علوم الرجال!

الأشهر التي تشهد أجواء جميلة في أغلب مناطق المملكة قليلة وباقي أيام العام يقضيها السعوديون يشتكون من الغبار والحرارة والرطوبة أو كل ذلك مجتمعاً، ولله سبحانه في ذلك حكمة لا يعلمها إلا هو، ربما كان ذلك رحمة بالحياة وبالكائنات الحية والأشجار والدواب وهوام الأرض، فالسعودي يقضي أغلب السنة في بيات «صيفي» في منزله ـ المستأجر غالباً ـ أو في استراحته ـ المستأجرة بكل تأكيد ـ، يفتي في كل شؤون العالم وينتقد مرشحي الانتخابات في أقطار المعمورة ويدلي برأيه السياسي في قضايا ما وراء المحيطات، لكنه ما إن يعتدل الجو حتى ينقض على البيئة من حوله فيفتك بها، فيقلع الأشجار ويدمر الغابات ويفسد كل ما يمكن أن تصله يده، ويقتل كل كائن يمكن أن يراه يتحرك فكل كائن حي موجود في محيطه هو طريدة يجب أن يأكلها..

شاهدت صوراً لكميات من الحطب تكفي لتغيير مناخ القطب الشمالي، كلها محتطبة من صحاري بلادي المقفرة، ورغم كل الحديث عن تجريم الاحتطاب والصيد الجائرين إلا أنه كأي حديث عن تجريم أي شيء آخر، مجرد قوانين لرفع العتب، ومن باب أن نقول للآخرين إن لدينا قوانين لحماية البيئة حين نلتقيهم في المؤتمرات والندوات التي تتعلق بالبيئة!

وعلى أي حال..

فلنستمتع بالأجواء الجميلة، ولننطلق إلى البراري والقفار نأكل الأخضر واليابس، ولنستمتع بالكشتات و»علوم الرجال»..

وبالمناسبة فعلوم الرجال هذه التي يتكلم عنها الرجال حين يكشتون هي «الطبخ والنفخ وعمل الشاي والقهوة والسوالف وحش خلق الله» وهي كما تلاحظون أمور تفعلها النساء طوال أيام العام دون حاجة للهياط والاستعداد المبالغ فيه!