عشوائية نقاط التفتيش

انتشر مطلع العام الحالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر تعرض رجل أمن بإحدى المنشآت العسكرية لطلق ناري أثناء إيقافه سيارة صغيرة كانت ترغب في دخول المنشأة.

انتشر مطلع العام الحالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر تعرض رجل أمن بإحدى المنشآت العسكرية لطلق ناري أثناء إيقافه سيارة صغيرة كانت ترغب في دخول المنشأة.

الأربعاء - 01 أبريل 2015

Wed - 01 Apr 2015



انتشر مطلع العام الحالي عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر تعرض رجل أمن بإحدى المنشآت العسكرية لطلق ناري أثناء إيقافه سيارة صغيرة كانت ترغب في دخول المنشأة.

وقبل أن تمضي ساعات معدودات جاء الرد على لسان مصدر رسمي بوزارة الدفاع أن المقطع المتداول هو جزء من خطة تدريبية نفذتها قوة الطوارئ الخاصة بقاعدة الملك عبدالعزيز الجوية بالقطاع الشرقي، استخدمت فيها طلقات صوتية تشبيهية لرفع جاهزية وقدرات الوحدات الأمنية.

اللافت في المقطع أن رجل الأمن كان يقف بشكل مباشر أمام قائد السيارة قبل أن يتعرض للطلق الناري، وبعد أن أرداه، اقتحم المنشأة بسيارته قبل أن تتبعه آلية عسكرية يبدو أنها لم تكن في وضع الاستعداد التام أثناء التفتيش أو الاعتداء.

هذا المشهد الدراماتيكي أشاهد أجزاء شبيهة به يوميا في معظم نقاط التفتيش الثابتة والمتحركة التي أمرّ بها في طريق عملي بمكة المكرمة قادما من جدة، حيث تجد بعض هذه النقاط إما خاضعة لرجل أمن واحد، وبالتالي لا يستطيع التدقيق في جميع السيارات القادمة من عدة مسارات، أو أنه يوجد أكثر من رجل أمن ولكنهم لا يعملون وفق منظومة واحدة ما لم يكن بينهم قائد برتبة عليا، بمعنى أنه قد تجد أحدهم يدقق في السيارات، بينما الآخرون منهمكون بهواتفهم الجوالة أو بالحديث مع بعضهم البعض، أو قابعون في سيارات الدورية غير مبالين بما يحدث في الخارج.

الغريب في الأمر أن التحقق من المركبات يتم في نهاية مسار التفتيش، في حين أن الأصح أن يكون ذلك في منتصف المسار، عندما تكون المركبة المستهدفة محاصرة بواحدة من الأمام وأخرى من الخلف، وبالتالي يفقدها فرصة الهرب أو الاعتداء. أضف إلى ذلك أن معظم رجال الأمن ما زالوا يواجهون السيارات المطلوب التحقق منها بصدور عارية دون أي تجهيزات احترازية، وبطريقة أقل ما يمكن أن توصف بأنها غير احترافية، كحال رجل الأمن في المقطع المصور، الذي تلقى الرصاصة في صدره مباشرة من قائد المركبة.

الأمر الأخير، بقاء رجل الأمن في نقطة التفتيش الثابتة لفترات طويلة يجعل المارين به بشكل دائم يدركون سلوكه وبالتالي التعامل معه وفق ذلك، وهذا في ظني أمر خطير.

يبقى القول، إن رجال الأمن والقائمين عليهم لديهم من الخبرة والقدرة على تقييم نقاط التفتيش التابعة لهم وآلية عملها أفضل بكثير من رصد شخص لا يمتلك كامل المعلومات، ولكن شعرت بأهمية توضيح ذلك من منطلق أن مسؤولية أمن هذه البلاد ليست قصرا على العسكريين فقط.