الخط العربي وتحديات التقنية

يقول العرب قديما الخط لسان اليد، فقد ارتبط إتقانه بعلو المكانة والمعرفة، إلى جانب علاقته الوثيقة بكتابة آيات الله، واليوم تتباين الآراء بين الخطاطين والمهتمين به كفن حول تأثير التقنيات الجديدة عليه سلبا أو إيجابا، فيرى بعضهم أن بصمة الخطاط تظهر في مخطوطاته بمفهوم لا يقتصر على الحبر فقط، بل إن الاستعانة بالتقنيات الحديثة يجعلها أداة لإكمال العمل على أتم وجه

يقول العرب قديما الخط لسان اليد، فقد ارتبط إتقانه بعلو المكانة والمعرفة، إلى جانب علاقته الوثيقة بكتابة آيات الله، واليوم تتباين الآراء بين الخطاطين والمهتمين به كفن حول تأثير التقنيات الجديدة عليه سلبا أو إيجابا، فيرى بعضهم أن بصمة الخطاط تظهر في مخطوطاته بمفهوم لا يقتصر على الحبر فقط، بل إن الاستعانة بالتقنيات الحديثة يجعلها أداة لإكمال العمل على أتم وجه

الاحد - 23 نوفمبر 2014

Sun - 23 Nov 2014



يقول العرب قديما الخط لسان اليد، فقد ارتبط إتقانه بعلو المكانة والمعرفة، إلى جانب علاقته الوثيقة بكتابة آيات الله، واليوم تتباين الآراء بين الخطاطين والمهتمين به كفن حول تأثير التقنيات الجديدة عليه سلبا أو إيجابا، فيرى بعضهم أن بصمة الخطاط تظهر في مخطوطاته بمفهوم لا يقتصر على الحبر فقط، بل إن الاستعانة بالتقنيات الحديثة يجعلها أداة لإكمال العمل على أتم وجه.



التقنية بديل أم أداة



اتحدت الثقافة بالفن في الخط العربي، فأصبح من وسائل المعرفة بحسب ما يرى الخطاط راجا بهادر، ويقول في حديثه لـ«مكة»: لهذا الفن قيمة جمالية تسحر العين مثله مثل أي فن آخر، فله منزلة رفيعة في التراث الحضاري، ولم ينقرض أي فن من الفنون رغم التطور الهائل للتقنية، فهي قد تقدم لنا الدقة العالية في العمل لكن الإحساس الموجود في الفنون اليدوية والذي يتذوقه المتلقي لا يمنحك إياه إلا العمل البشري، لذلك لن يفقد الخطاط قيمته، فضلًا عن الارتباط الوثيق بين الخط العربي والقرآن الكريم الذي كان ولا يزال يخط بأنامل، فقد حفظه الله في صدور الحفاظ بواسطة أسطر الخطاطين، لن تأخذ التقنية مكانته الكُلّيه».

ويؤكد الخطاط عبدالرحمن الشاهد على أن التقنيات رفعت من قيمة الخطاط، فهي تساعده على إضافة اللمسات الجمالية، في حين اعتبرت الرسامة والخطاطة بيان باربود أن جمال الخط هبة وتفرد عن الباقين، ولكن هذا لا يعني تجاهل التقنيات التي تساهم في إخراج العمل بأساليب جديدة تكون أقرب إلى متلقي هذا العصر، وعن تجربتها الشخصية تقول «لا أحبذ استخدام الخطوط الجاهزة الجامدة فهي تفتقد الكثير من الجمال، وتخلو من روح الخطاط الذي يباشر الكتابة على الورق دون أي وسائط، وهذا من وجهة نظري يُحدث فرقا».



جرافيتي عربي



وعن دمج الجرافيتي بالخط العربي يقول بهادر «هناك فوارق جوهرية تميز الحرف العربي الموزون عن الحرف الجرافيتي الحر الذي يعتمد على الرسم أكثر من الكتابة، برأيي الجرافيتي فن مستقل بذاته وخصائصه ومواضع استخداماته، هو فن له عشاقه وشريحة تتذوق جمالياته، فالفن رسالة بكل أنواعه».

من جهته طالب الشاهد بدعم الموهوبين في هذا الفن الحديث ودعوتهم إلى استخدام الحرف العربي، بدلاً عن اللاتيني، ويوضح «يمكن تنمية موهبتهم بطريقة تخدم فكرنا ولغتنا كفنانين مسلمين، ونأتي بالخطاطين ليعلموهم الخط العربي ليدمجوه مع هذا الفن، بدل أن يكتبوا بحروف ليست من هويتهم وغير مفهومة للجميع».

وأشارت الخطاطة سارة الكتبي إلى أن الجرافيتي فن مستقل يستهوي الشباب، ونظمت له في الفترة الأخيرة دورات ومسابقات بحيث أضافوا له الخط العربي وكانت نتائجه جميلة ومبدعة، وفي المقابل ازداد الوعي بتعلم فن الخط العربي عن طريق التكنولوجيا.



«تفتقر خطوط الكمبيوتر الجامدة لكثير من عناصر الإبداع والمرونة التي يحتاجها الخطاط كي يبدع، فقد بدأ يستفيد من برامج التصميم في مراحل مع بعد الكتابة، في تنظيف الحرف وربما حتى في إضافة بعض اللمسات الجمالية أو الفنية، لكن الاعتماد الكلي لم يحصل بعد. إضافة إلى أن هناك برامج كتابية تتضمن حروفا هي في الأصل حروف يدوية لخطاطين كبار، والاعتماد عليها يحتاج لمعرفة قواعد الخط حتى تضع الحروف في مواضعها الصحيحة على السطر. لكن أنا ضد الاعتماد الكلي على الأجهزة والاستغناء عن الكتابة اليدوية».

راجا بهادر