المعلمون لا يستحقون!

السبت - 28 أبريل 2018

Sat - 28 Apr 2018

قبل أيام قليلة صدم أكثر من نصف مليون معلم ومعلمة بتصريحات من وزيرهم الذي ينتظرون منه وقفة ومؤازرة وتأييدا وتبجيلا.

حركت هذه التصريحات برامج ومتحدثين وكتابا ومغردين، ونشأت الهاشتاقات، وضجت بها المدارس والمجالس والإدارات وصارت حديث الناس.

الكثير من المعلمين والمنتسبين للتعليم ردوا على هذه التصريحات، فأوضح بعضهم هفوات في الصيانة، وبينوا بعض معالم البيئة المدرسية، كمن يدرسون الطلاب في مطابخ المباني المستأجرة، وبينوا النقص في احتياجات المدارس، واجتمعت من كثير من المعلمين حصيلة ليست بالقليلة عن الوزارة. ثم هدأت العاصفة كغيرها من العواصف.

عادت بعد ذلك تصريحات بأن إجازة المعلمين طويلة، ويجب وضع برامج في وقت الصيف للمعلمين والمعلمات. ولا يزال الضمير يتساءل: هل يستحق المعلمون هذه الإجازة أم لا؟ من يعاني تذبذب تصرفات المراهقين ويجمعهم في غرفة واحدة ويعدل سلوكيات خاطئة ويبني عقولا، هل يستحق أم لا؟

ليس المقال لمعالجة استحقاقهم من عدمه، فالتصريحات انتهت وعادت أخرى، ودافع المعلمون والمعلمات عن أنفسهم بأصوات مختلفة وتحدث الإعلام عنها في بعض برامجه وعلى ألسنة بعض الإعلاميين. وأخيرا صمت الجميع ثم عادوا ليتحدثوا من جديد.

ويأتي السؤال: لماذا كانت بهذه الطريقة؟ هل هي لتحريك الساحة الإعلامية أم لإشغالها عن (الجرب) كما يرى بعض المحللين؟

أم إن الوزير بحنكته ودهائه ينشط تواصل المعلمين وترابطهم وتواجدهم في الإعلام بصوت واحد وهدف واحد؟

لقد نجح الوزير في تكوين رابطة للمعلمين شارك فيها منسوبو التعليم كافة، مدافعين عن أنفسهم وعن مهنتهم بصوت واحد وقوة واحدة، ولو طلب من المعلمين الدخول إلى تويتر وتسجيل حضورهم وتنشيط تواجدهم والمشاركة بصوت مهنتهم لما شارك في ذلك إلا القليل، لكن بهذه الطريقة رفع صوت المعلمين عاليا حتى سمعه الجميع في شتى البقاع ومختلف الأماكن وبجميع الأصوات، فأثبت للجميع حب المعلمين والمعلمات لمهنتهم ودفاعهم عن عملهم وحضورهم ومشاركتهم في كل ما يخص التعليم. الوزير أحب وزارته وأحب معلميه، وساهم في صنع أرض خصبة وأجواء هادئة يتم فيها تعليم أجيال المستقبل، والمعلمون والمعلمات عشقوا مهنتهم. وسيبقى تعليمنا يرفرف بشعاراته المجيدة، يبني أجيالا محبة لوطنها، مدافعة عن مكتسباته وممتلكاته، تشارك في صناعة الأجيال والحياة المزدهرة المثمرة. ننتظر الصيانة، ننتظر الحديث عن المباني المستأجرة، ننتظر تطوير المناهج الدراسية، ننتظر الكثير عن خطط مستقبل الوزارة!