%90 من قادة العمل الخيري بالسعودية غير متفرغين

كشفت دراسة بحثية حديثة عن مركزية قرارات الجمعيات الخيرية بالسعودية، وهذا عائد إلى أن %90 من قادة العمل الخيري غير متفرغين، وهذا الأمر ينسحب على المديرين التنفيذيين في تلك المنظمات أيضا

كشفت دراسة بحثية حديثة عن مركزية قرارات الجمعيات الخيرية بالسعودية، وهذا عائد إلى أن %90 من قادة العمل الخيري غير متفرغين، وهذا الأمر ينسحب على المديرين التنفيذيين في تلك المنظمات أيضا

السبت - 28 فبراير 2015

Sat - 28 Feb 2015

كشفت دراسة بحثية حديثة عن مركزية قرارات الجمعيات الخيرية بالسعودية، وهذا عائد إلى أن %90 من قادة العمل الخيري غير متفرغين، وهذا الأمر ينسحب على المديرين التنفيذيين في تلك المنظمات أيضا.

رؤية استراتيجية
وأفاد خبير التنمية البشرية في العمل الخيري الدكتور محمد عاشور لـ"مكة" بأن الدراسة التي أجراها مركز العصر للدارسات على أكثر من 100 منظمة خيرية داخل السعودية، بالتعاون مع جهات خاصة بينت أن نحو %70 - 80 من القرارات في المؤسسات الخيرية السعودية مركزية، ولا تعطي صلاحيات.

وقال الدكتور عاشور: إن %60 من منظمات العمل الخيري في السعودية لا تمتلك رؤية استراتيجية، كما أن %90 من منظمات العمل الخيري ليس لديها معايير محكمة لأولوية البرامج التي تقدمها للمجتمع والتي يحتاجها أفراد المجتمع.

تشتيت الجهود
واحدة من أهم التحديات التي تواجه القطاع الخيري، هي قدرته على الانتقال من تشتت الجهود إلى التخصصية، وهنا أكد إمام وخطيب الحرم المكي رئيس مجلس إدارة جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية صالح آل طالب ضرورة التخصص، وذلك خلال حديثه عن تجربة جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية التي يرأس مجلس إدارتها، مبينا أن الجمعية تقوم بعمل متخصص ورائد في خدمة ضيوف الرحمن، ويتكامل دورها ويتعاضد مع كل المؤسسات الحكومية والخيرية، نظرا لما تحتاجه المرحلة من تجويد للأعمال والإتقان.

كسر الجمود
من جهتها، اعتبرت المديرة العامة لجمعية الشقائق الخيرية فاطمة خياط التخصص هو الخط الفاصل بين الإبداع والتقليدية، مؤكدة أهمية كسر الجمود في العمل الخيري من خلال مفاهيم التخصصية وقياس الأداء، ومن ثم التكاملية بين المؤسسات العاملة في القطاع الثالث خدمة للشرائح المستفيدة.

الشفافية للجميع
وأشارت خياط إلى أن من التحديات لدى المهتمين بالعمل الخيري هي قدرته على التفاعل الإيجابي مع المتبرع، بحيث تتجاوز أدواره في تلقي التبرع وإيصاله إلى التفاعلية منذ وصول المتبرع ومشاركته في مراحل إنجاز العمل حتى الوصول إلى المستفيد فتتشكل حلقة عطاء متكاملة، موضحة أن من حق عناصر العلاقة العمل تحت مظلة الشفافية والقدرة على الرقابة والتشارك، فالداعم بحاجة لمعرفة آليات العمل ومراحل الإنجاز حتى تحقيق أهدافه، والجهة الخيرية المنفذة بحاجة إلى شفافية الداعم بحيث يفصح عن أهدافه من الدعم ولأي المشاريع يفضل أن يتجه دعمه، بحيث يتم توظيف الدعم في المبادرات والأنشطة التي تحقق أهدافه، ولا ننسى أيضا أن متلقي الخدمة بحاجة إلى شفافية من الجهات الخيرية لمعرفة طبيعة الدعم الذي سيتلقاه وآلياته، وهنا تتكامل الحلقة لتكون الشفافية للجميع.

الارتقاء بالمحتاجين
وفي جانب الارتقاء بمعايير المستفيد واحتياجاته المتجددة تطرح التساؤلات عن مدى قدرة القطاع الخيري على تلبية احتياجات المستفيدين، وهنا أكد رئيس مجلس إدارة جمعية نماء الخيرية (المستودع الخيري سابقا) المهندس منصور صبري على كل المؤسسات والجمعيات الخيرية أهمية بذل جهد أكبر في تلبية احتياجات الشرائح المستفيدة وبلورة رؤية تنموية شاملة، وأن تتحول المؤسسية في القطاع الخيري الى رؤية ترتقي بشرائح المجتمع الأكثر احتياجا.

وأضاف: تمكنا وعلى مدى سنوات من تأهيل أفراد من ذوي الخبرات والتخصصات العلمية للارتقاء بالخدمات المقدمة، ومن هنا تمكنا من وضع استراتيجية لمكافحة الفقر تركز على معالجة الجذور النفسية والثقافية للمعضلة، وتؤسس لتدريب يبنى على مراعاة سوق العمل، ليكسب المحتاج مهارات تؤهله ليتحول من تلقي المساعدات إلى الاستقرار المالي، ومن الاحتياج إلى الإنتاج والمشاركة في نفع نفسه وأسرته، إضافة إلى اعتماد معايير جودة للأداء تسمح بالتقييم والتطوير بما يضمن تحقيق الأهداف.

الصورة الذهنية
بدوره، أشار المستشار الإعلامي أنور العسيري إلى إشكالية الصورة الذهنية التي ترسخت لدى شرائح كثيرة حول العمل الخيري وطبيعة أدائه وآليات عمله، باعتبارها ناقصة أو مشوشة في الغالب، مما يعني وجود أهمية قصوى لاستدراك هذا التحول ليتواكب المجتمع ومؤسساته الخيرية في إبراز حقيقة الدور الذي تقوم به الجمعيات من خلال استراتيجيات تستند على دراسات، وتتعامل مع فنون العمل الإعلامي وشرائح المستهدفين بلغة فنية عالية، وبحرفية وأدوات تتجاوز به حالات التشويه التي تتعرض لها.

غياب المتخصصين
وأوضح العسيري أن واحدة من الإشكاليات التي تعيق تشكل الصورة الحقيقية لهذا القطاع وتدفع بإنجازاته هو غياب المتخصصين من الإعلاميين في هذا القطاع، واعتماد كثير من الجمعيات الخيرية على طرق تقليدية في صياغة البيانات الصحافية، وضعف القدرة على التواصل مع وسائل الإعلام، ورغم أن سبب هذا الخلل عدم الإيمان بأهمية الإعلام، إلا أنه تغير في المرحلة الحالية، وهو ما يتطلب معه إدراك لطبيعة التعامل مع وسائل الاتصالات الجماهيري، من أجل تكامل نهضوي يؤسس لبيئة عمل خيري يمكن من خلاله خدمة مجتمعنا والعالم.