أدلة غير كافية تحير العلماء حول مخاطر السجائر الالكترونية

تعد السجائر الالكترونية من أكثر الأجهزة المثيرة للجدل التي اختلف حولها باحثو الصحة العامة العاملون في مجال مكافحة التبغ، فالبعض رأى أنها تبشر باقتلاع سلوك تسبب في وفاة 100 مليون شخص في القرن العشرين، بينما يخشى آخرون أنها ترسخ هذه العادة، وتهدر عقودا طويلة من الجهد المبذول في محاربتها

تعد السجائر الالكترونية من أكثر الأجهزة المثيرة للجدل التي اختلف حولها باحثو الصحة العامة العاملون في مجال مكافحة التبغ، فالبعض رأى أنها تبشر باقتلاع سلوك تسبب في وفاة 100 مليون شخص في القرن العشرين، بينما يخشى آخرون أنها ترسخ هذه العادة، وتهدر عقودا طويلة من الجهد المبذول في محاربتها

الأربعاء - 08 أكتوبر 2014

Wed - 08 Oct 2014



تعد السجائر الالكترونية من أكثر الأجهزة المثيرة للجدل التي اختلف حولها باحثو الصحة العامة العاملون في مجال مكافحة التبغ، فالبعض رأى أنها تبشر باقتلاع سلوك تسبب في وفاة 100 مليون شخص في القرن العشرين، بينما يخشى آخرون أنها ترسخ هذه العادة، وتهدر عقودا طويلة من الجهد المبذول في محاربتها.





تسويق تجاري



وبحسب عدد أكتوبر من مجلة نيتشر الطبعة العربية التي تصدر بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، فإن السجائر الالكترونية أو الأجهزة التي صممت لتجعل التدخين بلا دخان موجودة منذ أعوام، لكن أغلبها إما فشل في كسب أي انتشار، أو ظل محدودا في استخدامه، كأجهزة استنشاق النيكوتين، بناء على إرشادات الطبيب، ويرجع الفضل في تطوير السيجارة الالكترونية الحديثة منذ عشر سنوات مضت تقريبا إلى مخترع صيني، اسمه هون ليك، وقامت الشركة التي يعمل فيها بتسويق اختراعه على نطاق تجاري، حيث شهد منافسة من عدة منتجات مماثلة.





فريقان متعارضان



يقول الطبيب والباحث في التبغ بجامعة بوسطن، كلية الصحة العامة، بولاية ماساتشوستس مايكل سيجل «تسببت هذه السجائر الالكترونية في انقسامات حادة بين المنخرطين في مكافحة التبغ، لدينا الآن فريقان متعارضان تماما، دون أي أرضية مشتركة».

يفتقر الفريقان إلى أدلة كافية تعزز موقف أي منهما، وحتى عندما تظهر الدراسات، فإنها تشعل في الغالب جدلا عنيفا، ولم تعد مواكبة المنتجات التي تتدفق من المصانع الصينية مهمة قاصرة على الباحثين فحسب، فشركات التبغ التقليدية تحاول حجز مقعد لها في السوق الوليدة، بينما لا تزال الجهات التشريعية متعثرة في تحديد الإجراءات التي ينبغي أن تتخذها حيال هذه التغيرات.

بعض الدول، مثل سنغافورة والبرازيل، حظرت السجائر الالكترونية تماما، بينما اقترحت الإدارة الأمريكية للأغذية والأدوية وضع هذه المنتجات تحت إشرافها وسلطتها مثل التبغ، ولكن أدت قضايا وتأجيلات إلى عرقلة هذا المسعى لإصدار تشريع رسمي بذلك.





تقييد الاستخدام



في مايو الماضي، أنهى الاتحاد الأوروبي تنقيحا شاملا للقواعد التي تحكم منتجات التبغ في الدول الأعضاء، وتضمنت هذه القواعد ضوابط ومعايير لمنتجات السجائر الالكترونية، وقيودا على الإعلانات، لكن هذه القواعد الأخيرة ستستغرق سنوات طويلة حتى تدخل حيز التنفيذ.

وفي 26 أغسطس، أصدرت منظمة الصحة العالمية تقريرا، كان من ضمن توصياته تقييد استخدام السجائر الالكترونية داخل المنشآت والمباني، وحظر نكهات معينة، وقصر المبيعات على البالغين من سن 18 سنة، فأكبر، وستجري مناقشة هذا التقرير خلال هذا الشهر، لتحديد الأسلوب الأمثل للتعامل مع المنتجات ضمن الاتفاقية الإطارية الدولية بشأن مكافحة التبغ، التي تلزم الحكومات بإصدار التشريعات التي تنظم استهلاك التبغ، وتحاول تقليل تأثيره على الصحة.





العلامات التجارية



وبحسب دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا في سان دييجو، كانت هناك أكثر من 288 علامة تجارية من السجائر الالكترونية على الانترنت في 2012، وفي يناير 2014، أصبح لدينا 466 علامة تجارية من السجائر الالكترونية، أي بمعدل إطلاق 10 علامات تجارية كل شهر.

الإقبال الكبير من المشترين على السجائر الالكترونية حير وأربك العلماء والجهات التشريعية، وما يعقد المشهد أكثر ما شهدته السجائر الالكترونية من تطور وتقدم فائق السرعة، فالنماذج الأولى التي تشبه السجائر تطورت وأصبحت تحتوي على وحدات تبخير تكلف مئات الدولارات، قابلة للتخصيص بحسب رغبة المدخن، وقد تحتوي على أي شيء بدءا من الطلاء بالذهب إلى البرمجيات التي تحدد كيفية عمل هذه السجائر الالكترونية.





توسيع الجهود



بناء على ذلك، وسع الباحثون من دائرة جهودهم، لتوفير المعلومات الإرشادية للجهات التشريعية، فالسجائر الالكترونية تبشر بتخفيض جوهري في معدل الوفيات الناجمة عن التدخين، دون أن تحرم مستهلكي التبغ من النيكوتين الذي يحتاجونه، ومن العبارات التي تتردد كثيرا في دوائر مكافحة التبغ أن «متعاطي السجائر يدخنون من أجل النيكوتين، ولكنهم يموتون من الدخان».

ويظل السؤال الأساسي والجوهري: هل السجائر الالكترونية آمنة؟ متخبطا بين جدران المعلومات غير المؤكدة والأدلة غير الحاسمة.





في نيتشر العربية عدد أكتوبر:




  • - العالم يكافح لدحر الإيبولا.


  • - سويسرا تستعد لتسونامي بحيرة في جبال الألب.


  • - تقنية لفحص العظام تعيد كتابة ما قبل التاريخ.


  • - الولايات المتحدة تقيم فيروس الكاريبي.


  • - العلماء وشبكات التواصل الاجتماعي.


  • - علم الميكروبات يحتاج إلى جرعة صحية من الشك.


  • - ملف خاص حول مستقبل العلوم في العالم العربي.


  • - تاريخ الهندسة، صانع العجائب.