أحمد صالح حلبي

أين متابعة المشاريع؟

الأربعاء - 31 يناير 2018

Wed - 31 Jan 2018

قبل سنوات كانت هناك لوحات إيضاحية للمشاريع الحكومية الجاري تنفيذها، يدون بها اسم الجهة المنفذة، واسم المشروع، والاستشاري، والمقاول، ومدة التنفيذ، والتكلفة، وتعريف عن المشروع.

وكان الهدف من وضع مثل هذه اللوحات الإيضاحية، إشعار المواطن بخضوع المشروع للمراقبة الدائمة، ومنحه الفرصة للتواصل مع الجهة المنفذة وإبلاغها عن أي قصور أو تأخير في التنفيذ.

ومع مضي الأيام وتتابع الشهور وتعاقب السنين، أصبح غياب هذه اللوحات واضحا، فلم يعد لها وجود في الكثير من المواقع، ولم نعد نرى سوى عمليات هدم وتكسير للشوارع والطرقات، ولوحات تحذيرية تطالب بتهدئة السرعة، وأخرى توضح تحول المسار يمينا أو يسارا، دون أن نعرف ما هذا المشروع أو ذاك، ولا لأي جهة يتبع ولا موعد الانتهاء منه.

وفي ظل انفتاح المشاريع وعمليات الهدم والإزالة التي شهدتها مكة المكرمة، أصبحنا نرى مباني تزال وتتحول مواقعها إلى مواقف للسيارات أو طرقات ترابية، كما هو الحال في حي القشلة والمنصور وغيرهما، في منظر لا يليق بمكانة مكة المكرمة، وما تناله من اهتمام وعناية من قبل القيادة.

وهنا نسأل عن دور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، خاصة وأن أهدافها حددت في «مكافحة الفساد المالي والإداري بشتى صوره ومظاهره وأساليبه»، و»التحري عن أوجه الفساد المالي والإداري في عقود الأشغال العامة وعقود التشغيل والصيانة وغيرها من العقود المتعلقة بالشأن العام ومصالح المواطنين..»، فأين هي عن مثل هذه المشاريع؟

ومتى نرى أن تنفيذ أي مشروع حكومي يتم بعد وضع الدراسات والخطط، وبرامج عمل يحدد بدء العمل والانتهاء منه، والنتائج المتوقعة من تنفيذه، لا أن نرى شوارع مليئة بالمطبات ومواقع ترابية وسط مكة المكرمة.

ويبقى الحاضر البارز دوما حفريات هنا، وتحويلات هناك لأسابيع وشهور بالشوارع الرئيسية والفرعية دون أي متابعة من قبل الجهة المنفذة، أو الجهات الرقابية؟

ومتى يأتي اليوم الذي نرى فيه أن تنفيذ المشاريع يسير بشكل جيد ولصالح المواطنين دون الإضرار بهم؟

ومتى يدرك الجميع أن هدف الدولة من تنفيذ المشاريع التطويرية توفير الخدمات الجيدة للمواطنين، وأن الوقوف على السلبيات والحديث عنها لا يستهدف الإساءة لشخص أو لجهة بقدر ما ينقل معاناة ويطرح تساؤلات يبحث عنها المواطنون، فالتغني عن البرامج الطموحة والخدمات الراقية، يصعب تحقيقه في ظل غياب العمل الجاد، والمتابعة الحازمة، وتكرار عبارة مستوى عال، وعمل مميز، ونتائج باهرة في الأداء، شعارات لم يعد لها وجود، والدليل ما نراه في مشاريع الأمانة، وأبرزها تقاطع الستين الذي مضى عليه سنوات دون أي عمل سوى وضع الحواجز وغلق الشوارع، ومشروع كوبري النورية ذو المسار الواحد.

[email protected]