أبو جفين.. أحرام على بلابله الدوح؟!
الأحد - 18 مارس 2018
Sun - 18 Mar 2018
نرفض الوصاية، لكننا نمارسها، نطالب برفعها، لكن سريعا ما نجدها تجري في دمائنا، ونطالب بحرية التفكير والتعبير، وفي ذات الوقت ننادي الرقيب، ونستنجد به، بل ونعاتب غيابه، تناقضات لا نفهمها، مربكة ومخجلة ومستفزة.
ثوران محموم على مواقع التواصل استهدف المعرض الدولي للكتاب بالرياض، توالى خلاله نقد المحتوى قبل شراء الكتاب الأول، ووصمه بالتفاهة، استعر الهجوم على الوزارة وعلى الرقيب الذي يسمح للناس أن تعبر عن ذواتها، وتنادى القوم كبارا وصغارا على شاب صغير كل ذنبه أنه أحب تجربة الخوض في غمار التأليف، وأن يطبع كتابا من ماله الخاص، ويعرضه في «معرض» الكتاب، ولم يجبر أحدا على شرائه، هو وغيره من المؤلفين الناشئين.
ليس مبررا أن نرى مثقفين كبارا يسفون إلى درجة مريعة، ويوجهون سهام النقد الفوضوي على كتب لم يقرؤوها، فقط لأن مؤلفيها صغار، أو مشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي، تقبلهم الرأي العام بظرفهم ومرحهم، ومن قبل أن يسوموهم سوء النقد مؤلفين، ساموهم سوء النقد في حضورهم الفكاهي ورموهم بلقب «التفاهة»، ولا أدري حقيقة ما الفائدة المرجوة من قمع هذه الفئة المجتمعية.
لو تأملنا بعقلانية كل حقل من حقول الفنون والآداب، سنجده مليئا بالراكضين في مضاميره، ولو استقرأناه جيدا سنلاحظ التفاوت بينهم، وكأننا ننظر إلى رسم بياني له قمم وقيعان وبينهما الكثير من النتوءات، ولو تمثلنا بالشعر على مر الزمان، سنجد كل عصر يغص بآلاف الشعراء على اختلاف درجاتهم الفنية، وسنجد «مستشعرين» يحاولون الاصطفاف مع الشعراء، لكن الذائقة هي الفيصل، هي التي تضع الموهبة في مكانها الصحيح، وتسقط ما لا يتوافق مع معاييرها، وقس على ذلك في كل فن وكل أدب، وكل موهبة، فالذائقة محكومة بمعادلة قرآنية دقيقة «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».
أستغرب جدا الهجوم على الشاب «أبو جفين» وغيره من الشباب الحالمين، وأستغرب أن يكون شبابنا هدفا للهجوم دون مبررات ولا منطق علمي أو أخلاقي يسوغ الهجوم والنقد الفوضوي، ثم إذا غاب دورهم الفاعل، لاموا الشباب وألصقوا بهم كل نقيصة، فربما يغيب عن بعضهم أننا اليوم في زمن الشباب الفاعل الواعي، فبحكم علاقتي بهم طلابا ومواهب مبدعة، فإن تفاؤلي بهم يفوق الوصف، وفي أعماقي إيمان بأن «الفضاء يتسع للجميع»، حتى أولئك المتطفلين على المواهب، فتجاربهم وتطفلاتهم تدفعها الرغبة باكتشاف ذواتهم، فربما لم يكتشفوا بعد، وهم في طور البحث والتجريب في كل الحقول حتى يصلوا إلى قناعة بالحقل المناسب لقدراتهم وعطاءاتهم.
ختاما أشكر الصديق الإعلامي اللماح مفرح الشقيقي الذي فتح نافذة لأبي جفين، فسمعنا منطقه الواعي، فحديثه عن النقد بشقيه «الهادف والهدام» ينم عن وعيه وثقته بذاته، وكذلك لومه لبعض المثقفين الذين هاجموه دون حتى أن يقرؤوا كتابه، وأقول لهؤلاء لقد انزلقتم منزلقا لا يليق بكم، وأنتم تقرعون الآخرين على التعبير عن ذواتهم، بما يناسب أدواتهم ومرحلتهم العمرية والفكرية، فاعتذروا عما بدر منكم، ولا تتفهوا الناس ولا تحقروهم.
