هذه الدول لأن تكلفة استخراج النفط فيها أقل من ذلك بكثير. من ناحية أخرى، انخفاض سعر النفط سيثبط الاستثمار في النفط الصخري لأن تكاليف استخراجه تعد مرتفعة نسبيا. لذلك فإن دول أوبك قد تواجه بعض الخسائر الموقتة، لكن النتائج ستكون لصالحها على المدى البعيد.

- محلل سياسي وكاتب باكستاني (ديلي تايمز/ باكستان)