عاصم حمدان: اللقاء يحيي رواحل رجب

قال أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك عبدالعزيز والباحث في تاريخ وأدب مكة المكرمة والمدينة المنورة الدكتور عاصم حمدان إن الحفل الذي استمر حتى فجر أمس أقيم بناء على دعوة كريمة من بعض رجالات مكة المكرمة لإخوانهم القادمين من المدينة المنورة، تأكيدا للمحبة والأخوة بين أبناء الوطن الواحد، وكنوع من اللقاء التاريخي السنوي بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة

قال أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك عبدالعزيز والباحث في تاريخ وأدب مكة المكرمة والمدينة المنورة الدكتور عاصم حمدان إن الحفل الذي استمر حتى فجر أمس أقيم بناء على دعوة كريمة من بعض رجالات مكة المكرمة لإخوانهم القادمين من المدينة المنورة، تأكيدا للمحبة والأخوة بين أبناء الوطن الواحد، وكنوع من اللقاء التاريخي السنوي بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة

الجمعة - 19 ديسمبر 2014

Fri - 19 Dec 2014

قال أستاذ الأدب والنقد في جامعة الملك عبدالعزيز والباحث في تاريخ وأدب مكة المكرمة والمدينة المنورة الدكتور عاصم حمدان إن الحفل الذي استمر حتى فجر أمس أقيم بناء على دعوة كريمة من بعض رجالات مكة المكرمة لإخوانهم القادمين من المدينة المنورة، تأكيدا للمحبة والأخوة بين أبناء الوطن الواحد، وكنوع من اللقاء التاريخي السنوي بين المهاجرين والأنصار في المدينة المنورة.
وأشار إلى أن الحفل جاء في سياق إحياء ذكريات جميلة كانت شائعة في ثمانينات القرن الماضي والمعروفة باسم (الرَّكب المكيّ) حيث يسافر أهالي مكة المكرمة على الرواحل المزينة إلى المدينة المنورة في شهر رجب من كل عام هجري حتى يدخلوها بلباسهم التقليدي الجميل من شارع العينية في المدينة حتى يصلوا إلى درج تؤدي إلى برحة باب السلام في المسجد النبوي الشريف.
وقال: هناك ينزلون من رواحلهم ثم يتوجهون بأقدامهم إلى باب السلام يتقدمهم المزهد (الجسيس) الذي يلقي قصيدة مدح في النبي (ﷺ) حتى يقتربوا من الباب ويسلموا على الرسول (ﷺ)، وقد أدركت هذه الاحتفالات.
وأضاف: آخر عهدي بمثل هذا الاحتفال السنوي كان بين عامي 1390 ـ 1391هـ.
وكان من الأيام الحافلة لأهالي المدينة المنورة.
وأشار إلى أن أهالي المدينة أيضا كانت لهم في الستينات الهجرية رحلات ركب خاصة بهم إلى مكة المكرمة.
وقال حمدان «أذكر من والدي، رحمه الله، قوله إنه كان هناك أكثر من ركب إلى مكة، منها ركب الداغستاني، وركب الحوالة، وركب اللبّان في حارتنا العنبرية بالمدينة المنورة.
لكن ركب مكة هو الذي استمر حتى بداية التسعينات الهجرية، مجسدا هذه الحالة الجميلة والرائعة».
واستطرد قائلا «مما سمعته، وهي قصة عجيبة، أنه كان في مكة جسيس اسمه كردوس، فلما نزل ركب أهل مكة عند باب السلام قام بإلقاء قصيدة للإمام النبهاني، الذي صادف دخوله من باب السلام، فسمع الرجل ينشد مادحا النبي (ﷺ) بقصيدته بصوت جميل، فلما أنهى القصيدة توجه له الإمام النبهاني، صاحب المدائح المعروفة، فسأل كردوس ما إذا كان يعرف صاحب هذه القصيدة، فأجابه كردوس بالنفي، فقال له إنه صاحبها وطلبه أن يعيدها عليه مرة أخرى، ففعل الرجل والإمام النبهاني يسمعه ويبكي تأثرا».
وأضاف «كان دائما هناك مزهدون في الرّكب يلقون المدائح النبوية.
ودائما كان هناك تزاوج بين مهنة الأذان وبين مهنة الحِداء، إن صح التعبير.
من مكة أدركت المزهد عبدالله آدم، رحمه الله، أما من المدينة فكان هناك المؤذنون في المسجد النبوي، حسين بخاري، وعبدالستار بخاري، ومحمود نعمان وغيرهم.
ومن لم يسمع الشيخ حسين بخاري وهو يؤذن فلم يسمع الأذان في حياته.
كان إذا سمع الماشي أذانه يقف في محله من جمال وحلاوة وقوة صوته، رحمه الله».