ثوران محموم على مواقع التواصل استهدف المعرض الدولي للكتاب بالرياض، توالى خلاله نقد المحتوى قبل شراء الكتاب الأول، ووصمه بالتفاهة، استعر الهجوم على الوزارة وعلى الرقيب الذي يسمح للناس أن تعبر عن ذواتها، وتنادى القوم كبارا وصغارا على شاب صغير كل ذنبه أنه أحب تجربة الخوض في غمار التأليف، وأن يطبع كتابا من ماله الخاص، ويعرضه في «معرض» الكتاب، ولم يجبر أحدا على شرائه، هو وغيره من المؤلفين الناشئين.
ليس مبررا أن نرى مثقفين كبارا يسفون إلى درجة مريعة، ويوجهون سهام النقد الفوضوي على كتب لم يقرؤوها، فقط لأن مؤلفيها صغار، أو مشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي، تقبلهم الرأي العام بظرفهم ومرحهم، ومن قبل أن يسوموهم سوء النقد مؤلفين، ساموهم سوء النقد في حضورهم الفكاهي ورموهم بلقب «التفاهة»، ولا أدري حقيقة ما الفائدة المرجوة من قمع هذه الفئة المجتمعية.
لو تأملنا بعقلانية كل حقل من حقول الفنون والآداب، سنجده مليئا بالراكضين في مضاميره، ولو استقرأناه جيدا سنلاحظ التفاوت بينهم، وكأننا ننظر إلى رسم بياني له قمم وقيعان وبينهما الكثير من النتوءات، ولو تمثلنا بالشعر على مر الزمان، سنجد كل عصر يغص بآلاف الشعراء على اختلاف درجاتهم الفنية، وسنجد «مستشعرين» يحاولون الاصطفاف مع الشعراء، لكن الذائقة هي الفيصل، هي التي تضع الموهبة في مكانها الصحيح، وتسقط ما لا يتوافق مع معاييرها، وقس على ذلك في كل فن وكل أدب، وكل موهبة، فالذائقة محكومة بمعادلة قرآنية دقيقة «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض».
أستغرب جدا الهجوم على الشاب «أبو جفين» وغيره من الشباب الحالمين، وأستغرب أن يكون شبابنا هدفا للهجوم دون مبررات ولا منطق علمي أو أخلاقي يسوغ الهجوم والنقد الفوضوي، ثم إذا غاب دورهم الفاعل، لاموا الشباب وألصقوا بهم كل نقيصة، فربما يغيب عن بعضهم أننا اليوم في زمن الشباب الفاعل الواعي، فبحكم علاقتي بهم طلابا ومواهب مبدعة، فإن تفاؤلي بهم يفوق الوصف، وفي أعماقي إيمان بأن «الفضاء يتسع للجميع»، حتى أولئك المتطفلين على المواهب، فتجاربهم وتطفلاتهم تدفعها الرغبة باكتشاف ذواتهم، فربما لم يكتشفوا بعد، وهم في طور البحث والتجريب في كل الحقول حتى يصلوا إلى قناعة بالحقل المناسب لقدراتهم وعطاءاتهم.
ختاما أشكر الصديق الإعلامي اللماح مفرح الشقيقي الذي فتح نافذة لأبي جفين، فسمعنا منطقه الواعي، فحديثه عن النقد بشقيه «الهادف والهدام» ينم عن وعيه وثقته بذاته، وكذلك لومه لبعض المثقفين الذين هاجموه دون حتى أن يقرؤوا كتابه، وأقول لهؤلاء لقد انزلقتم منزلقا لا يليق بكم، وأنتم تقرعون الآخرين على التعبير عن ذواتهم، بما يناسب أدواتهم ومرحلتهم العمرية والفكرية، فاعتذروا عما بدر منكم، ولا تتفهوا الناس ولا تحقروهم.