يا مسؤولي (الصحة): كل أحلام (الفتاة) غرفة العمليات!!

(1) ثمة مستشفيات في بلادنا، يواجه فيها المريض مرضه و(مرضها) معا، فـ(سوء التعامل بين البشر) داء عضال، يستشري في المكان الواحد بسرعة فائقة، ليشمل - بعد ذلك - الكل على السواء (من إداريين وأطباء وممرضين

(1) ثمة مستشفيات في بلادنا، يواجه فيها المريض مرضه و(مرضها) معا، فـ(سوء التعامل بين البشر) داء عضال، يستشري في المكان الواحد بسرعة فائقة، ليشمل - بعد ذلك - الكل على السواء (من إداريين وأطباء وممرضين

السبت - 12 سبتمبر 2015

Sat - 12 Sep 2015



(1) ثمة مستشفيات في بلادنا، يواجه فيها المريض مرضه و(مرضها) معا، فـ(سوء التعامل بين البشر) داء عضال، يستشري في المكان الواحد بسرعة فائقة، ليشمل - بعد ذلك - الكل على السواء (من إداريين وأطباء وممرضين..في حالتنا هذه)، فإذا المريض الذي جاء يرمم عطب جسده، يصطدم بأن على جسده المنهك أن يسير طويلا بين الممرات ويصعد ويهبط كثيرا بين الأدوار البيضاء، ويقف مشدوها ضعيفا في الغرف الوثيرة، وهو (يستفسر) عن طبيب (رحل بلا خبر) وموعد (بعد بلا أمل)، وعلاج (كتب غير موجود)! وتشتد تلك الأزمة النفسية ضراوة لدى المرضى الذين قدر لهم الله، أن تكون علاقتهم بالمستشفيات حتمية دائمة، أو يحتاج وجعهم سنوات عديدة ليبرأ (بأمر الله)!! (2) هي مريضة ولدت بتشوه خلقي بسبب مرض (الشفة الأرنبية) الذي امتدت تأثيراته السلبية داخل وخارج الجسم، ولما لم تجد في مدينتها الأولى مستشفى (متمكنا) فقد حملت أوجاعها إلى العاصمة الرياض، وساقتها الأقدار إلى مستشفى (الشميسي)، الذي توقعت أن تجد فيه (حلا) لمشكلاتها العضوية المتعددة، ولكنها وجدت نفسها مع كل سنة تصطدم بلا مبالاة وصدود الذين تابعوا (حالتها) سواء من إداريي المستشفى، أو العاملين فيه من أطباء ونحو ذلك، فكانت تحمل هم (مرضها) وهم إقناعهم بضرورة عمل إجراءات طبية أكثر، وهي ترى الاختصار المخل في أدائهم الطبي، لدرجة أن سنوات طويلة تقارب (العشر) قضتها هناك بين ألم الجسد، وآلام النفس التي تجد ذاتها وحيدة عليلة بين آخرين (لا يعني لهم أمرها المؤلم شيئا ذا بال)!، لم يقدموا لها إلا مرحلة أولى من مراحل علاجية كان من الأجدر أن تكون مستمرة بانتظام وسلاسة وفعالية، لحالات مرضية معقدة كحالتها! (3) ومما يثير كثيرا من علامات الاستفهام أن (الطبيب) المشرف على حالتها سافر (فجأة)، بعد وعود كثيرة بإجراء العملية / الحلم، التي طال انتظارها لها، ليستغل المسؤولون عن الأمر في المستشفى هذا الرحيل لـ(ربط) حاضر ومستقبل الفتاة الصحي بعودة طبيبهم (الاستثنائي)، مما دفع بالمريضة إلى التفكير بالانتقال إلى مستشفى آخر، رغم صعوبة تحمل أعضائها لمسافات أبعد وأوراق أخرى جديدة يجب (الموافقة) عليها من جديد، ولكن (التقرير الطبي) لحالتها خلال السنوات (العشر) والذي طلبته من موظفي (المستشفى) لم (يسعفها) أحد به حتى اللحظة، بل وكانوا يطالبونها أن تبحث عنه بين غرف المستشفى وأروقتها وملفاتها!! (4) يتساءل المرء عن الغياب الكلي المفجع للإنسانية في ذلك المستشفى، لدرجة أن أحدا لم يتقدم ليمد لها يد العون، بل ويساعدها في نيل (حقها) المستحق في (العلاج)، فضلا عن غياب الشعور بالمسؤولية (العملية) من قبل مجموعة الموظفين والإداريين، مما أفضى إلى فقد (حق) خاص لمواطن (مريض) محتاج داخل مملكة الإنسانية، التي أرسى دعائمها أبناء الملك عبدالعزيز ملك إثر ملك، وهم (يؤكدون) في كل مرة على ضرورة خدمة المواطن، وعدم التهاون في أمره أيا كان!! وربما اطمأن الإخوة هناك إلى (خفوت) صوت تلك الأنثى وضعفها، رغم الوعي الهائل الذي يختلج داخلها، وهو الذي جعلها تقاوم بأمل وألم لا مثيل لهما!! (5) كل من اتصل أمره في ذلك المستشفى بـ(حكاية) هذه الفتاة له أمنية يسعى لتحقيقها، وهو يجد الخطى في حياته، أما أمنية الفتاة المكلومة فهي أن تجد باب غرفة العمليات في الجزء الآخر من المستشفى مفتوحا لها، في محاولة جادة من أطباء (حقيقيين) لترميم أتعاب الجسد! يا للمفارقة (التعيسة) بين الأمنيتين، لأشخاص هم جميعا من الجنس الإنساني ذاته، وربما من الجنس (العرقي) نفسه!؟ (6) يا مسؤولي وزارة الصحة، يا أصحاب القلوب الرحيمة، من ينقذ هذه الفتاة من تعب (المرض) و(الناس)..من يستطيع أن (يخرج) لها (تقريرها) من (أتون) المستشفى، الذي ظلت (تراجعه) قرابة عقد من الزمن؟ من يدلها على (السبيل) الذي (يقودها) إلى (غرفة العمليات)..الغرفة/الأمل، صاحبة الملف (47720) في مستشفى (الشميسي) تنتظركم على أحر من (جمر) الانتظار!!