اضطرابات نهاية العام الاقتصادية

في نهاية 2014، يبدو أن الاقتصاد العالمي يريد أن يلفت الأنظار بطريقته بعد حدوث أمور عدة. الأمر الأول يتعلق باحتمال تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة من خلال

في نهاية 2014، يبدو أن الاقتصاد العالمي يريد أن يلفت الأنظار بطريقته بعد حدوث أمور عدة. الأمر الأول يتعلق باحتمال تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة من خلال

الخميس - 01 يناير 2015

Thu - 01 Jan 2015



في نهاية 2014، يبدو أن الاقتصاد العالمي يريد أن يلفت الأنظار بطريقته بعد حدوث أمور عدة. الأمر الأول يتعلق باحتمال تشديد السياسة النقدية في الولايات المتحدة من خلال رفع معدل الأموال في النظام الاحتياطي الفيدرالي في العام المقبل استجابة لقوة الاقتصاد الأمريكي. نتيجة لذلك، عادت الأموال إلى الولايات المتحدة من شتى أنحاء العالم، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع قيمة الدولار مقابل كثير من العملات الأخرى. بعض الاقتصادات الضعيفة ربما تكون قد واجهت متاعب كبيرة. تدفق رأس المال إلى الخارج قد يؤثر على حسابات الاستثمار في ميزان المدفوعات، الأمر الذي يضغط على قيمة عملات هذه الدول أكثر مقابل الدولار. لحسن الحظ، صرحت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة جانيت يلين أن الاحتياطي قد يصبر قليلا على رفع المعدلات. هذا التصريح خفف الصدمة في الوقت الحاضر.

ثانيا، في مناطق مختلفة، تسبب انخفاض أسعار النفط باضطرابات في الاقتصادات التي تعتمد على النفط، خاصة روسيا. البنك المركزي الروسي يتوقع أن يتقلص إجمالي الناتج المحلي بنسبة تصل إلى 5% في العام المقبل إذا لم تتحسن أسعار النفط. بعد انخفاض الصادرات، انخفضت قيمة الروبل بشكل حاد مقابل الدولار. للرد على ذلك، رفع البنك المركزي الروسي معدل الفائدة من 10.5% إلى 17% أملا في أن يساعد ذلك على وقف انخفاض قيمة الروبل.

الصين واليابان لديهما مشاكلهما الخاصة. النمو الاقتصادي في الصين من المتوقع أن يتباطأ إلى 7.1% في 2015 بدلا من 7.4% الذي كان متوقعا سابقا. السبب في هذا هو تراجع نمو الصادرات وسط التباطؤ الاقتصادي العالمي. أما اليابان فلا تزال مهددة بركود اقتصادي ولم ينته رئيس وزرائها المنتخب من الإصلاحات الهيكلية لإعادة النمو الاقتصادي إلى مساره.

هذه الظواهر، رغم أنها تحدث في مناطق مختلفة من العالم، إلا أنها تشكل نفس المخاطر للاقتصادات الناشئة بسبب ترابط الاقتصاد العالمي وتأثير المزاج العالمي على الأسواق المحلية. هذا يعني أن الاقتصادات الناشئة ستدخل 2015 وأمامها الكثير من العمل. ارتفاع معدلات التمويل الفيدرالية في العام المقبل سيشكل موجة أخرى من المخاطر للاقتصادات الناشئة. وكذلك فإن انخفاض أسعار النفط ووضع الاقتصادات التي تعتمد على النفط، خاصة روسيا، قد ينشر مزاجا سيئا بين الاقتصادات الناشئة الأخرى، وهذا قد يسبب تدفقا جديدا لرأس المال إلى الخارج وانخفاض جديد في قيمة العملات. لذلك على الاقتصادات الناشئة، وخاصة الاقتصادات الهشة، أن تتنبه أكثر إلى هذه المخاطر وتعزز الظروف الاقتصادية الهيكلية لديها.علاوة على ذلك، من المتوقع أن الاقتصاد العالمي سينمو ببطء في العام المقبل. وسط هذه المخاطر المحتملة، قد يستفيد بعض الاقتصادات الناشئة من انخفاض سعر النفط لأنه سيعطيهم بعض الحرية المالية والقدرة على تقليص ميزان التجارة.

في النهاية يمكن القول إن اقتصادات السوق الناشئة سترحب بالعام الجديد بحذر بسبب بعض المخاطر المتوقع حدوثها خلال هذا العام. لكن هذه الاقتصادات شهدت سنوات أكثر صعوبة، وهناك فرصة أن يكون أداؤها أفضل من 2014.