جيل السبعينات في الرواية المصرية مساءلة الذات والآخر

في رأي أحد النقاد المصريين أن الروائيين في مصر الذين تشكل وعيهم الفني والجمالي بين حرب 1967 ومعاهدة السلام مع إسرائيل 1979 كتبوا روايات قلقة لا تطمئن القارئ بالإجابة عما يشغله بل تدعوه إلى مساءلة الذات والآخر وإدانة المسكوت عنه في التاريخ مثل حركات المصريين في ظل الخلافة العباسية

في رأي أحد النقاد المصريين أن الروائيين في مصر الذين تشكل وعيهم الفني والجمالي بين حرب 1967 ومعاهدة السلام مع إسرائيل 1979 كتبوا روايات قلقة لا تطمئن القارئ بالإجابة عما يشغله بل تدعوه إلى مساءلة الذات والآخر وإدانة المسكوت عنه في التاريخ مثل حركات المصريين في ظل الخلافة العباسية

السبت - 08 فبراير 2014

Sat - 08 Feb 2014



في رأي أحد النقاد المصريين أن الروائيين في مصر الذين تشكل وعيهم الفني والجمالي بين حرب 1967 ومعاهدة السلام مع إسرائيل 1979 كتبوا روايات قلقة لا تطمئن القارئ بالإجابة عما يشغله بل تدعوه إلى مساءلة الذات والآخر وإدانة المسكوت عنه في التاريخ مثل حركات المصريين في ظل الخلافة العباسية

ويقول يسري عبدالله في كتابه (جيل السبعينيات في الرواية المصرية) إن القواسم المشتركة بين روائيي هذا الجيل هي طبيعة الرؤية للعالم التي تنهض على إدانة الواقع وكشف زيفه ومحاكمته وإعادة تشكيل مفرداته

ويضيف أن السياق العام المعقد وضع هذا الجيل بين ما يمكن اعتباره قوسين هما “هزيمة يونيو 1967” وما تلاها من سخط يطالب بتغييرات وصولا إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل

ويطبق عبدالله هذه المقولات على روايات كتاب منهم إبراهيم عبدالمجيد وسلوى بكر وفتحي إمبابي ومحمود الورداني ومحمد المنسي قنديلوهالة البدري

ويرى أن أعمالهم تسائل الواقع المعيش وترفض الامتثال له بعد الإحساس العام بالخديعة

إلا أنه على الرغم من إيضاحه في مقدمة الكتاب أن “الجيل مفهوم كيفي ينبئ عن انعطافة ثقافية تاريخية” لم يدرج كاتبا بارزا مثل محمد ناجي الذي لا يشبه غيره في كثير من أعماله، ويحمل كتاب (إشكاليات الواقع وجماليات السرد)، ويقول عبدالله إن رواية (بيت النار) لمحمود الورداني من أبرزالأعمال التي رصدت التحولات العامة والاجتماعية في مصر حيث تستعرض ذلك من خلال صبي يتحمل مسؤولية أسرته منذ الصغر بالعمل في عدة مهن، منها يبيع الثلج ومساعد كواء وعامل في مطبعة ثم في محل بوسط القاهرة لينتهي به الأمر في السجن

ويضيف أن الورداني نجح في “أنسنة الأشياء أنسنة الفكري وصبغه بماء الحياة موظفا السخرية بوصفها أداة لإنتاج المعنى وتوليده مدركا جدل العلاقة ما بين العام والفن”

أما رصد علاقة الأنا بالآخر فذهب كتاب هذا الجيل إلى أبعد مناهتمام الجيل السابق بثنائية الأنا-الآخر التي عالجها كتاب عرب منهم المصريان يحيى حقي في (قنديل أم هاشم) وبهاء طاهر في (الحب في المنفى) و(بالأمس حلمت بك) واللبناني سهيل إدريس في (الحي اللاتيني) والسوداني الطيب صالح في (موسم الهجرة إلى الشمال)

ويرى أن رواية (البشموري) لسلوى بكر تكشف “المسكوت عنه في التاريخ المصري” عبر رصد جانب من أحوال المواطنين في القرن التاسع الميلادي تحت حكم الخليفة المأمون بن هارون الرشيد الذي قمع ثورة الفلاحين في شمال البلاد