اتحاد المدرسية يعيد جدل رياضة البنات

 

 

الجمعة - 19 ديسمبر 2014

Fri - 19 Dec 2014



أعاد اتحاد الرياضة المدرسية الذي أقر أخيرا من مجلس الوزارء الجدل حول إدخال الرياضة إلى مدارس البنات، إذ عادت الأصوات المطالبة بتنشيط وتأسيس الرياضة في مدارسهن لما يترتيب عليها من آثار صحية واجتماعية، مبينين أن الأمر تأخر كثيرا بسبب فئة أسموها بـ»المنغلقة» امتهنت تعطيل أي تغيير في المجتمع حتى لو لم يتصادم مع ثوابت شرعية، فيما تحفظ آخرون على ممارسة الرياضة في مدارس البنات بسبب عقبة شرعية، مؤكدين أن البدانة في أوساط الطلاب أضعاف الطالبات رغم وجود حصص رياضية لديهم.



دراسة نظرية



فيما أكدت مصادر داخل وزارة التربية والتعليم أن اتحاد الرياضة المدرسية لن يسمح بممارسة الرياضة في مدارس البنات الحكومية أسوة بنظيراتها الأهلية، في حين أوضحت مصادر مطلعة لـ»مكة» أن اتحاد الرياضة المدرسية لن يقر «ممارسة» الرياضة في مدارس البنات وإنما سيدخل مادة نظرية فقط تدرس كغيرها من المواد.

ويؤكد الكاتب الرياضي تركي السديري أن اتحاد الرياضة المدرسية تأخر كثيرا، ونرجو ألا يكون اتحادا ذكوريا مهمشا ومغيبا للرياضة النسوية، ولا بد أن تكون من أولويات الاتحاد رعاية وتنشيط تأسيس الرياضة في مدارس البنات، لافتا إلى أن المدرسة خير مكان موثوق به يخلق العلاقة الناضجة والصحيحة بين الفرد والرياضة، ويجب المسارعة في إدخال الرياضة لمدارسهن تحقيقا لحق إنساني مضمون ومأمون.

ويوضح أن المرأة الأم عندما تمتلك المعرفة والثقافة الرياضية ممارسة ووعيا فذلك ينعكس على الأسرة، وعلينا ألا نلتفت للمتزمتين ممن نصبوا أنفسهم أوصياء وحراسا على المجتمع عبر قناعات أحادية، وهم أنفسهم الذين سبق أن رفضوا مدارس البنات والتلفزيون وغيرهما.



مفاسد تربوية



فيما يقول عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام الدكتور صالح العصيمي إن العقبة التي تحول دون إدخال الرياضة لمدارس البنات شرعية، إضافة إلى المفاسد التربوية والأخلاقية والاقتصادية، مشددا على أن تدريس الرياضة للفتيات أمر لا يستقيم مع طبيعة المرأة وحشمتها ومنزلتها العظيمة في الإسلام، ومن يقول إن رياضة النساء لها أثر صحي فهو غير مصيب لأمور عدة أهمها أن الوقت لا يسمح، فحصة واحدة لخمسين طالبة تذهب نصف ساعة منها بين ونزول ومغادرة فهل تكفي الربع ساعة المتبقية للرياضة، بينما نجد أن البدانة بين الطلاب أضعاف الطالبات فهل حلت الحصص الرياضية المشكلة، مشيرا إلى أنه إذا كان الهدف المحافظة على الصحة فالحل إضافة مادة نظرية يتم تدريسها لتعليم الطالبات الغذاء السليم وكيفية المحافظة على صحتهن.



ضرورة صحية



أما عضو مجلس الشورى عبدالواحد الحميد فإنه يرى أن إدخال الرياضة لمدارس البنات ضرورة صحية وتربوية ونفسية، مضيفا «من الغريب أننا في السعودية الدولة الوحيدة التي تحرم الفتيات فرصة الحصول على اللياقة البدنية والصحية وهذا التمييز ضد المرأة لم يعد مقبولا، والجهات المعنية هي السبب في عدم دخول الرياضة لمدارس البنات بسبب ترددها في اتخاذ القرار».

وتشير اختصاصية العلاج الطبيعي هدى الصعيب إلى أن الرياضة ضرورة وليست كماليات لما لها من آثار على صحة الإنسان الجسدية والنفسية، وتضيف: «بالطبع أنا مع إدخال الرياضة لمدارس البنات، رغم أنها موجودة في المدارس الأهلية منذ سنوات، مع أن الرياضة لها فوائد كثيرة، منها تنشيط الدورة الدموية والقلب، وتقليل نسبة إصابة الفتيات بسرطان الثدي وتخفض الوزن بجانب الترويح عن النفس، وأفضل التمارين التي يمكن تطبيقها تمارين اللياقة البدنية (الإيرربيك)، والمشي والسباحة، وركوب الدراجة وغيرها من المناشط».

بدورها أرسلت «مكة» استفساراتها إلى المتحدث الإعلامي لوزارة التربية والتعليم فهد الحارثي إلا أنه لم يجب حتى ساعة إعداد هذا التقرير.