ما وراء التصعيد الإسرائيلي في غزة

تثير تهديدات إسرائيل المستمرة منذ نحو أسبوع بسحق قطاع غزة، تساؤلات عديدة لجهة جدية هذه التهديدات وتوقيتها وتداعياتها اللاحقة

تثير تهديدات إسرائيل المستمرة منذ نحو أسبوع بسحق قطاع غزة، تساؤلات عديدة لجهة جدية هذه التهديدات وتوقيتها وتداعياتها اللاحقة

السبت - 01 فبراير 2014

Sat - 01 Feb 2014



تثير تهديدات إسرائيل المستمرة منذ نحو أسبوع بسحق قطاع غزة، تساؤلات عديدة لجهة جدية هذه التهديدات وتوقيتها وتداعياتها اللاحقة

فقد أعلنت سلطات الاحتلال أن الهدف الرئيس سيكون وقف إطلاق الصواريخ الفلسطينية من القطاع باتجاه مستوطناتها وحماية مواطنيها، ولكن الشاهد أن الاحتلال ينفس عن حالات احتقان داخلية وخلافات بشأن سير المفاوضات مع اقتراب تقديم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لإطار الاتفاق المقترح تمهيدا للانخراط في قضايا الحل النهائي

ولكن من المؤكد أن ذاكرة الاحتلال لم تنس أن عمليات المقاومة لم تتوقف حتى بالتزامن مع انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ولا توجد أي مؤشرات على أن فصائل المقاومة الفلسطينية ستوقفها

ويبدو واضحا أن للعمليات العسكرية، التي تنفذها إسرائيل منذ عدة أيام في غزة، أجندة وأهدافا غير مرئية، خلافا لما أعلن عنه، على الرغم من أنه يبدو للمراقب العادي أن الهدف الرئيس للعملية هو كسر إرادة المواطنين من خلال قتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير الممتلكات ومشاريع البنية التحتية

ولكن حتى هدف تركيع الفلسطينيين لن ينجح، فأهل القطاع والضفة الغربية أعلنوا متضامنين استمرار المقاومة رغم تصاعد أعداد الشهداء خلال الأيام الماضية وارتفاع أعداد المصابين

لقد فشلت الآلة العسكرية الإسرائيلية خلال عملياتها في غزة طيلة السنوات الماضية في تحقيق أي من أهدافها المعلنة وغير المعلنة

وما يجري من تصعيد في القطاع لن يؤدي إلا إلى دفن ملف المفاوضات في ركام الأنقاض التي تحدثها غارات الاحتلال

وبالنظر إلى نتائج تلك العمليات، فإن إسرائيل ينطبق عليها المثل «كالمنبت لا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى»، إذ إن التداعيات التي ستلي هذه العمليات ربما تغلق باب التسوية السياسية نهائيا، على الأقل في المستقبل المنظور، خاصة إذا نفذت إسرائيل تهديداتها باستهداف رموز حماس والاستمرار في قتل المدنيين

وفي الوقت نفسه يمثل صمت المجتمع الدولي تجاه ممارسات المستوطنين المتصاعدة منذ عدة أيام في كافة أنحاء الأراضي المحتلة، وخاصة في محيط مدينتي القدس المحتلة والخليل، وغضه الطرف عن ما يجري من عمليات وحشية بحق الفلسطينيين، تواطؤا على الجرائم الوحشية التي ترتكب بحق الأبرياء العزل

ويقول واقع الحال إن المجتمع الدولي عجز عن توفير الحماية للمدنيين ولم يبق إلا أن يتحول طرفاً متضامنا مع الاحتلال

ففي هذا الوقت، تحديدا، تواصل السلطات الإسرائيلية عملياتها الاستيطانية في القدس الشرقية تأكيدا لإعلاناتها المتكررة بأنها ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في ظل أي اتفاق سلام

ومن ثم فإن ما يقوم به المستوطنون ليس عملا عشوائياً، وإنما هو مخطط مدروس بتواطؤ من الجيش الإسرائيلي والكثير من الدوائر الرسمية والحزبية الإسرائيلية

المجتمع الدولي وعلى رأسه أمريكا، الراعي الرسمي للسلام، مطالب بتسجيل موقف واضح حيال ما يجري للمدنيين الأبرياء وهم يواجهون الاحتلال بكل صلفه وآلته العسكرية

كما أن المطلوب إجبار إسرائيل على تنفيذ تعهداتها التي قطعتها أمام شركاء السلام والعودة لمسار التفاوض والكف عن قتل الفلسطينيين وحصارهم، ووقف الاستيطان