طقوس شرب الشاي في البيوت المكية (1-2)

تحفة الأحباب في ذكر ما طاب من الشراب، هي أرجوزة وضعها أحمد أمين بيت المال في وصف بعض المشروبات الساخنة التي عُرفت في مكة المكرمة، وعلى رأسها الشاي.
نظم الأرجوزة في 17 ربيع الآخر 1289، وطبعت مع قصيدة أخرى في المطبعة الكاستلية بمصر في 1290، ونستطيع من خلالها استخلاص الكثير من الملامح التاريخية، وبعض التقاليد التي كانت متعلقة بشرب الشاي، في مكة المكرمة.
قسمها إلى ثمانية فصول على النحو التالي: فصل في بيان تعريف اسمه وشهرته، وتحدث فيه عن أصل تسميته وأصلها «چاي»، وينطق في بعض اللغات صائي، وفي المغرب أتاي، وذكر في فصل آخر بيان سبب حدوثه، وأورد فيه أسطورة اكتشافه، وكيف تم استخدامه في البداية ورحلة تطوره، وعن أقسام الشاهي كتب عن نوعيه الأسود والأخضر، وقارن بينهما من حيث المنشأ والأصل وأيهما أفضل، كما أوضح مزاج الأخضر والأسود، وأتى حديثه في هذا الفصل عن قواعد الطب القديم، من حيث علاقة الشاي بالأمزجة من حيث البرودة والحرارة والجفاف والرطوبة وما إلى ذلك.
وخصص فصلا لبيان منافعه، وآخر حول مضرته وإصلاحه، وبدائله من الأعشاب الأخرى، ومن ذلك قوله: والباديان قيل أيضا يصلحهلكنه يزيل طعمه ويكلحهوالباديان هو ما يعرف حاليا باليانسون، ويظهر أنه كان يضاف إلى الشاي كوصفة علاجية، حيث عرف كعشبة طبية منذ القدم.
ثم يقول: وحامض الليمون للصفراءيصلح طبعة بلا مراءوكان من المعروف أن الليمون يرافق الشاي في كثير من البيوت المكية، وكنوع من الأناقة كانت تقطع حبات الليمون إلى أنصاف أو أرباع، ثم تلف بشاش خفيف، وتقدم مع الشاي، فيمنع الشاش تساقط بزور الليمون.
ثم ينتقل للحديث عن بعض المشروبات الأخرى الشهيرة حيث يقول: وبدله السحلب بالحليبأو قهوة اللوز عن الطبيبوالسحلب مشروب منتشر في أنحاء العالم الإسلامي والعربي، أما قهوة اللوز أو كما تسمى أحيانا الملوزة، أو القهوة الحلوة، فهي لا تعرف إلا في مدن الحجاز، وتصنع عادة في بعض المناسبات، وقوام صناعتها الحليب، يمزج بمسحوق النشا، مع اللوز المجروش، والسكر والقليل جدا من الهيل، وتقدم ساخنة.