أربعوا على أنفسكم

حين يكون الإسلام والمسلمون محلا للتهمة والخوف لدى الغربيين أو الشرقيين فهذا شأنهم وليس شأننا نحن، فمن أراد أن يرى الأمور بمنظاره ويدخلها تحت معياره فلن تملك له من الله شيئا، قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)،

حين يكون الإسلام والمسلمون محلا للتهمة والخوف لدى الغربيين أو الشرقيين فهذا شأنهم وليس شأننا نحن، فمن أراد أن يرى الأمور بمنظاره ويدخلها تحت معياره فلن تملك له من الله شيئا، قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)،

الاثنين - 01 ديسمبر 2014

Mon - 01 Dec 2014



حين يكون الإسلام والمسلمون محلا للتهمة والخوف لدى الغربيين أو الشرقيين فهذا شأنهم وليس شأننا نحن، فمن أراد أن يرى الأمور بمنظاره ويدخلها تحت معياره فلن تملك له من الله شيئا، قال تعالى (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، ولذلك فنحن لا نطمع ولن نطمع من القوم في إنصاف أو تجرد تام عام فهذا لم يكن يوما ولن يكون أبدا، فأربعوا على أنفسكم يا من أجهدتم أنفسكم في موضوع تحسين صورة الإسلام والمسلمين لدى هذه الأمم، وحسبكم أن تمثلوا مبادئ دينكم ومنهجه بكل ما فيه من الجمال والكمال ليقبل إليه الباحث عن الحق وليعرض سواه ممن لا يريد سوى رؤية نماذج محددة ربما تكون قد أخطأت أو غلت أو فرطت أو اجتهدت اجتهادا خاصا بها وليست تمثل الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من كل وجه. 

إن إبراز جوانب محددة دون غيرها من واقع المسلمين ذات علاقة بوقائع وظروف معينة لها سياقاتها الخاصة وأسبابها الموضوعية والتأريخية وإدخالها في منظومة متكاملة من حملات التشويه والكذب ونقلها لتكون علما وشعارا لأمة هي اليوم تمثل ربع البشرية المعاصرة تقريبا ليس إلا جزءا من الحرب الخفية التي تتكئ على موروث ديني قديم وعلى أحقاد واستعلاء استعماري تسلطي، كما أنها تحكي تخوفا حقيقيا من انتشار الإسلام الحق وشيوعه ومزاحمته للقوم في بلدانهم ومجتمعاتهم الفارغة والبعيدة عن إشباع الحاجات الروحية الملحة للناس.

ولا شك أن فهم هذا السياق المهيمن على الخطاب التشويهي للإسلام وطبيعته المنحازة الحاقدة سيوفر جهودا كبيرة لا جدوى منها لتقريب هذا المقابل أو إيضاح الأمر له إذ ليست علته الجهل والبعد، ولكن الجهد النوعي الكبير في إظهار محاسن الإسلام وأثر الأمة الإسلامية على البشرية مع تحييد واقع بعض البلدان الإسلامية ما أمكن سيكون هو الرد الأمثل في مواجهة هؤلاء دون حاجة للوقوف في أكثر الأوقات في موقع المتهم المدافع عن نفسه، بل إن العمل الجاد في هذا السياق يقتضي إبراز الدور الغربي في تغييب النموذج الإسلامي الحقيقي عن ساحة التأثير في واقع الدول التي تحكم الشعوب المسلمة وكيف عمل عن طريق الاستعمار المباشر وغير المباشر على محاربة النوازع الإسلامية لدى الشعوب المسلمة ودفعها للوقوع في دائرة الصراعات والتخلف الحضاري المادي وما زال يمنعها بكل ما أوتي من قوة من الخروج من هذه الحالة.

لا شك الإسلام غالب ومنهجه لا غنى لأحد عنه ولن تعوقه هذه الحروب الممتدة عبر الساحات الزمنية والجغرافية وكل ما ينبغي لنا هو أن نؤمن بهذه الحقيقة ونجتهد في أن نحظى بشرف المشاركة في تحقيقها.