مخاوف من التحرك المصري في ليبيا

محاولة مصر التدخل عسكريا في ليبيا لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي فجرت خلافات عربية، وكشفت تباينات دولية حول هذه الخطوة، باعتبار أن هذا التدخل قد يخلق واقعا جديدا ربما يجر البلاد إلى حافة الحرب الأهلية، بل قد تتحول إلى حرب بالوكالة كما هو الحال في سوريا والعراق

محاولة مصر التدخل عسكريا في ليبيا لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي فجرت خلافات عربية، وكشفت تباينات دولية حول هذه الخطوة، باعتبار أن هذا التدخل قد يخلق واقعا جديدا ربما يجر البلاد إلى حافة الحرب الأهلية، بل قد تتحول إلى حرب بالوكالة كما هو الحال في سوريا والعراق

الاثنين - 23 فبراير 2015

Mon - 23 Feb 2015



محاولة مصر التدخل عسكريا في ليبيا لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي فجرت خلافات عربية، وكشفت تباينات دولية حول هذه الخطوة، باعتبار أن هذا التدخل قد يخلق واقعا جديدا ربما يجر البلاد إلى حافة الحرب الأهلية، بل قد تتحول إلى حرب بالوكالة كما هو الحال في سوريا والعراق.

التحفظ القطري الذي أيدته كل من تونس والجزائر فجر من جديد الخلافات بين الدولتين، بل صاحبته خطوات دبلوماسية تصعيدية أعادت العلاقات بين الدولتين إلى مربع الصفر.

وفي الواقع كانت الرؤية الدولية للصراع في ليبيا تتوافق على ضرورة إيجاد حل سلمي للأزمة خشية الانزلاق في حرب قد تضر دول الجوار الست، أو دول جنوب المتوسط الذي يئن من قوارب المهاجرين غير الشرعيين، والمفخخة بمئات من الإرهابيين المحتملين.

وأكد الرئيس السيسي على أن القوات المسلحة تعمل فقط على تأمين حدود مصر، وأن الجيش لا يقوم بغزو أو مهاجمة أحد، وما قام به من غارات في العمق الليبي ضد داعش كان ردا على مقتل المصريين بأيدي التنظيم المتطرف.

كلمة الغزو التي أوردها السيسي في حديثه للشعب أمس الأول، كانت رد فعل طبيعي على المخاوف التي أبدتها دول عدة تجاه الخطوة المصرية، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا اللتين شددتا على أهمية دفع المتخاصمين لمائدة الحوار والخروج بحل سلمي للأزمة، مع اعترافهما المطلق بخطورة التنظيمات الإرهابية التي ظهرت أخيرا وفي مقدمتها تنظيم داعش في ولاية درنة، وهو أمر أدركته باريس مبكرا وحذرت من أن خطر الإرهاب الليبي اقترب من أبواب أوروبا بعد ظهور داعش بها.

احتواء الإرهاب الليبي يأتي في المرتبة الثانية بعد المصالح النفطية للشركات البترولية الكبرى العاملة بليبيا، وهي سبب رئيسي جعل واشنطن ترفض في السبعينات من القرن الماضي (1977) تدخل الجيش المصري في ليبيا للرد على العمليات الإرهابية التي نفذتها جماعات تابعة لنظام القذافي في القاهرة آنذاك، واكتفت واشنطن بالسماح للطيران المصري بالإغارة على مواقع ليبية في طرابلس بينها مقر العقيد القذافي، على الرغم من تحرك قوات الجيش المصري إلى الحدود الليبية.

السيطرة على منابع النفط ومصالح الدول الكبرى في ليبيا خط أحمر يحول دون التدخل العسكري أيا كان صاحبه أو الهدف منه.