صهاريج صرف صحي تلوث نوارية مكة

في جولة لعدسة «مكة» وبعيدا عن أنظار الجهات الرقابية المعنية، رصدت شاحنات شفط مياه الصرف الصحي بمدينة مكة المكرمة، تتعمد اختصار الوقت وطول المسافة وبذل الجهد بتفريغ حمولاتها من مياه الصرف الصحي داخل المرافق الحيوية والخدمية من حدائق عامة وملاعب وأماكن ترفيه خصصتها أمانة العاصمة المقدسة للترويح عن القاطنين، وتحتضن أبناء وأطفال حي الطيب بمخطط النوارية.

وتساءل أهالي مخطط النوارية عن دور شركة المياه الوطنية في متابعة تلك الشركات العاملة بهذا المجال وإنزال الغرامات والعقوبات بحقهم جراء مخالفتها للأنظمة المنصوص عليها بصورة صريحة جراء عدم إفراغ حمولة المياه بمنطقة العكيشية المخصصة لذلك.

الوقت من ذهب

وقال سائق إحدى شاحنات الصرف الصحي، محمود المصري: نقوم بشفط مياه الصرف الصحي من منازل المواطنين الذين تواصلوا معنا بعد أن فاضت خزانات مياه المجاري إثر هطول الأمطار قبل عدة أيام.

وأضاف: لاختصار الوقت نعمد لإفراغ حمولاتنا من المياه الآسنة داخل تلك المساحات الخالية، والانتقال بسرعة لموقع آخر بهدف تخفيف الروائح الكريهة المنبعثة، ودخول وخروج الأهالي من مساكنهم، وجميع الشاحنات تفرغ حمولتها هنا.

وأكد عدم وجود ضرر في ذلك جراء سرعة شرب هذا الموقع للمياه الآسنة خلال أيام، وأنه عبد مأمور ليس له حيلة بالأوامر الصادرة إليه.

من جهته قال المهندس المسؤول عن عمال الشركة القائمة بالأعمال - فضل عدم ذكر اسمه - : يستغرق انتقال الشاحنات من النورية لمكب مياه الصرف الصحي بالعكيشية نحو خمس ساعات، وهذا يجعل عملنا بطيئا في الشفط وإفراغ الحمولة والانتقال لمكان آخر، مما يؤخرنا.

وأضاف أن عدد الشاحنات المتوفرة قليل، وكميات المياه كبيرة جدا جراء هطول الأمطار الأخيرة على مكة، ومخطط النوارية بكامله ليس له بنية تحتية لشبكة الصرف الصحي ولا يوجد وقت كاف لذلك.

الأرض الفضاء

واستغرب الأهالي مما تقوم به الشاحنات من إفراغ حمولتها قريبا من منازلهم، وأبان علي المالكي أن الروائح الصادرة من الحدائق العامة لا تطاق ورغم كثرة الشكاوى من الأهالي منها لا توجد استجابة وحلول عاجلة للمشكلة.

وأفاد علي المغربي أن ما تقوم به الشاحنات يندرج تحت الإهمال القائم جراء عدم إكمال تشييد تلك المرافق العامة لخدمة الأهالي، وتركها بدون الاهتمام بها أو إكمال الأعمال بداخلها من إقامة الحدائق والملاعب.

لا وجود لشبكات الصرف الصحي

فيما عبر الأهالي عن استيائهم لعدم الاستجابة للدعوات المتكررة بسرعة إقامة شبكات الصرف الصحي التي تعد من الأولويات لقاطني أحياء النوارية، وأكد المغربي أن المنازل غرقت لعدم وجود شبكات الصرف الصحي، وكون المنطقة تقع وسط الجبال، وهي معرضة لشتى أنواع المخاطر، وناشد الجهات المعنية بضرورة مراعاة معاناتهم المتكررة من عدم توفيرها حتى الوقت الحالي.

المياه تستقبل البلاغات

إلى ذلك أوضح المنسق الإعلامي لشركة المياه الوطنية إبراهيم خضير، أنه في حال رصد صهريج الصرف الصحي يفرغ المياه داخل أرض فضاء، يجب الإبلاغ عنه، وسيتم فورا تطبيق النظام بحقه ومحاسبته.

وقال: نؤكد أنه سيتم التوصل إلى الصهريج المخالف وتطبيق العقوبات المقررة عليه لعدم تكرار ذلك.