إلى أين تتجه تركيا.. العزلة أم الاندماج؟

عشرة أيام تفصل بين تصريح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 13 أكتوبر بأن «الذين يشاركون في الضربات الجوية في الشرق الأوسط، لا يسعون للسلام، بل للنفط»، وبين اتهام نائب وزير الخزانة الأمريكي ديفيد كوهين تركيا ببيع النفط الذي تقوم بسرقته داعش، وذلك في مداخلته يوم 23 أكتوبر 2014 أمام مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي

عشرة أيام تفصل بين تصريح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 13 أكتوبر بأن «الذين يشاركون في الضربات الجوية في الشرق الأوسط، لا يسعون للسلام، بل للنفط»، وبين اتهام نائب وزير الخزانة الأمريكي ديفيد كوهين تركيا ببيع النفط الذي تقوم بسرقته داعش، وذلك في مداخلته يوم 23 أكتوبر 2014 أمام مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي

الثلاثاء - 28 أكتوبر 2014

Tue - 28 Oct 2014



عشرة أيام تفصل بين تصريح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في 13 أكتوبر بأن «الذين يشاركون في الضربات الجوية في الشرق الأوسط، لا يسعون للسلام، بل للنفط»، وبين اتهام نائب وزير الخزانة الأمريكي ديفيد كوهين تركيا ببيع النفط الذي تقوم بسرقته داعش، وذلك في مداخلته يوم 23 أكتوبر 2014 أمام مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي.

وهذه هي المرة الثانية التي تتهم فيها واشنطن حليفتها تركيا بذات التهمة، ففي الثاني من أكتوبر وأثناء مؤتمر في جامعة هارفارد، تعمد نائب الرئيس جو بايدن (الذي اعتذر للجميع لاحقا) توجيه اتهام مماثل لكل من تركيا والأكراد وبعض دول الجوار بتقديم دعم غير مباشر لداعش.

ويستدعي هذا الوضع عدة تساؤلات: هل من قبيل الصدفة أن تسقط القوات الأمريكية أسلحة من الجو قرب كوباني حيث تحاصر داعش الأكراد السوريين ولو على سبيل الخطأ واحد في المليون؟!وهل من باب الصدف أيضا أن يكون «معسكر العثمانية» في جنوب تركيا بالقرب من كبرى القواعد التابعة لسلاح الجو الأمريكي في الأراضي التركية، ومن مجرى نقاط تقاطع خطوط أنابيب الغاز الآتية من العراق ومن آسيا الوسطى والتي تصب حمولتها في ميناء جيهان على البحر المتوسط.

إن العلاقات التركية الأمريكية تتجه لمزيد من التدهور ولم يتفق البلدان على أي نقاط مشتركة ملموسة للتحالف ضد الإرهاب حتى الآن سوى تدريب المعارضة السورية.

واشنطن تشكك في مواقف تركيا التي تشكك هي أيضا بدورها في نوايا الغرب عموما الذي صوت في الأمم المتحدة ضد عضوية تركيا غير الدائمة في مجلس الأمن، لذلك فإن اتهامها بدعم الإرهابيين هو نوع من الضغط حتى تنفذ مطالبها بالنسبة للأكراد في عين العرب، فضلا عن «نقل وبيع النفط المسروق في السوق العالمية، الذي تستولي عليه داعش خاصة من مدن الرقة ودير الزور والموصل وصلاح الدين والأنبار وغيرها، هو (تحصيل حاصل)» واتهام سيتجدد باستمرار.

لقد سعت الولايات المتحدة مؤخرا لفرض عقوبات على من يشتري النفط المسروق الذي يوفر لداعش 3 ملايين دولار يوميا ويتسبب بخسارة للعراق مليارات الدولارات.

لقد أكد نائب وزير الخزانة الأمريكي ديفيد كوهين أن داعش يقوم ببيع النفط لأكراد في العراق يعاودون بيعه في تركيا.

لقد أفرزت التطورات الأخيرة لا سيما مع تبلور توجه إقليمي بقيادة السعودية والولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب وضعا جديدا.

فتركيا بمفردها لا تتمتع بهذا النفوذ الكبير الذي تصوره الآخرون لفترة! وبالتالي ليس أمامها سوى أن تنعزل أو تندمج في التحالف الدولي سريعا، لا سيما أن تطور الأوضاع في المنطقة قد يهدد أمنها القومي ما لم تتغير سياستها.