كرة قدم فارغة !

يشكل الاهتمام الرياضي (كرة القدم) بالنسبة لاهتمامات الشارع السعودي النسبة الأكبر ملاحظة، حيث لا توجد دراسات أو مقارنات أو مقاربات، ولا يمكن الاعتماد على محركات البحث الرئيسة مثل «قوقل» التي أظهرت أن الاهتمامات مرتبطة بالحدث، حيث تصدرت القضايا الإنسانية قائمة البحث في عام 2014 (حادثة سقوط في غرفة تفتيش صرف صحي) وأجهزة الهواتف الذكية الجديدة وبرامج رمضانية وكأس العالم

يشكل الاهتمام الرياضي (كرة القدم) بالنسبة لاهتمامات الشارع السعودي النسبة الأكبر ملاحظة، حيث لا توجد دراسات أو مقارنات أو مقاربات، ولا يمكن الاعتماد على محركات البحث الرئيسة مثل «قوقل» التي أظهرت أن الاهتمامات مرتبطة بالحدث، حيث تصدرت القضايا الإنسانية قائمة البحث في عام 2014 (حادثة سقوط في غرفة تفتيش صرف صحي) وأجهزة الهواتف الذكية الجديدة وبرامج رمضانية وكأس العالم

الاثنين - 14 سبتمبر 2015

Mon - 14 Sep 2015



يشكل الاهتمام الرياضي (كرة القدم) بالنسبة لاهتمامات الشارع السعودي النسبة الأكبر ملاحظة، حيث لا توجد دراسات أو مقارنات أو مقاربات، ولا يمكن الاعتماد على محركات البحث الرئيسة مثل «قوقل» التي أظهرت أن الاهتمامات مرتبطة بالحدث، حيث تصدرت القضايا الإنسانية قائمة البحث في عام 2014 (حادثة سقوط في غرفة تفتيش صرف صحي) وأجهزة الهواتف الذكية الجديدة وبرامج رمضانية وكأس العالم..

إلى آخر القائمة.

الشارع الرياضي ليس معزولا بالطبع لكن المتابعة المباشرة عبر النقل التلفزيوني ووجود مواقع لجماهير الأندية على اختلاف ميولها، بالإضافة إلى توفر مواقع التواصل الاجتماعي التي تطغى عليها حوارات يغلب عليها الخروج عن الروح الرياضية «طقطقة» تصاحب الانتصارات والهزائم، ووجود قنوات وبرامج رياضية متنوعة، كل ذلك يجعل دخولها ضمن تصنيف محركات البحث غير موضوعي ولا يمكن أن يعطي نتائج واقعيّة.

التسويق الرياضي والاحتراف عنصران مهمان لكنهما خارج «اللعبة» الرياضية المحلية، ومحل جدل كبير بين الرياضيين من جوانب عدة، كلفة الملاعب الرياضية، استثمارها، جدواها، الاستراتيجيات الرياضية للاستثمار في المنشآت، موقعها العالمي ومكانتها، أهميتها، كلفة اللاعب المحترف، صناعته، جدواه، إتقانه، مدى الاستفادة منه على المستوى الوطني.

وينسحب ذلك بالطبع على كامل الألعاب التي تأتي في الدرجات الأدنى من حيث الاهتمام سواء على مستوى الأندية أو الاتحادات أو الجماهيرية.

أحد الرياضيين المتخصصين كان يقارن في أحد البرامج الرياضية موضوع جدوى «الاستادات» الرياضية بمقارنة بسيطة وسريعة حول الاستثمار، ويضرب مثلا بالملاعب الإنجليزية، وأن أحدها تم تسويقه باسم شركة طيران خليجية وأصبح يطلق عليه نفس اسم شركة الطيران، وحين تم بناء هذا الاستاد حددت مدة الاستثمار فيه بـ (10 سنوات) لاسترداد رأس المال.

هذا الملعب الرياضي يوجد فيه أكثر من 200 قاعة أو غرفة يتم تأجيرها لشركات لتصبح غرفة خاصة باللقاءات والدعوات والفرجة على المباريات، ويضرب المتخصص مثلا على استاد «الجوهرة» بجدة ويتساءل لماذا أسندت المهمة إلى شركة نفط؟ بالطبع كان يشير إلى «الجودة» لكنه أيضا يشير إلى غياب استراتيجية الاستثمار وأفضلية إسناده إلى شركة عالمية متخصصة في الاستثمار الرياضي لوضع خطة للاستفادة منه حاضرا ومستقبلاً، بحيث يتحول إلى وسيلة «تغذية» للدولة ممثلة باتحاداتها الرياضية ومؤسستها الأم «الرئاسة العامة لرعاية الشباب»، بالإضافة إلى إمكانية حسم موضوع الحضور النسائي بحيث يصبح هناك قاعات مستثمرة سواء لشركات تقوم بتأجيرها أو لعوائل ومجموعات.

موضوع اللاعب والاحتراف أحد أهم الموضوعات تداولا، وقيمة اللاعب السعودي وصلت إلى أرقام بغير استحقاق يتعلّق بالمهارة والإتقان والاحتراف بمعناه العملي والمهني (بلغ دخل أحد اللاعبين الرياضيين ما يقارب 13 ألف ريال يوميا)، اللاعب السعودي على ضعف تكوينه البدني والمهاري واللياقي والذهني والمعرفي يلعب بشروطه الخاصة ويفهم جيدا مسألة المنافسة (الانتقال لمنافسين أو خصوم) التي أتاحها نظام الاحتراف بغياب الضوابط التي تجعل الاتحاد ممثلا بلجانه المختصة صارما في صناعة لعبة كرة قدم منافسة قاريا وعالميا، المتصرف الوحيد على المستوى المحلي الآن هو اللاعب وإدارات الأندية، والتلاعب يتم وفق القوانين المحلية التي صنعتها إدارات الأندية (المزايدات ـ الإغراءات ـ استغلال الخلافات...إلخ).

موضوع الرياضة السعودية باستثمارها واستراتيجياتها موضوع معقد وشائك لكنه ليس صعبا على الحلول، الصعب أن تكون الحلول بعد وصف المشكلة في سطرين متبقيين من المقال.

الرئيس العام لرعاية الشباب رجل أعمال ويملك أحد - أو في أحد - الأندية الإنجليزية، ولا يغيب عنه أن الرياضة تحتاج إلى «انتزاعها» من حالتها الحالية، ولا يبرر ذلك انشغال الرئاسة برعاية الشباب التي لم نر برامجها واضحة حتى الآن.