النصيحة البرونزية للمدراء الجدد

الجمعة - 02 فبراير 2018

Fri - 02 Feb 2018

عندما تختار أو يحدد لك في مسارك المهني المجال الإداري كمستقبل وظيفي، ستكون يوما ما مديرا لأول مرة. هذا الأمر شيء جميل ورائع في حياتك العملية ويعتبر أحد أهم خطواتك لتحقيق المستقبل العملي المأمول. في حالة أنك خطوت هذه الخطوة أو بمعنى آخر للتو أصبحت مديرا على مجموعة من الموظفين، قل عددهم أو كثر، حاول أن تتعلم من دروس من سبقك لهذه الخطوة. هذا المقال قد يهمك كثيرا! لماذا؟ لأن كثيرا من الأخطاء تتكرر من المدراء الناشئين مرات كثيرة سواء كان هذا المدير من الصين أو من البرازيل أو حتى من وسط أدغال أفريقيا أو سهول التبت. هذا الخطأ سنذكره عن طريق قصة واقعية حدثت بالفعل.

يقول أحدهم أعطيت الفرصة لأكون مديرا لأول مرة خلال موسم الإجازات الصيفية. كنت يافعا ومتفوقا على زملائي بمؤهلاتي العلمية وكفاءتي المهنية، على الرغم من أن البعض كان أكبر مني سنا وأكثر خبرة ميدانية. أحدهم لم يتقبلني منذ انضمامي إليهم وكانت له محاولات عدة لعرقلتي وظيفيا من أجل الحفاظ على مكتسباته وعدم فقد حظوته لدى المدراء والشعور بالأمن الوظيفي. يواصل حكايته ويقول بعد أن أوكلت إلي المهمة، أصبحت أعامله باستعلاء وآمره كثيرا بإسناد عدة مهمات بل وأدقق على إنتاجيته من باب التضييق عليه. حاولت تسوية الأمور العالقة بيننا بطريقتي متكئا على السلطة التي وفرها لي منصبي الجديد. عند انتهاء المهمة جاءني توبيخ من المدير العام وشرح لي خطئي بناء على شكوى الموظف. قال لي بني من أهم أمور القيادة أن تعتني بموظفيك وأن تستوعب الاختلافات وذلك بعدم تشخيص قراراتك مهما حدث من الموظف. تقرب من موظفيك، فالمدير هو من في حاجة الموظف وليس العكس. أهميتهم كأهمية الأجنحة بالنسبة للطائر اليافع. الطائر الذي لا يملك أجنحة قوية، لا يطير ويبقى دائما في الأرض يراوح مكانه.

أنت لا تستطيع الترقي والصعود الوظيفي عموديا إن لم يكن لديك سواعد وأعضاء تساندك في مهامك. بالتأكيد، أنت لا تريد أن تنمو أفقيا فقط. يقول المتحدث، بعد هذا الدرس وهذه أعتبرها النصيحة البرونزية منه، حيث أنار مساري المهني بعدة نصائح أخرى منها الذهبي

والفضي، تداركت أموري وحققت نجاحا إداريا باهرا.

في المقابل نجد جون سي. ماكسويل في كتابه الأكثر شهرة في مجال القيادة «21 قانونا لا تقبل الجدل في القيادة» يقول» إن التأثير على الآخرين من أهم القوانين التي يجب أن يتصف بها القائد. إن لم تستطع أن يكون لك تأثير إيجابي إلى درجة أن موظفيك من الممكن أن يبادروا ويتطوعوا بالقيام بمهمات من ذوات أنفسهم فعليك مراجعة نفسك والعمل على تطوير مهارة التأثير».

إذن، لا يمكنك الاعتماد فقط على المنصب كما قال ستانلي هافتي «ليس المنصب هو الذي يصنع القائد وإنما القائد هو الذي يصنع المنصب».

ختاما، توفير البيئة الملائمة للموظف وجعل العلاقة معه احترافية تحكمها قيم المؤسسة كفيلان بأن يجعلاه يشعر بأهميته وأنه جزء أساسي من المنظومة. هذا الأمان النفسي يضمن لك أيها المدير الولاء الوظيفي ومن ثم الارتقاء بالأداء المهني مما يعود بالفائدة على الجميع.