رحلة شتاء سكان عسير متعة ملطخة بالدماء

الرحلة التي يقوم بها سكان عسير في فصل الشتاء نزولا لسهول تهامة عسير بحثا عن الدفء، تمر في كل عام بذات التفاصيل المؤلمة، فلا يكاد ينتهي موسم برد يمر على المنطقة حتى يوارى الثرى العديد من أبناء المنطقة كضحايا للحوادث المرورية التي تسجلها عقبتا ضلع وشعار، اللتان تعدان شريان الحياة الرابط بين سراة المنطقة وتهامتها.

مسار ضيق

تعد عقبة ضلع الشريان النابض في منطقة عسير والناقل الأول الذي يربط منطقتي عسير وجازان والمناطق الساحلية التي يؤمها سكان عسير في مثل هذه الأيام بحثا عن أجواء دافئة يقضون فيها أوقاتهم، ولأن عقبة ضلع الرابطة بين عسير وجازان عبارة عن مسار ضيق ينحدر من قمم الجبال إلى أودية تهامة فإنها تشهد العديد من الحوادث المميتة التي يذهب ضحيتها أبرياء في كل عام، نتيجة حوادث السيارات المتكررة فيها.

المواطن محمد عسيري أحد من اكتووا بنار تلك الحوادث، إذ يؤكد أنه فقد شقيقه في حادث تصادم مروع فيها ذهب ضحيته شقيقه واثنان آخران معه.

وأفاد حامد القحطاني أن عقبة ضلع في موسم الشتاء تتحول إلى شبح يقتات على أرواح الناس ويحصد الضحايا بالعشرات وبلا هوادة، قائلا: كنا نتوقع أن تحظى عقبة ضلع بمشروع توسعة يحل هذه الإشكالية الكبيرة في المنطقة، إلا أن تصريح وزير النقل السابق الدكتور جبارة الصريصري الذي أفاد أنه لن تتم توسعة الطريق بسبب وعورته وصعوبته، أدى لإحباطنا والشعور بأن المعاناة لن تنتهي.

ضعف الرقابة

ويعزو عبدالله عبود كثرة الحوادث في عقبة ضلع، إلى عدم وجود رقابة مرورية كافية لضبط مؤشر السرعة على الطريق والمخالفات المروية التي تكثر عليه، مشيرا إلى أن وجود عربات ساهر لا يكفي في ظل عدم مبالاة بعض قائدي المركبات من مستخدمي الطريق الذين يسيرون بسرعة جنونية عليه رغم الكثافة المرورية التي يشهدها، ومن أمن العقوبة أساء الأدب، وعلى إدارة مرور عسير الوقوف بحزم في وجه المتهورين على الطريق ومحاسبتهم دون هوادة لأنهم مستهترون يتلاعبون بأرواحهم وأرواح الآخرين.

لا يوجد بديل

وأكد سعيد شبعان أن البديل لعقبة ضلع معدوم في المنطقة، لأنها أقرب الطرق لمنطقة جازان ولسهول تهامة القريبة التي يؤمها الناس بهدف النزهة في فصل الشتاء، وكذلك هي بوابة عسير باتجاه الشاطئ والسواحل التي تستقطب المتنزهين من كل حدب وصوب، خصوصا أن الإجازة قادمة وستشهد هذه الطريق كثافة مرورية عالية، تحتاج إلى تضافر الجهود للحد من هذه الحوادث المروعة.

شاحنات النقل تعد عقبة شعار الشريان الآخر للمنطقة الذي يضيق بالشاحنات وسيارات النقل الثقيل، ويربط سراة عسير بمحافظة محايل والمحافظات الأخرى على امتداد الطريق باتجاه الساحل ويحظى بكثافة مرورية عالية وحوادث قاتلة بسبب هذه الكثافة.

وما زالت مطالب السكان بتوسعة هذه الطريق على طاولة إدارة النقل بالمنطقة التي أكدت عبر «مكة» أن هناك عقبة قضى الرديفة لعقبة شعار وهي في مرحلة الدراسة حاليا، وستكون عقبة ناقلة تخفف الضغط على هذه الطريق وتحل العديد من إشكالاتها.

تواجد مروري

من جهته فند متحدث مرور عسير المقدم محمد عسيري الادعاء بأن عقبتي ضلع وشعار لا تحظيان برقابة مرورية، لا سيما في هذه الأيام من كل عام، مؤكدا في حديثه أن الرقابة المرورية على هذين الطريقين على أشدها وإدارة مرور عسير تستشعر حجم أهمية هاتين العقبتين وما تمثلانه من أهمية في النقل في المنطقة، وبالتالي فالرقابة موجودة، وهناك نقاط تفتيش ودوريات تنتشر على الطريق على مدى 24 ساعة، بالإضافة إلى مضاعفة سيارات الرصد الآلي «ساهر»، في العقبتين بهدف رفع مستوى الرقابة المرورية هناك.

أخطاء بشرية

وعن كثرة لحوادث قال العسيري إن معظم الحوادث المرورية في عقبتي ضلع وشعار ناجمة عن أخطاء بشرية من قائدي المركبات، إما نتيجة سرعة زائدة أو تجاوز خاطئ وهو الغالب في كثير من الحوادث.

وأضاف: نحن حريصون على تطبيق العقوبات بحق كل من يخالف أنظمة المرور ويتسبب في إلحاق الأذى بسالكي الطريق، ودوريات المرور في المنطقة بالمرصاد لكل من يخالف الأنظمة واللوائح المرورية.