مليار متر مكعب مياه يهدر سنويا في بحار وصحاري السعودية

على الرغم من المبالغ الطائلة التي تنفقها الدولة على معالجة مياه الصرف لتقليل الضغط على المياه الجوفية، إلا أنك ستصدم عندما تعرف أن مليار متر مكعب من تلك المياه تسلك طريقها هدرا إلى بحار وأودية السعودية سنويا، ويستفاد فقط بـ15% تقريباـ بحسب مصدر رسمي تحدث لـ"مكة"ـ وأوضح المصدر أن 60% من مياه الشبكة يعود على شكل صرف صحي ويعالج معظمه بالدرجة الثلاثية، حيث تعالج 3.4 ملايين متر مكعب يوميا من خلال 81 محطة، ويمكن استخدامه لإنتاج نحو 150 ألف هكتار من القمح أو الشعير، أي ما يعادل مليون طن سنويا تسهم في تنوع المنتجات الزراعية وتنشيط سوق العمل

من جانبه أشار عضو مجلس الشورى الدكتور علي الطخيس إلى أن المياه المهدرة قد تغذي المياه الجوفية السطحية، وما يستخدم في الشرب فهو من المياه الجوفية التي تتراوح أعماقها بين 500م و 1700 متر

وبناء على أمر سام فإن المياه المعالجة ثلاثيا تستخدم زراعيا دون قيد أو شرط، فيما تصلح المعالجة ثنائيا للزراعة غير الورقية "زراعة مقيدة"

وأضاف "إذا تحولت المياه المهدرة إلى الزراعة فستغذي مساحات شاسعة سواء كان الري بالتنقيط كما في النخيل والبيوت المحمية أو بالرشاشات المحورية، ما يعني أن الإنتاج الزراعي المحلي قابل للنمو بدرجة كبيرة

وأرجع الطخيس عدم الاستفادة من تلك المياه إلى عدم ربط مشاريع وزارتي الزراعة والمياه والكهرباء، حيث لا يوجد تواصل فعال بينهما، وهو ما يجعل وزارة المياه تفكر تفكيرا ماديا بحتا حيث تبيع ما يستخدم من المياه المعالجة للأغراض الصناعية أو لتبريد المولدات وغيرها من الأمور، وبدورها فوزارة الزراعة لم تتحرك وتضع في ميزانياتها مشاريع للاستفادة من المياه المعالجة لتنمية المناطق الزراعية في مكة والمدينة وعسير و والرياض، حيث توجد كميات كبير من تلك المياه فيها"

يذكر أنه بحسب التقديرات الرقمية لعام 2030 سيصل عدد سكان السعودية 42 مليون نسمة، أي أن مياه الصرف الصحي ستبلغ يوميا 6 ملايين متر مكعب، ما يعني أن إعادة استخدامها بعد معالجتها سينتج 2190 مليون متر مكعب في السنة، وذلك ما يعادل استهلاك القطاع الزراعي كاملا قبل 1980، وكثير من الدول التي يكون استهلاكها زراعيا كاملا أقل من هذه الكمية