إلى أميري مكة، والمدينة: (الإخلاء) قبل التعويض لا يجوز يا (وزارة المالية)!

إذا أردت أن تبيع منزلك الذي تسكن فيه أنت وعائلتك فماذا تفعل؟ الطبيعي أن تبحث عن أفضل سعر للبيع، ثم تؤمن سكنا للعائلة تنتقل إليه بعد البيع، ثم تذهب مع المشتري - الذي عاين المنزل ودفع عربونا يؤكد به رغبته في الشراء - إلى المحكمة فتفرغ له وتتسلم الثمن فورا، ثم تخلي المنزل، وينتهي الأمر

إذا أردت أن تبيع منزلك الذي تسكن فيه أنت وعائلتك فماذا تفعل؟ الطبيعي أن تبحث عن أفضل سعر للبيع، ثم تؤمن سكنا للعائلة تنتقل إليه بعد البيع، ثم تذهب مع المشتري - الذي عاين المنزل ودفع عربونا يؤكد به رغبته في الشراء - إلى المحكمة فتفرغ له وتتسلم الثمن فورا، ثم تخلي المنزل، وينتهي الأمر

الجمعة - 31 أكتوبر 2014

Fri - 31 Oct 2014



إذا أردت أن تبيع منزلك الذي تسكن فيه أنت وعائلتك فماذا تفعل؟ الطبيعي أن تبحث عن أفضل سعر للبيع، ثم تؤمن سكنا للعائلة تنتقل إليه بعد البيع، ثم تذهب مع المشتري - الذي عاين المنزل ودفع عربونا يؤكد به رغبته في الشراء - إلى المحكمة فتفرغ له وتتسلم الثمن فورا، ثم تخلي المنزل، وينتهي الأمر.

وزارة المالية عند نزع ملكيات الناس، وهم مستجيبون على كره مراعاة للمصلحة العامة، تقول لهم: لا أدفع لكم قيمة التعويض إلا بعد الإخلاء، وبعد أن نتسلم أملاككم ونهدمها، ثم راجعونا!!.

ملاك العقارات في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، رفضوا هذا الأسلوب، لأنهم عايشوا تجارب سابقة لآخرين ظلوا شهورا وربما سنوات يطاردون تعويضاتهم، ولأنهم - أو أغلبهم خاصة في المدينة المنورة - لا يملكون ولا يستطيعون - تأمين مساكن بديلة، ثم إن المنطق والعقل وقبلهما الشرع - وهو في صفهم - يقول: ادفع الثمن العادل المستحق، وتسلم العين، لكن لأن الوزارة أقوى فقد قطعت عنهم الكهرباء، وقالت: أخلوا منازلكم ثم راجعونا لاستلام التعويض، فلماذا طالما التعويض متوفر ومعتمد، لا تدفعين للناس يا وزارة المالية ثم سيخلون فورا؟

إن حجة ضرورة الإسراع في بدء تنفيذ مشروعات التوسعة الكبرى، لا تمنح الوزارة الحق في أن تتعسف في حقوق وحاجات الناس، فأساليب التثمين العادل سهلة وميسورة وممكنة وبسرعة، واستكمال الإجراءات النظامية لا أحد يعترض عليه أو يماطل فيه، ومبالغ التعويضات معتمدة ومرصودة كما هو معلن، فلماذا لا تصرف للملاك قبل إجبارهم على تسليم أملاكهم، ليستطيعوا تدبر أمور حياتهم، هل من العدل في شيء أن يغادر الناس منازلهم إلى العراء، وفوق ذلك لا يتسلمون تعويضاتهم إلا فيما بعد، و(فيما بعد) هذه، لا يدري أحد كم الزمن الذي ستتمدد عليه، هل هو أسابيع أو شهور أو سنوات؟

إنني أرجو أن يتدخل أميرا منطقتي مكة المكرمة (الأمير مشعل بن عبدالله)، والمدينة المنورة (الأمير فيصل بن سلمان)، فيحاولا إقناع وزارة المالية بأن تصرف تعويضات الناس، وهما بحكم صلاحياتهما في قيادة المنطقتين يتعهدان بإخلاء وتسليم المساكن فور استلام التعويضات، فإن لم تقتنع، فليشرحا الأمر لمقام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - والجميع على ثقة مطلقة في عدله، فلا يمكن أن يظلم أحد في مملكة الإنسانية، وإجبار الناس على إخلاء مساكنهم قبل صرف حقوقهم العادلة أمر فيه إجحاف لا يجوز أن يحدث، وأي نظام يقضي بذلك ليس قرآنا!!.