دور الأسر في نجاح الأبناء

الجمعة - 19 يناير 2018

Fri - 19 Jan 2018

الأسرة هي اللبنة الأولى والأساسية في بناء المجتمع، وبكنفها ينشأ الأبناء والأحفاد، وتنقل لهم القيم والسلوكيات المرغوب بها خلال مراحل التكوين الجسمي والعقلي في سنوات العمر المبكرة جدا، ومع مضي سنوات العمر الأولى يتم إكسابهم بعض ثقافة مجتمعهم من خلال الأطراف المؤثرة في شخصية الأفراد كالمؤسسات التعليمية والمساجد ووسائل الإعلام والصداقات خارج منظومة الأسرة، وللتعليم النظامي الأثر الكبير في التطور المعرفي والفكري للنشء، فعند بلوغ أبناء المجتمع سن التعليم يتوجهون لمقرات تحصيل المعرفة وتنمية الأذهان واكتساب الأفكار في دور العلم المتنوعة، والتي يتم فيها بذل المحاولات المتكررة والجادة لإثراء الطلاب والطالبات بمختلف أنواع العلوم من خلال مناهج تم إعدادها لتتوافق مع قيم وميول ومتطلبات المجتمع بكافة أطيافه، حتى وإن كان هناك تباين في بعض جوانب ثقافته نتيجة التأثير المباشر للبيئة على الإنسان وتكوينه الثقافي والاجتماعي، ولا يمكن عزل تأثير الطبيعة البيئية على نشوء الأفراد وتأثرهم ببعض الاتجاهات والسير وفق منهاج مشاهد ومتابع نال من تأثر واهتمام الفرد، وحاول الاستفادة منه وانطبع على شخصيته، ولاحظته أسرته والمحيطون به من المعلمين والأصدقاء، وفي أثناء التواجد اليومي للطلاب والطالبات في مقرات التعليم يتم تزويدهم بالمعارف والمهارات المفيدة، وتتاح لهم فرصة ممارسة الأنشطة وفقا لميولهم وإشباعا لحاجاتهم، وبعد قضاء ساعات اليوم الدراسي يتوجه النشء إلى منازلهم والمكوث مع أسرهم المنوط بها دور فعال ومؤثر في استكمال دور المدرسة، ومتابعة الأبناء في درجة تحصيلهم العلمي وجودة سلوكياتهم داخل الأسرة وخارجها وتقديم النصائح والإرشادات من الأسرة والقرب من الأبناء وممارسة الحوار الهادف والحر معهم، وتفهم طبيعة مراحلهم العمرية ومتطلباتها ومحاولة التغلب على العوائق والصعوبات التي تقف في طريقهم، والقضاء على أسباب الصراعات التي قد يواجهونها في محيطهم المجتمعي والمدرسي، ومتابعة مستوى تحصيلهم منزليا ومدرسيا، والتواصل غير المنقطع مع المدرسة، والاستجابة لأي نداء من معلمي المدرسة خلال أيام الدراسة وعدم تأجيل الحضور للمدرسة عند ضرورة ذلك، ومناقشة أي تدن في تحصيل محتوى المقررات الدراسية، وأي تغير طارئ وغير مرغوب يتضح على مظهر الطالب أو الطالبة، ومناقشة سبب ممارسته لبعض السلوكيات غير الجيدة متى ما ظهرت مباشرة حتى لا تنمو معه ويصعب تعديلها، وبالتالي قد يمارسها مستقبلا مع من يتواجد بالقرب منهم، وتأدية الأسر لواجباتها تجاه الأبناء يحقق النجاح المتفوق لهم خلال دراستهم؛ لأنه من المستحيل أن يكتمل ويتحقق حسن السلوك والتفوق العلمي في ضوء غياب الدور المؤثر والجوهري للأسرة.

الأكثر قراءة

جميلة عادل فته

رجال الأمن.. رجال