متى نطهر مجتمعنا من عبيد العنصرية؟

بعد قراءة ميسرة لسيرة الكابتن طيار نوال هوساوي، أجدها إحدى الواجهات المشرفة لبنات الوطن والتي تمكنت من تحقيق ذاتها رغم كل ما مرت به من ظروف، والموقف الذي تعرضت له مؤخرًا استطاعت استثماره بشكل إيجابي ووضعت يدها على خلل تعاني منه بعض العقول القاصرة عن التفكير، حيث وقفت وبثقة ضد العنصرية والتمييز المبني على اللون الذي يتكرر دومًا بين البعض، وذلك عندما نعتتها إحدى السيدات بـ»العبدة» لرفضها الخنوع لرغباتها في اقتحام الصف في أحد مراكز التسوق، فما كان منها إلا توثيق الحادثة واستدعاء الشرطة وتدوين المحاضر اللازمة ثم توكيل محام يتولى إكمال المشوار أمام القضاء، لم تتوقف هذه الأنيقة خلقًا وفكرًا عند هذا الحد بل لفتت أنظار المجتمع لهذه المشكلة المتجذرة فيه منذ القدم من خلال هاشتاق «العبدة»

بعد قراءة ميسرة لسيرة الكابتن طيار نوال هوساوي، أجدها إحدى الواجهات المشرفة لبنات الوطن والتي تمكنت من تحقيق ذاتها رغم كل ما مرت به من ظروف، والموقف الذي تعرضت له مؤخرًا استطاعت استثماره بشكل إيجابي ووضعت يدها على خلل تعاني منه بعض العقول القاصرة عن التفكير، حيث وقفت وبثقة ضد العنصرية والتمييز المبني على اللون الذي يتكرر دومًا بين البعض، وذلك عندما نعتتها إحدى السيدات بـ»العبدة» لرفضها الخنوع لرغباتها في اقتحام الصف في أحد مراكز التسوق، فما كان منها إلا توثيق الحادثة واستدعاء الشرطة وتدوين المحاضر اللازمة ثم توكيل محام يتولى إكمال المشوار أمام القضاء، لم تتوقف هذه الأنيقة خلقًا وفكرًا عند هذا الحد بل لفتت أنظار المجتمع لهذه المشكلة المتجذرة فيه منذ القدم من خلال هاشتاق «العبدة»

الجمعة - 07 فبراير 2014

Fri - 07 Feb 2014



بعد قراءة ميسرة لسيرة الكابتن طيار نوال هوساوي، أجدها إحدى الواجهات المشرفة لبنات الوطن والتي تمكنت من تحقيق ذاتها رغم كل ما مرت به من ظروف، والموقف الذي تعرضت له مؤخرًا استطاعت استثماره بشكل إيجابي ووضعت يدها على خلل تعاني منه بعض العقول القاصرة عن التفكير، حيث وقفت وبثقة ضد العنصرية والتمييز المبني على اللون الذي يتكرر دومًا بين البعض، وذلك عندما نعتتها إحدى السيدات بـ»العبدة» لرفضها الخنوع لرغباتها في اقتحام الصف في أحد مراكز التسوق، فما كان منها إلا توثيق الحادثة واستدعاء الشرطة وتدوين المحاضر اللازمة ثم توكيل محام يتولى إكمال المشوار أمام القضاء، لم تتوقف هذه الأنيقة خلقًا وفكرًا عند هذا الحد بل لفتت أنظار المجتمع لهذه المشكلة المتجذرة فيه منذ القدم من خلال هاشتاق «العبدة»

كثير من المجتمعات ما زالت أقدامها ملطخة بوحل التمييز العنصري، ولكنها لا تفتأ عن التطهر منه، وهذا ما يتوجب على مجتمعنا الذي نحسبه متدينًا، ففي مجتمعنا العديد من الصور المزدحمة بالتمييز والتراتبية والمناطقية، وربما ما تعرضت له السيدة نوال هوساوي والمتزوجة من رجل «أمريكي» أهم صور العنصرية والتقسيم المجتمعي وقوعًا، ومن المخزي أنه مازال هناك العديد من الأشخاص ممن يحسبون على المعرفة والتعليم يميزون بين البشر بناءً على سحنتهم فيحاسبونهم قبليًا على السيئات التي يؤمنون بأنهم سيفعلونها، فلونهم -كما يزعمون- يحتم عليهم مصادقة الشرور وقصور الفهم!وهنا أطالب -كل من يصل حرفي إليه خاصة الغيورين على التعليم- بمحاكمة المعلم العنصري الذي أشارت إليه السيدة نوال في إحدى تغريداتها

ومما يضنيني بشكل كبير في هذه الآفة أن العديد من أفراد المجتمع سمحوا لأنفسهم ازدراء بعض المهن الشريفة واعتبارها نقيصة تقلل من حظوظهم في صفوف الحياة، ومنها «الصانع» وهو من كان يقوم بصنع صحاف الأكل وأقداح الشرب في السابق، و»الجزار» و»الحجام» و





مما يعتبره البعض عيبًا ووصمة عار في كل عائلة تمتهن شيئا منها أو كان أحد أجدادها يمتهنها

العنصرية ليست حكرًا على الشارع لكونه يضم أعراقا مختلفة وأطيافا متفرقة في الغالب، ولكن قد توجد داخل المنزل أو حتى المسجد ففي المنزل مثلاً القلة القليلة من العوائل تسمح لـ»الخادمة» بأن تعيش الجو الحميمي وتستمتع بالأكل مع نساء العائلة، ففي الغالب يكون نصيبها هو البقايا مما ترفضه تلك الكروش المترجرجة

يؤسفني أننا في القرن الحادي والعشرين، وأفكارنا ما برحت القرن التاسع عشر، فابنة الجيران لم تتزوج من تحب بحجة أن أباها شيخٌ من علية القوم يكثر من وضع البشت على يساره، أما حبيبها ومن أنهكت الليل تغني باسمه «ليس من رجالها» كما تدعيه أصنام القبيلة وتفرضه تعاليمها فآل فلان لا يليق بهم الارتباط بآل فلان!نوال هوساوي أو «روزا باركس» النسخة السعودية كما وصفها الزميل مفيد النويصر في مدونته على النت حيث دون في ذلك المقال الخطوط العريضة لحياة «روزا حقتنا»، حيث أنها تمهد لإنشاء جمعية اسمتها آدم تعنى بنبذ العنصرية بكل ألوانها البغيضة، وعلينا كمجتمع إن أردنا الرقي والتمدن السوي أن نقف إلى جانبها، كلٌ بما يجود به لسانه