أزمة مهجورة في سوريا

إن مستوى المعاناة في سورية مروع بكل المقاييس، ورغم أن الأرقام لا تنقل مدى قسوة كل الأطراف، فقد بات من اللازم وفقا لقواعد السلوك أن نستشهد بالأرقام: أكثر من مئة ألف قتيل، و2

إن مستوى المعاناة في سورية مروع بكل المقاييس، ورغم أن الأرقام لا تنقل مدى قسوة كل الأطراف، فقد بات من اللازم وفقا لقواعد السلوك أن نستشهد بالأرقام: أكثر من مئة ألف قتيل، و2

الأربعاء - 05 فبراير 2014

Wed - 05 Feb 2014



إن مستوى المعاناة في سورية مروع بكل المقاييس، ورغم أن الأرقام لا تنقل مدى قسوة كل الأطراف، فقد بات من اللازم وفقا لقواعد السلوك أن نستشهد بالأرقام: أكثر من مئة ألف قتيل، و 2.3 مليون لاجئ مسجل، وأكثر من أربعة ملايين نازح داخليا مع ارتفاع بعد التقديرات إلى 6.5 ملايين نازح

ولكن قبل عام واحد كانت الأرقام مخيفة بالفعل: ستين ألف قتيل، وسبعمئة ألف لاجئ، وأكثر من مليوني نازح داخليا، وإذا كانت هناك عتبة للبؤس قد تدفع العالم إلى الإعراب عن «اكتفائه بما جرى»، فمن المؤكد أن هذه العتبة قد تم تجاوزها الآن

والحقيقة البشعة هي أن استجابة العالم لهذه الأزمة تشكلت وفقا لمصالح جيوسياسية، وليس الحاجة إلى وضع حد للمعاناة الإنسانية المروعة، والواقع أن حل هذا الصراع سوف يتطلب جهدا جهيدا على كل الجبهات

إن سورية لا تشكل أهمية كبرى من المنظور الأمريكي، وقد حافظت إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على تركيزها المفرط على الداخل، والذي عززه التخوف الشعبي من التدخلات في الخارج، ولن يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل بشكل مباشر أي شيء أقل من تحول جذري في طبيعة الصراع بحيث يهدد المصالح الأمريكية الجوهرية

إن الشعور بالذنب حافز هزيل للتحرك الدولي، وحتى المملكة المتحدة وفرنسا الدولتان الوحيدتان اللتان لم تتورعا عن التهديد بشن عمل عسكري ضد نظام الأسد، تراجعتا عندما واجهتا إمكانية التورط في الأمر بمفردهما

وبدلا من هذا فإن استجابة العالم للصور الواضحة للوحشية التي لا توصف ــ التعذيب الذي يمارسه النظام أو عمليات الإعدام التي تنفذها الجماعات المتطرفة، لا تتجاوز الاستعراض العقيم للغضب، ولم يفعل سيل من التصريحات وأنصاف الحلول والمبادرات الخرقاء شيئا يذكر لتحسين الوضع ــ وفي بعض الحالات كان ذلك سببا في تفاقم الأمور سوءا

ولنتأمل هنا دعوة أوباما إلى الأسد بالتنحي، والتي لم يدعمها أي تحرك حقيقي، ووعوده المتكررة التي ترجع إلى أوائل 2012 بتقديم المساعدات من البنود غير الأسلحة إلى المعارضة السورية، وهي الوعود التي أوفى بها أخيرا في أواخر العام الماضي، وبشكل موقت فقط