3 مفاهيم خاطئة عن السياسة النفطية العربية

 

 

الثلاثاء - 24 مارس 2015

Tue - 24 Mar 2015



«نستأهل ما يجري لنا من الإعلام الغربي» جملة لم تمر في ملتقى الإعلام البترولي الثاني بسلام، وخاصة أن مطلقها هو المدير العام لصندوق أوبك للتنمية الدولية «أوفيد» الدكتور سليمان الحربش الذي لم يكد ينهي مداخلته المتحمسة حتى انقطع التيار الكهربائي تماما عن القاعة فأصبحت بلا إضاءات ولا مكبرات صوت لدقيقة كاملة أثارت انتعاش خيال الحضور حول سبب الانقطاع في هذا التوقيت المتزامن مع مداخلة حامية جاءت في ندوة قدمها مدير برنامج النفط في معهد إكسفورد لدراسات الطاقة الدكتور بسام فتوح بعنوان السياسة النفطية العربية في الإعلام الغربي.

وطرح فتوح 3 مفاهيم خاطئة يتعامل بها الإعلام الغربي مع السياسة النفطية العربية:

1 سيطرة السعودية على سوق النفط: يقول الكاتب جيمس وولسي في وول ستريت جورنال إنه على الرغم من الزيادة الأخيرة في إنتاج الولايات المتحدة، فإن أمريكا لا يمكن لها إيجاد «طريقة للخروج من سيطرة منظمة أوبك لسوق النفط العالمية.

2 وضع متغيرات أسواق النفط في الإطار السياسي، فهناك ميل من قبل بعض وسائل الإعلام الغربية لتأطير السياسة النفطية العربية داخل الإطار الجيوسياسي، بحيث لا ينظر إلى السياسة الاقتصادية على ما هي عليه، وبالتالي يعتبر القرار الأخير بعدم خفض الإنتاج هجوما على إيران وروسيا، وصناعة الصخر الزيتي في الولايات المتحدة.

3 نظرية الاعتماد الأمريكي على النفط العربي، على الرغم من أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام من مجموعة متنوعة واسعة من البلدان، فإن الإعلام يركز التمثيل في العرب، ويترتب على ذلك أن أي تخفيض من الاعتماد على النفط في الولايات المتحدة يؤدي تلقائيا إلى تحول جذري في العلاقات العربية الأمريكية.

معلومات الخليج في صندوق أسود

قال فتوح إن القصور في الإعلام الغربي يعكس عدم شفافية وصول المعلومات من الخليج، وكأن المعلومات في صندوق أسود مغلق، وكل هذه الأسباب تمنح الإعلام الغربي مساحة واسعة للخيال والتحليلات، وخاصة أن معظم وزراء البترول العرب لا يتواصلون مع الإعلام الغربي عوضا عن كون الأرقام المعلنة غير كافية للتحليل.

وانتقد الحربش السياسات البترولية العربية التي لا تتفاعل ولا تمد وسائل الإعلام بمعلومات وأرقام وافية ولا تخصص للإعلام ميزانيات معقولة تخوض بها حملات إعلامية قوية عوضا عن ترفعها معظم الأحيان عن الرد على ما يثار في الإعلام الغربي الذي ينتشر كما هو في وسائل الإعلام العربية.

الشركات ضحية للإعلام الاجتماعي

أوضح رئيس قسم العلاقات العامة في أرامكو السعودية الدكتور عبدالله المغلوث أن ميزانية الاستثمار في الإعلام الاجتماعي ستتضاعف، وستتفوق على الإنفاق على المنصات التقليدية بحسب دراسة أجرتها جامعة سالفورد البريطانية والتي أفادت بأن الشركات الكبرى تنفق حليا نحو 11% من ميزانياتها المتعلقة بالعلاقات العامة والإعلام على الاستثمار في شبكات التواصل الاجتماعي سواء عبر إعلانات تجارية أو مشاريع أو حملات وستصل إلى 64% في عام 2019.

وعد المغلوث -الذي شارك بورقة بعنوان البترول والإعلام الجديد- حادثة انسكاب الزيت في خليج المكسيك أحد الأمثلة التي وقعت بها شركة نفطية كبيرة كفريسة للإعلام الاجتماعي نتيجة تبنيها موقف التحفظ في المعلومات، إذ مارست الشركة تحفظا شديدا في ظل عطش المتلقي في الحصول على إجابات لاسيما عبر شبكات التواصل الاجتماعي التي ضجت بالأسئلة مما جعلها تقع فريسة لانتقادات لاذعة على الشبكات الاجتماعية زادت موقف الشركة تعقيدا في أزمتها، فوصل رقم حساب ساخر عن الشركة في تويتر، إلى أكثر من 120 ألف متابع، بينما يتابع حساب الشركة الرسمي 4 آلاف متابع فقط.

10 توصيات

- تأسيس جمعية مستقلة، بمسمى جمعية الإعلاميين البتروليين.

- إنشاء جائزة للعاملين المتميزين في الإعلام البترولي.

- تصحيح صورة دول مجلس التعاون في الإعلام العالمي.

- ورش عمل ودورات تدريبية في مجال الإعلام البترولي.

- حث وسائل الإعلام الخليجية على توفير الكوادر المختصَّة.

- أهمية تنظيم مؤتمرات تركز على شؤون الطاقة والبترول.

- حث شركات البترول على إبراز دورها في المسؤولية الاجتماعية.

- تهيئة إعلام بترولي متخصص ومواكب للحداثة الرقمية.

- توفير مصادر إعلامية بترولية تؤمن وصول المعلومات الرسمية.

- توطيد العلاقة بين وزارات البترول والجامعات والمراكز البحثية.

ورقة عمل معدة منذ 10 سنوات

شارك الأمين العام لاتحاد شركات الاستثمار الدكتور رمضان الشراح بورقة أعدها من عشر سنوات محدثا بعض أجزائها ومطالبا فيها أن تتشعب قنوات بعث الثقافة البترولية في المناهج الدراسية بالمدارس والجامعات، وفى الوسائل الإعلامية المختلفة، وفى المؤسسات التي تتعامل مع هذه الثروة أو تشكل النشاط الأساسي لها.

وهو ما هاجمه وكيل جامـعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور فهد العسكر في مداخلتـه واصفا ورقـة الشراح بأنهـا حافـلة بالمبالغة.

غياب الملتقى عن صفحات أرامكو

انتقد عضو مجلس الشورى الدكتور فايز الشهري عدم وجود أي شيء يتعلق بالملتقى على صفحات أرامكو الرسمية في مواقع التواصل الاجتماعي، طارحا عددا من الأسئلة المتعلقة بالطبيعة الخاصة للمنتج النفطي والمرتبط بصورة ذهنية متعلقة بالعديد من المشاكل كالبيئة والتلوث وطبقة الأوزون.

وقال الشهري أثناء مناقشته ورقة البترول والإعلام الجديد قدمها رئيس قسم العلاقات العامة بشركة أرامكو السعودية الدكتور عبدالله المغلوث إن الخصومة عتيقة بين شركات البترول وصناعة الأفلام حيث صورت شركات البترول بصورة من يستولي على أرض هادئة وتحولها إلى منطقة متلوثة وهو ما اسهم في ترسيخ الذهنية السلبية.