تسليح عشائر العراق ضرورة ملحة

وجدت العشائر السنية في العراق نفسها في وضع لا تحسد عليه، إذ سعت بإمكاناتها المحدودة لسد الفراغ الأمني الذي خلفه تقهقر الجيش العراقي من مناطق عديدة أمام زحف مقاتلي داعش خلال الفترة الماضية، فيما تلكأت سلطات بغداد في الاستجابة للطلبات العديدة من العشائر بضرورة تسليحها.

وجدت العشائر السنية في العراق نفسها في وضع لا تحسد عليه، إذ سعت بإمكاناتها المحدودة لسد الفراغ الأمني الذي خلفه تقهقر الجيش العراقي من مناطق عديدة أمام زحف مقاتلي داعش خلال الفترة الماضية، فيما تلكأت سلطات بغداد في الاستجابة للطلبات العديدة من العشائر بضرورة تسليحها.

الاثنين - 10 نوفمبر 2014

Mon - 10 Nov 2014



وجدت العشائر السنية في العراق نفسها في وضع لا تحسد عليه، إذ سعت بإمكاناتها المحدودة لسد الفراغ الأمني الذي خلفه تقهقر الجيش العراقي من مناطق عديدة أمام زحف مقاتلي داعش خلال الفترة الماضية، فيما تلكأت سلطات بغداد في الاستجابة للطلبات العديدة من العشائر بضرورة تسليحها. لقد دفعت العشائر ثمنا باهظا لقتالها المتطرفين الذين نفذوا أخيرا عمليات قتل جماعية بحق عشيرة البونمر التي حملت السلاح ضد داعش، وذلك لبث الخوف في نفوس أفرادها لكي لا تساند قوات الحكومة.

إن تسليح مقاتلي عشيرة البونمر والعشائر الأخرى في مختلف محافظات العراق كان ولا يزال أمرا ملحا، إذ إن معظمها لا يزال محاصرا من قبل المسلحين من دون استجابة عاجلة من الحكومة رغم الوعود العديدة التي تلقاها وجهاء تلك العشائر، بل إن المخاطر التي تتربص بتلك العشائر ليس مصدرها داعش وحده وإنما الخطر الأكبر تمثله مليشيات الشيعة التي تساند الجيش في عملياته، لا سيما في الأنبار. ولقد دفعت الانتهاكات الكثيرة التي وقعت بحق العشائر من قبل المليشيات الشيعية، أكبر مرجع شيعي في البلاد، وهو علي السيستاني، أخيرا إلى تحذير المليشيات بعدم التعرض لإخوانهم، وأن المساس بأموالهم وأعراضهم أمر محرم.

عمليات القتل وعدم قدرة الحكومة على منعها أو دعم العشائر لتفاديها، تلقي بظلال كثيفة على جهود بغداد للإفادة من مقاتلي العشائر في مواجهة داعش الذي تعد مناطق سيطرته ذات غالبية سنية. فالسلطات العراقية تأمل في أن تشارك العشائر إلى جانب قواتها في قتال المسلحين في مناطق سيطرتهم، والحيلولة دون استحواذهم على مناطق أخرى. ولكن هيهات، فما جرى لعشيرة البونمر قد يعرقل هذا المسعى. وفي كافة الظروف فإن ما وقع لأفراد البونمر سيعقد بالتأكيد جهود بغداد وواشنطن لاستقطاب عشائر أخرى إلى القتال ضد داعش. إن دور العشائر أساسي في قتال الإرهابيين، لذلك يجب توفير الدعم لها قبل فوات الأوان، سواء من حكومة بغداد أو من التحالف، وذلك لتمكينها من الاستمرار في قتال المتطرفين.