للتطرف مظاهر عدة

التطرف ظاهرة لا تلقى تأييد الغالبية في المجتمعات الإسلامية

التطرف ظاهرة لا تلقى تأييد الغالبية في المجتمعات الإسلامية

الأربعاء - 11 مارس 2015

Wed - 11 Mar 2015



التطرف ظاهرة لا تلقى تأييد الغالبية في المجتمعات الإسلامية.

المتطرفون عادة عبارة عن جماعات صغيرة تتبنى أفكارا ضيقة ومتشددة، وهم غير قادرين على إقناع والتأثير في الغالبية من خلال حوار عقلاني أو رأي علمي، لذلك يلجؤون إلى الشوارع ويستخدمون العنف لتعزيز ادعاءاتهم.

المتطرفون أيضا مجموعات ترد على مظالم أو أزمة مزعومة، سواء كانت حقيقية أو خيالية، ناتجة عن ممارسات الآخرين.

التطرف السياسي قد يكون أيضا رد فعل على قيادة البلد أو في معارضة لأيديولوجية مهيمنة.

الوجود الأكبر من الواقعي للتطرف يمكن الإحساس به بسبب الأفكار والادعاءات والأفعال الجريئة التي تقوم بها مجموعات متشددة لجذب الاهتمام أو مجرد الحصول على التعاطف.

ومع أن مثل هذه الأساليب البائسة تهز المجتمع، إلا أنها تعيش لفترة قصيرة فقط وتدمر نفسها بنفسها.

أحد أهم معالم التطرف هو تبني فكرة متشددة وتجاهل وجهات نظر الآخرين.

هذا النوع من التعصب ينكر وجود أي فكر آخر، بما في ذلك الفكر الذي قد يكون للمصلحة العامة.

يتم تجاهل ظروف الوقت والمكان والحوار والبحث عن حلول متوازنة، ويتهم المتطرفون من لا يتبعهم بالجهل والخطيئة.

ويكون المتطرفون عادة واثقون من قضيتهم ويركزون بوضوح على رؤيا مطلقة.

أما المعتدلون فيكونون عادة مولعون بالتأمل والتفكير ونادرا ما يطرحون أهدافهم بوضوح.

المتطرفون ينتصرون عادة ليس بسبب قوتهم المتأصلة، ولكن بسبب ضعف المعتدلين.

التاريخ الإسلامي عرف ثلاثة أنواع من التطرف: التطرف الديني الذي يتعلق غالبا بمعتقدات محددة تتناقض مع القرآن والسنة والجماعة؛ التطرف السياسي يتميز بالمواجهة وتحدي سلطات حكومة شرعية؛ والتطرف العملي الذي يتبلور في أي سلوك متطرف، مثل التضحية بالذات والصيام المبالغ به وقيام الليل كله بدون نوم، أو أي سلوك بعيد عن الفطرة والسنة.

يمكن أن نضيف إلى هذه الأمور اتباع أنظمة غذائية حادة للحفاظ على الوزن، أو تطبيق قوانين صارمة جدا في تربية الأطفال أو معاقبتهم بطريقة قد تؤدي أحيانا إلى إيذائهم جسديا أو معنويا.

الإرهاب أيضا هو تطرف عملي، سواء كان الإرهاب محليا أو دوليا، في أوقات السلم أو الحرب، وهو يشمل عادة وضع المتفجرات أو الهجمات الانتحارية التي تقتل الأبرياء وتوقع الضرر العام.

الموقف من مثل هذه الأعمال الإرهابية هو نفسه في الشريعة، سواء كان الضحايا من المسلمين أو غير المسلمين، وسواء كانت الأعمال ضد جهة أضعف أو أكثر قوة.

وفيما نشهد ممارسات تنظيم داعش الوحشية في الشرق الأوسط وهو يمزق الدول والمدن ويذبح الأبرياء، قد يكون من الصعب أن نصدق أننا نعيش في القرن الحادي والعشرين.

مشهد اللاجئين الخائفين وضحايا الأعمال الوحشية تذكر بجرائم الصليبيين والمغول.

وحشية هؤلاء المتشددين وقبلهم الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر، وعناصر بوكو حرام، والذين ارتكبوا مذبحة شارلي إيبدو في باريس مؤخرا، تثير القلق حاليا في شتى أنحاء العالم حول العلاقة بين الدين والعنف.