دية شرعية وإبعاد ينهيان خصومة بنجران

 

 

السبت - 03 يناير 2015

Sat - 03 Jan 2015



ضرب صلح قبلي بين أسرة واحدة في منطقة نجران أمس، أروع الأمثلة في العفو والصفح الجميل بعيدا عن المبالغة في المطالب المالية والمتاجرة بالرقاب، وذلك عندما اكتفى أهل المجني عليه بمبلغ الدية الشرعية المقرر من الدولة ومقداره 500 ألف ريال، وإجلاء الجاني عن المنطقة بدلا من تعجيز أسرته ماليا.

وتعود تفاصيل القضية إلى عام 1430 وتحديدا في السابع من محرم، عندما أقدم الجاني أحمد بن محمد داشل على قتل ابن عمه حسين بن أحمد داشل إثر خلاف بسيط نشب بينهما وتطور إلى جريمة قتل، وبعد أن أودع الجاني إلى شعبة سجن نجران العام، بدأت جهود اللجنة التنفيذية للإصلاح والعفو التابعة لإمارة منطقة نجران في مفاوضات الصلح خلال خمس سنوات مضت، حتى تمكن رئيسها حسين بن عايض آل حمد وأعضاؤها محمد بن مشبب آل دايل وعلي بن نمران الحارثي وصالح بن يحيى الكنفري وتركي بن محمد المكرمي، من إقناع ذوي الدم بقبول المنصد القبلي والنزول عند حكمهم مهما كان كبيرا أو صغيرا، وأقيم الصلح صباح أمس في حي الفهد بنجران، حيث أقبلت أسرة الجاني تردد زاملا معبرا يقول:يا سلامي عدد من زار بيت الله يا بني عمنا يا أطلق محازمنانلتوا العز عند الله وخلق الله راية العز والبيضاء لكم تبنى ثم بدأ محمد بن مشبب بالدعاء أن يحفظ هذا البلد الطاهر وقيادته الرشيدة ويديم عليها نعمة الأمن والأمان، وقال: قد حدث ما حدث بين أخوين أبناء عمومة وخادم الحرمين الشريفين وأمير المنطقة يباركان دائما كل الجهود التي تبذل لإصلاح ذات البين، ثم أكد بعد ذلك رئيس لجنة العفو حسين بن عايض آل حمد أن هذا الصلح عقد بمباركة كريمة من وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف وأمير منطقة نجران جلوي بن عبدالعزيز لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.

من جانبه أكد عضو اللجنة علي بن نمران الحارثي نزول الجميع الآن تحت حكم أحمد بن صالح آل داشل والد المجني عليه مقبلين بقعودين وعشرة خرفان، وعن أسرة المجني عليه رحب محمد أحمد آل داشل بالحضور وطلب من كافة رجال خولان الاجتماع للتشاور وبعدها أقبل ابن عم المجني عليه علي صالح آل داشل وشقيق المجني عليه صالح أحمد آل داشل وقرآ الحكم التالي:الدية الشرعية المقررة من الدولة ومقدارها 500 ألف ريال.

إجلاء الجاني من نجران إلى داخل مدينة الرياض وأن لا يتعدى العلامات التالية: من جهة الخرج مدخل النقطة الرسمية لمدخل الرياض، من جهة القصيم كبري حريملاء، من جهة المنطقة الشرقية كبري رماح، من جهة المنطقة الغربية طريق جدة الطائف «النقطة المسماة بالجدية» الواقعة عند الجبل المشقوق المطل على المزاحمية، على أن يخرج من سجن نجران إلى الرياض مباشرة ولا يدخل إلى أهله في حي الجربة ونجران بأكملها.

كما جاء في الحكم أيضا طلب صك وكالة رسمية من زوجة المجني عليه وهي شقيقة الجاني، توكل بموجبها شقيق المجني عليه صالح بن أحمد لاستلام راتب التقاعد الخاص بها وبولدها بصفة مستمرة، بالإضافة إلى حلف اليمين من والد الجاني وأولاده، وبعد أن أقسموا بالله العظيم أنهم لم يعلموا أو يخططوا أو يرتبوا لقتل المجني عليه، وأنهم لم يجبروا ابنتهم زوجة المجني عليه للتنازل عن أخيها «الجاني»، تم توقيع وثيقة بالصلح ثم رفعت الرايات البيضاء فرحا بالصفح الجميل عن المدعو أحمد محمد بن حسن آل داشل.