نووي إيران وجولات التسويف

جولة المفاوضات الجديدة التي انطلقت أمس الأول بين طهران ودول (5+1) حول برنامج إيران النووي، على مستوى نواب وزراء الخارجية في جنيف، لا تعدو كونها جولة تسويف جديدة، إذ انتهت المهلة المحددة للمفاوضات دون التوصل لاتفاق نهائي

جولة المفاوضات الجديدة التي انطلقت أمس الأول بين طهران ودول (5+1) حول برنامج إيران النووي، على مستوى نواب وزراء الخارجية في جنيف، لا تعدو كونها جولة تسويف جديدة، إذ انتهت المهلة المحددة للمفاوضات دون التوصل لاتفاق نهائي

الخميس - 18 ديسمبر 2014

Thu - 18 Dec 2014

جولة المفاوضات الجديدة التي انطلقت أمس الأول بين طهران ودول (5+1) حول برنامج إيران النووي، على مستوى نواب وزراء الخارجية في جنيف، لا تعدو كونها جولة تسويف جديدة، إذ انتهت المهلة المحددة للمفاوضات دون التوصل لاتفاق نهائي.
إن إعلان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن أن الغرب سيعيد تقييم كيفية الاستمرار بعملية المفاوضات من جديد، في حال عدم التوصل إلى اتفاق سياسي حول الموضوعات الرئيسة خلال 4 أشهر، يعكس طبيعة ما يجري، إذ لا تلوح في الأفق أي علامة على أن إيران تريد فعلا إقفال هذا الملف؛ رغم الإغراءات وحزمة الحوافز التي قدمت لها.
إن الغرب الذي فاوض إيران في جنيف سابقا على حزمة من الحوافز الاقتصادية مقابل التخلي عن طموحاتها النووية، ألقى بالكرة في ملعب طهران، ولكنه لم يجن سوى مزيد من المراوغة.
وعلى الرغم من وجود ملفات شائكة بين الطرفين إلا أن الفرصة لإدارة حوار جاد وشفاف في المرحلة السابقة كانت كبيرة قبل أن تبددها طهران بمزيد من التعنت ووضع العراقيل في جلسات التفاوض المضنية.
داخليا، تواجه النخبة الإيرانية تباينا في المواقف بين تيارها المحافظ الذي يريد أن يصل بالمواجهة مع الغرب إلى نهايتها، والجناح الإصلاحي الذي يطالب بإبداء مرونة مع العرض الأوروبي، بحيث لا تتخلى طهران نهائيا عن برنامجها النووي، وفي نفس الوقت تقطع على الغرب طريق التصعيد من خلال تثبيت أن برنامجها لا يستهدف أبدا إنتاج سلاح نووي، وأن البرنامج برمته يستهدف تحقيق أهداف تنموية واقتصادية.
ومثل هذا التجاذب بين القوى السياسية الداخلية يضعف من دون شك خروج طهران بموقف موحد ومتسق تدافع عنه أمام المجتمع الدولي وتسوقه لحلفائها وجيرانها الأقربين.
من مصلحة طهران التعامل بالمرونة المطلوبة مع المجتمع الدولي لأن هذه الجولة تأتي في وقت وصلت فيه المفاوضات إلى مفترق طرق، ومن ثم فإن الفرصة مواتية الآن لإثبات حسن نيتها وطمأنة المجتمع الدولي بشأن مشاريعها النووية.